أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة معذى الطويل - الطريق الوطني لخلاص الشعب السوري















المزيد.....

الطريق الوطني لخلاص الشعب السوري


أسامة معذى الطويل

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ها نحن على أبواب جنيف 2 الذي طال انتظاره والحقيقة لا أحد يستطيع أن يؤكد موعدا لانعقاده، ولو استطاع ذلك فلا يستطيع أن يتنبأ بنجاحه أو بتطبيق مقررات ما قد تخرج عنه مهما كانت، لصالح الثورة أو مجحفة بحقها، خصوصا بعد الإخفاقات المتتالية والكارثية لما يسمى بالمعارضة الخارجية والمتمثلة بالائتلاف الوطني (الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري)، وبعد ما صدر مؤخرا عن قوى الثورة والعسكرة في الداخل السوري من بيانات تعلن سحب الاعتراف بهذا الهيكل الهش، والمسير من أجهزة استخبارات مختلفة تفرض بالتالي ولاءات متغايرة، تجعل بطبيعة الحال التوافق بين قوى المعارضة الأخرى واتخاذ القرارات الملائمة والوطنية ضربا من الخيال.

لا شك بأن هذه المسؤولية التاريخية يتحملها كل رجالات الإئتلاف الوطني على اختلاف انتماءاتهم أمام الشعب والتاريخ، وأي أعذار مهما كبرت لن تتجاوز حد التفاهة لأي شخص سيتبجح يوما بنضال سنين أو اعتقال سنين أخرى، الكل مسؤول عن الدم الذي أريق لغاية اللحظة، وهذا لا يعني أبدا نزع المسؤولية الأولى عن النظام الديكتاتوري الفاشي والمافيوي.

نقول مسؤولية تاريخية ووطنية وإنسانية وأخلاقية لأن أي متتبع للأحداث منذ قيام الثورة ـ وما تلاه من تشكيلات لمعارضة الخارج بدءا من المجلس الوطني ـ يوقن تماما أن تلك المعارضة كانت ترفض أية مبادرات سلمية تصب في كف الدمار والتخفيف من العنف، معتقدة أنها تستطيع الحسم العسكري، ومتمسكة بوعود غربية خليجية واهية لم يكن هدفها يوما مجرد التخفيف من معاناة الشعب السوري، أوالوصول إلى نظام تعددي ديموقراطي.
فهل كان هذا مجرد خطأ سياسي في قراءة الوضع الدولي والاقليمي؟ وهل كان الاعتقاد بأن دول مثل قطر أوالسعودية وغيرهما يمكن أن تؤيد يوما ما نظاما يتعارض مع ما تمارسه في بلدانها؟ لا أحد أعتقد من شريحة واسعة من الشعب السوري بات يصدق أن ما نتج وينتج عن معارضة الخارج هو مجرد خطأ في قراءة السياسة، خصوصا بعد الفضائح المالية والسياسية التي خرجت عبر تصريحات من كانوا في المجلس أولا وفي الائتلاف ثانية، ومع هذا حتى ولو كان هناك خطأ ما كما أسلفنا في قراءة السياسة الراهنة ، فهو عمليا يقارب أن يكون جريمة بشعة في حق الشعب والوطن، لأن المرحلة لا تحتمل مجرد الخطأ، عوضا عن أنهم كانوا يتشدقون دوما في الوسائل الاعلامية بوجود خبراء فيما بينهم يستطيعون قيادة المرحلة، بالرغم من أن الديبلوماسية الفرنسية اقترحت عليهم أن تقوم قياداتهم باتباع “دورة” في أصول السياسة والديبلوماسية لأنهم كانوا يعتبرونهم مبتدئين غير مؤهلين.

ولعل المواطن السوري مهما كان موقفه من النظام أو الثورة بات يتساءل بعد استرجاع لتسلسل الأحداث وبعد مرور كل هذا الوقت على سيلان الدم السوري: ما الذي قدمته معارضة الخارج للشعب والوطن؟

- إجهاض أي توافق يمكن أن ينشأ بين أقطاب المعارضة السورية. (اتفاق القاهرة بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني).
- تأييد العسكرة دون تحمل المسؤولية الأخلاقية والانسانية بأن تكون على الأقل بشكل متكافيء يضمن بالفعل كبح النظام وحماية الثوار والمدنيين، مما أدى إلى تدمير البنى التحتية والمدن والآثار، وتهجير مئات الآلاف.
- إطلاق الوعود الواهية والمستحيلة عبر الاعلام ، بث الأكاذيب ، تزييف الوعي الجمعي للسوريين على اختلاف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية وانتهاج الخطاب الشعبوي أو المزدوج.
- تبني الخطاب الطائفي الذي أخاف الأقليات وكبح أي تأييد ممكن للثورة.
- تأييد الجماعات المتطرفة بدءا من جبهة النصرة إلى داعش وعدم إدانة عمليات القتل على الهوية الطائفية.
- تأييد الهجوم على مناطق آمنة لا وجود فعلي فيها للنظام أو لأي ثكنات عسكرية (المناطق الكردية ـ قرى الساحل ـ معلولا مؤخرا) ، مما كان له أثر سلبي على الكرد بشكل عام وعلى الأقليات.
- رفض أي مبادرات سلمية داعية إلى الحوار للخروج من الأزمة ، أو التذبذب المطلق حسب أجندات خارجية ما بين رفض وقبول ( المبادرات القديمة وصولا إلى جنيف 2).
- ادعاء تمثيل الشعب السوري بتفرد مقزز، وإقصاء باقي أطياف المعارضة (المطلب الأميريكي السابق في ضرورة تمثيل المعارضة إلى جنيف حصرا من خلال الائتلاف الوطني هو مطلب ائتلافي).
- العبث بالأموال المخصصة لإغاثة الشعب السوري وسرقتها (فضائح المجلس ومن ثم الإئتلاف وتصريحات من كانوا ضمنهما).
- محاولة استجرار التدخل العسكري الأجنبي في الوطن ومنذ اللحظات الأولى لتشكيل هيكلية معارضة الخارج.
- القاء مصير الشعب السوري بأيدي عدة قوى اقليمية ودولية لم يكن لها أي قرار ايجابي في المسائل العربية طيلة ذاكرتنا التاريخية منذ ولدنا.

بعد كل ما سبق يخرج علينا أحدهم ليقول أن الإئتلاف لم يعد ممثلا لقوى الثورة والمعارضة، في مشهد رأيناه سابقا عدة مرات خلال حقبة المجلس الوطني، وكأننا أمام تمثيلية سخيفة كتبت نصها المخابرات السعودية الغير راضية من التقارب الروسي الأميريكي لتحاول اجهاض على ما يبدو أي مشروع حواري عبر جنيف أو غيره، والممثلون هم أبناء سورية الذين يدعون النضال من أجل الوطن والشعب عبر فلة من أمراء الحرب والارهاب. فالمرتزقة كثر، والثروات ما زالت تكدس على حساب الدم والكرامة السورية، يرافق كل هذا هجمة جديدة ولن تكون الأخيرة على معارضة الداخل المتمثلة بهيئة التنسيق الوطنية التي ومنذ انطلاقتها كانت وما زالت تعتمد الحقيقة القاسية على حساب شعبوية زائفة، والوطنية المخلصة حتى ولو كان الثمن الصاق تهمة العمالة للنظام بمناضليها وناشطيها، والرؤية السياسية الواضحة والمدروسة لكل ما يحيط بالوطن اقليميا ودوليا والتحرك تبعا لذلك.

- كانت هيئة التنسيق أول من دعا للحوار الوطني وارتأت أن الحل لا بد أن يكون سياسيا وأن أسلمة، عسكرة أو تطييف الثورة هو مقتل الثورة والوطن.
- كفلت هيئة التنسيق أن يكون ممثلي الشعب في الداخل السوري عبر مناضليها ومناضلي القوى السياسية الأخرى، وأن أية قرارات تصدر يجب أن تكون من خلال مكتبها التنفيذي بدمشق، معتمدة مبدأ التمويل الذاتي لعدم الاضطرار لتبعية الممول والحفاظ على استقلالية كاملة.
- رفضت هيئة التنسيق أي تدخل في الشأن السوري من أي طرف جاء ، فأدانت روسيا لتسليحها للنظام كما أدانت من يسلح المعارضة، أدانت تدخل أصدقاء النظام عسكريا كما أدانت غض الطرف عن دخول المجاهدين الأجانب، ولم تستعدي الدول المؤثرة في الشأن السوري بغية المحاولة في تطمينها على مصالحها بعد سقوط النظام.
- وقفت ضد مشاريع ما يسمى بأصدقاء سورية، وأفشلت بعضها (مؤتمر تونس) حيث أثبتت الوقائع فيما بعد أنهم يقررون وحيدين حتى بدون الرجوع للمجلس أو الائتلاف.
- كانت هيئة التنسيق أول من طالب بوضع جبهة النصرة وأخواتها على قائمة المنظمات الارهابية وتعرضت وقتها لحملة لا أشنع ولا أبشع.
- كانت هيئة التنسيق وما زالت أفضل الموثقين لجرائم الحرب من جميع الأطراف دون غض الطرف عن أحد وقدمت ملفات كاملة للأمم المتحدة بهذا الخصوص.
- رفضت هيئة التنسيق التدخل العسكري في سورية واعتبرته يمثل عدوانا على السيادة السورية وطنا وشعبا.
- قدمت هيئة التنسيق وقادت كل المبادرات الإيجابية التي لو كتب لها النجاح لكانت أوصلتنا إلى بر الأمان، بينما هاجمها الآخرون وحاول اجهاضها سواء من قبل النظام أو من قبل معارضة الخارج.
- حذرت هيئة التنسيق من الحل الحربي وعسكرة الثورة وارتأت أن الحسم العسكري مستحيل من أي طرف، لهذا كانت سباقة دائما للدعوة لهدنة في كل وقت سمحت مناسبة ما بذلك.
- ظلت هيئة التنسيق سباقة وحتى هذه اللحظة إلى أي توافق حتى ولو كان بحده الأدنى مع أقطاب المعارضة المختلفة.
- قدمت هيئة التنسيق وما زالت خيرة مناضليها وشبابها اما استشهادا أو اعتقالا، اختطافا أونفيا.

لكل ما سبق يجب على الشعب السوري الآن التساؤل بجدية أكثر ومسؤولية أكبر بعد تكشف كثير من الحقائق، واتضاح الرؤية، وانقشاع الأوهام والوعود الكاذبة، من هو الطرف الذي تاجر وباع وراهن وساوم وتذبذب ونافق وكذب دون أدنى مسؤولية أو اعتبار لدماء السوريين أو للوطن وسيادته؟ ومن هو الطرف الذي ثبت على المبدأ منذ البداية، فلم يزور حقيقة، ولم يتبع أجندة ، ولم يخضع لدولة أو لجهاز استخبارات؟ من هو الطرف الذي مثل الحس السوري العام بحريته التي يطلبها وبكرامته وحسه العالي بوطنيته الخالصة؟

الشعب السوري الآن أمام استحقاق كبير وفرصة بقدر ضعفها فهي لن تعوض، فإما أن يقبل باستمرار المتاجرة باسمه بين سماسرة دماء وأمراء حرب وارهابيين، وبين تأييد الخط الوطني الخالص الذي يكفل ولو حدا مقبولا مما نطمح إليه جميعا عبر الحوار، وإلا فهناك خيار آخر يقول بالتراجع عن الثورة وإعلان فشلها الذريع والقبول باستمرار مافيا الحكم لعقود قادمة، أو ربما قبول استنزاف سورية تماما، وقبول تحمل حرب طويلة الأجل لن تبقي لا على شعب ولا على وطن، صحيح أن الجزء الأكبر من الحل بات بأيدي الخارج، لكنه لن يكون ولن يكتب له النجاح إن لم يتكاتف الشعب من أجل تحقيق أدنى توافق يكفل توقف العنف وبناء الاستقرار فدولة المواطنة، ومن يظن أن الطريق قصيرة فهو واهم، الطريق طويلة جدا، لكن علينا على الأقل أن نخطو الخطوة الأولى، ربما ما يعزينا أنها وبالرغم من كل شيء ستكون أقصر بكثير من الاستمرار بالتعويل على الحسم العسكري أو التدخل الخارجي.



#أسامة_معذى_الطويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في خدرها
- انعكاسات ألم
- جنيف 2 .. الساعة الرملية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة معذى الطويل - الطريق الوطني لخلاص الشعب السوري