أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟














المزيد.....

هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استهل راشد الغنوشى خطبته التى ألقاها فى مؤتمر شباب النهضة بالآية القرآنية « وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (الأنفال63) متوجها إلى شباب الحركة بالدرجة الأولى بخطاب أشاد فيه بفضائل الشباب الإسلامى بالسبعينيات ثمّ شباب النهضة، مذكّرا ببطولاتهم السابقة دون أن ينسى دورهم فى مقاومة الاستبداد. ولكن لسائل أن يسأل هل حدث التآلف بين التونسيين فى عهد الحكّام الجدد؟

فبعد تقسيم التونسيين إلى معسكرين: الإسلاميون والعلمانيون، وتوزيع النساء على أساس الهيئة والملبوس بين محجّبات ومنتقّبات وسافرات، ها نحن اليوم إزاء فرز أيديولوجى آخر: شباب الحركة الإسلامية والشباب الماركسى، شباب الحركة الإسلامية الذين أرسوا قيم الحرية والشباب الذى كانت لغته الفرنسية ويمارس العنف فى الجامعة، وبين من منّ عليهم الله بالحرّية من خلال الثورة، ورهط يحاربون الثورة ويريدون استعادة منظومة الاستبداد.

ولئن سعى الغنوشى إلى تأصيل قيم الثورة بربطها بالمرجعية الإسلامية فإنّه بقى مشدودا إلى أفق أحادية التصوّر. ولمّا كان الخطاب يشى بما يحاول صاحبه أن يتجنّبه فقد بدا التعارض واضحا بين إلحاح الغنوشى على عدم استبعاد التونسيين من جهة، واعتبار جميع التونسيين مسلمين «والحمد لله» من جهة أخرى، فهل نسى الخطيب أنّ ممارسات الاستبعاد تنطلق من نظم الكلم، وأنّ تجاهل باقى التونسيين من اليهود والمسيحيين والبهائيين والملحدين فى فترة بناء التحول الديمقراطى يعدّ علامة على عدم الإقرار بحقّهم فى بناء الوطن، من منطلق المواطنة الكاملة. كما أنّ شطب فئة من التونسيين يعتبر شكلا من أشكال العنف الممارس على أساس المعتقد، وهو ممارسة مركوزة فى فكر الإخوان وإن حاول صاحب الخطاب الادّعاء بأنّ حزبه يؤمن بالديمقراطية.


عبثا يحاول الغنوشى إقناع التونسيين بأنّ حزبه سيرسى أسس الديمقراطية ويمنح الحرية للجميع. فالخطاب يفضح صاحبه، وممارسة السلطة كشفت المستور. فهل يجوز لمن آمن بثورة قادها الشباب أن يتجاهل معاناة جرحى الثورة الباحثين عن حقوقهم المهدورة؟ وهل من العدل أن ينصف شباب النهضة فيعثرون على عمل ينسيهم مرارة الظلم فى حين يواجه الشباب العاطل عن العمل بهراوات الشرطة تؤدبهم على احتجاجات عكّرت صفو النظام؟ وهل من الإنصاف شنّ حملة على التجمعيّين وتمكين فئة منهم من زمام السلطة من جديد؟ وهل يجوز لمن آمن بفكرة التداول على الحكم، والانتخابات النزيهة والشفافة أن يؤكد بأسلوب ينهل من نسغ الفكر الوثوقى أنّ حزبه سيفوز فى الانتخابات القادمة؟ وهل وهل... أسئلة تطرح معبّرة عن هذا التعارض بين القول والفعل ، بين منظومة قيمية لم تتجاوز الشعارات ، ولم تفعّل على أرض الواقع،... عبثا يحاول الغنوشى التأليف بين التونسيين وهو يذكّر بصراعات الماضى، ويفتح أرشيف الذاكرة، عبثا يحاول ادعاء الممارسة الديمقراطية وهو يكرّر «لن نسمح، لن نسمح، لن نسمح... ينبغى أن نكون جميعا ديمقراطيين». إنّ بنية الخطاب حبلى بمعانى التسلّط لمن يدعى بأنّه «لن يسمح بعودة الاستبداد».

هذه عيّنة من عينات خطب القياديين تدل دلالة واضحة على أزمة الخطاب السياسى الراهن الذى فقد قوّته على التأثير فى الجماهير حتى وإن تحمّس شباب النهضة وردّدوا «الشعب يريد النهضة من جديد» وكبّروا علّ الله يمنّ عليهم بالنصر من جديد... فأنى لمن قاد الحركة أن يقنع ويحاجج وهو بلا «كاريزما»؟ وأنى لرئيس بخلفية حقوقيّة أن يحظى باحترام السامعين والمشاهدين والحال أنّه كلما تكلم طالبته الجماهير الغاضبة بالتنحّى عن رئاسة البلاد؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «حقّ مجاهدات النكاح فى هبة أجسادهن للثوّار»
- رجعونا الماضى بعذابو وبقساوته..
- السياسة والحجاب
- السياسة كده
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟
- إنّ غدًا لناظره قريب
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - هل أُلفت حركة النهضة بين التونسيين؟