نداء لمشاركة الطبقة الشعبية في اليوم الوطني للمعطل

عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لأن العطالة قضية طبقية، لا تعني المعنيين بها مباشرة فقط، وإنما سلاح طبقي لخلق جيش احتياطي من الأيدي العاملة المعطلة تتنافس على الأجورالزهيدة وتهدد بتنافسيتها اليد العاملة النشيطة فتقبل هذه الأخيرة مضطرة أيضا بالأجور الزهيدة التي تتصدق بها عليها البرجوازية، خوفا من التسريحات الجماعية، فالمستفيد في النهاية تبقى هي البرجوازية المهيمنة اقتصاديا وسياسيا بدون شريك، كما أن البطالة تؤدي عموما إلى ضعف القدرة الشرائية للأسر نتيجة لاضطرارها إلى تعهد معيشة أبنائها العاطلين سواء كانوا حاملين لشهادات عليا أم حاملين للسواعد. كما يؤدي ضعف القدرة الشرائية للأسر الى اقبالها المتزايد على القروض الاستهلاكية بفوائد مجحفة، واضافة الى هذا وذاك فإن مفعول غلاء المعيشة والتضخم والتي الذي تعمل على تكريسه الحكومة نصف ملتحية بنهم مجنون، يزيد من تدمير هذه القدرة الشرائية ومن تدمير قدرة العاطلين على الاستمرار في انتاج الحياة واعادة انتاج الحياة

لكل ذلك فإن الدعوة للمشاركة في اليوم الوطني للمعطل ليست قضية اقتصادية بحثة تهم فئة دون أخرى ويبقى تأثيرها نسبيا ومحدودا، بل العطالة كارثة وطنية تصيب الطبقة العاملة في صميم كيانها بالخصوص نظرا لعلاقتها العائلية المباشرة مع العاطلين ولان استمرار العطالة يدمر أجورها وشروط انتاجها واعادة انتاجها لحياتها الاساسية، العطالة تصيب أيضا ، شرائح الطبقة الوسطى التي يعجز أبنائها عن ايجاد فرص الشغل رغم حصولهم على شهادات عليا، والتي دمرتها أيضا عمليات خوصصة كافة المرافق العمومية التي تم رفع أسعارها وجعلها مرتعا لجشع البرجوازية التي تملكتها وأصبحت تحقق ارباحا خيالية من ورائها انظر قطاعي الماء والكهرباء في مدينة الرباط مثلا حيث ارتفعت اسعار هذه الخدمات لأكثر من عشر مرات منذ 1998

ان السياسات الطبقية المعتمدة في بلادنا التي تصيب المغرب كل خمس سنوات بسكتات قلبية تتزايد حدتها وتعمقها مع كل عودة لها، وتتمثل هذه السكتات القلبية في الأزمات الناجمة عن التناقض الفاحش بين قوى الانتاج المتطورة جدا والتي راكمتها البرجوازيتين المحلية والدولية في بلادنا على ظهر الكادحين، وعلاقات الانتاج المتدهورة جدا، بين البرجوازية والكادحين، والتي تفضحها بعض أرقام ومؤشرات برامج ما يسمى بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية رغم اعتدالها، فهذا التناقض الحاد عمق من العجز الاجتماعي والفقر والبطالة والرشوة والامية وتدهور الصحة وتدهور التعليم وضعف الاجور والرواتب ... الخ

إذن فالمشاركة في التظاهر في اليوم الوطني للمعطل الى جانب العاطلين حاملي الشهادات العليا هو ذو طابع اقتصادي واجتماعي وسياسي على الخصوص، فالحكومة الممثلة للبرجوازيتين المحلية والدولية آخذة في معالجة أزمتها الرأسمالية في بلادنا عن طريق تفريغها على كاهل الطبقة الكادحة

فنحن ككادحين وعمال وطلبة ومعطلين ننتمي لنفس الطبقة المضطهدة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بواسطة هذه السياسات المتواصلة منذ عقود والتي أفرزت أجيالا من العاطلين حملة السواعد وحملة الشهادات العليا، فلنتضامن جميعنا ونشارك في اليوم الوطني للمعطل يوم الأحد 6 أكتوبر على الساعة العاشرة صباحا انطلاقا من ساحة باب الأحد

#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات