أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف العوضي - حين ينير الأدب بؤرا معرفية جديدة قراءة في مجموعة -النوبي-














المزيد.....


حين ينير الأدب بؤرا معرفية جديدة قراءة في مجموعة -النوبي-


اشرف العوضي

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 13:06
المحور: الادب والفن
    


حين ينير الأدب بؤرا معرفية جديدة قراءة في مجموعة "النوبي"

بقلم : د. سهير المصادفة



في المشهد الأدبي المصري أصبح من شبه المستحيل التعثر بمجموعة قصصية رائعة بل حتي جيدة قد أجد روايات أحيانا تضيف إلي المنجز السردي العربي لكن مجموعة قصصية لافتة مثل "النوبي" للأديب أشرف العوضي الصادرة عن دار ابداع للنشر عام 2013 فهو بالفعل اكتشاف يستحق الاحتفاء وقد تتعدد الأسباب التي تجعل شمس القصة القصيرة ـ كجنس أدبي مؤسس ـ تأفل منذ سنوات.. منذ احتلت الرواية صدارة المشهد الأدبي ومحافله بامتياز ولكن المساحة هنا تضيق علي تناول هذه الأسباب.
تضم مجموعة "النوبي" ثماني عشرة قصة قصيرة آسرة بقلم عرف كيف يحتفظ بنقاء صوته الخاص والابتعاد تماما عن أصدقاء الأصوات الابداعية الكبري التي تناولت الريف المصري وكنت أظن انها لم تترك للأدباء من الأجيال اللاحقة زاوية جديدة للرؤية. لكن أشرف العوضي يفاجئني بدروب ضيقة في قرية من قري المنصورة لم أرها من قبل وبشخوص منحوتة تحتلك ببساطة وبعد رحيلها عن العالم بعد أن ملأته بحكاياها وصخبها وضحكها وغضبها ونبلها ومجونها وبزمن حليبي نادر تظن انه تخثر في اللحظة الحاضرة. لكن ظنك يخيب حين تكتشف انه ممتد برهافة ليحلق فوقها بأسلوب شاعري شفيف وامتلاك كامل للغة سردية رائقة وجديدة.
هنا تتولد الصور من عالم بكر لا يحتاج إلي الاتكاء علي التشبيهات المكررة والمستنتجة بطرق تقليدية ففي أول قصص المجموعة والموسومة باسمها "النوبي" يصف بطله هكذا "كنت أري شبها كبيرا بين عم جعفر والنخل. وأقول لأصحابي ـ ونحن قابعون علي مصطبة الخالة سنية ـ ان عم جعفر ابن للنخلة فهو مثلها تماما أسمر جاف شاهق باسق لا نراه يأكل ولا يشرب أبدا وكأنه يعيش علي الهواء وقليل من الماء مثل النخل ص12".
وسيظل الكاتب يعود إلي البدايات البكر لاكتشاف العلاقة بين المشبه والمشبه به كأنه يؤسس عالم تفسير الينابيع الأولي علي غرار الأساطير الاغريقية حيث نجد هناك كيف خلق صدي الصوت حكائيا أو ما هي قصة نبتة النرجس المنكفئة علي صفحة الماء وهكذا... لن ننتظر من المؤلف ـ طوال قصص المجموعة ـ أن نقرأ تشبيها جافا وعابرا كأن يكتفي مثلا بكتابة: كان عم جعفر يشبه النخلة بل سيواصل نحته في إعادة الاعتبار إلي عجينة الألوان الرئيسية الأولي فيبدع في قصته "أبوالسباع" في وصف بطله فيقول عنه: "دائم التحدث لا يكل ولا يتعب كراديو عتيق أوصلوه بالتيار الكهربائي وتركوه ومضوا. ص76".
ان عالم القرية ينتثر في فضاء مجموعة "النوبي" كركيزة معرفية لا تتحاور مع القارئ وانما تنساب إلي وجدانه مباشرة لتخليق بؤر معرفية جديدة.. نعم قد يهيأ له انه بها عليم ولكنه سيقف مشدوها أمامها لمحاصرة رهافتها بين السطور.. ففي قصة "النخلة" يكتب: "تطلعت إلي الجنينة وإلي البيت الكبير الذي ورثته عمتي عن زوجها الراحل وقد كان في الأصل ملكا لخليل بك عبدالمجيد أحد الأتراك الذين كانوا يملكون قريتنا إلا قليلا. ص56" وفي قصة "دكان صغير" يكتب أشرف العوضي: فمنذ رقد زوجها الكهل للمرة الأخيرة كانت ممرضته وأمه الحانية ومكانه في دكانه الصغير تبيع وتشتري وترعي الصغار. ص.51
بالطبع يتوقع القارئ أن تكون الزوجة حال مرض زوجها هي الممرضة أو الأم اما ان تكون "مكانه" فهو تأسيس لبورة معرفية شديدة الرهافة لدي القارئ مثلها مثل "الذين كانوا يملكون الأرض إلا قليلا" حيث ان القارئ ربما يعرف دائما ان الأمر هكذا كان وهكذا سيصير إلي الأبد. لكن صياغتع بهذه القدرة النابعة ليس فقط من امتلاك أدوات اللغة وانما أيضا من امتلاك مفردات مشاعر الشخوص وغزلها في نسيج الزمان والمكان الصحيحين.
ان صوت الراوي سواء كان طفلا أم شابا أم رجلا هو صوت منحاز بدون مبالغة أو عويل للضعفاء والفقراء والمحبين المخلصين ومن لا حيلة لهم في هذه الحياة وهو أيضا يرفع راية الجمال والشرف والنقاء الذي يشبه طين الأرض انه مكلل باللون الأخضر نعم لكنه أيضا ترعي فيه بعض الطفيليات التي يشير الكاتب إلي ضرورة اجتثاثها.



#اشرف_العوضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...
- رحيل عالمة روسية أمضت 30 عاما في دراسة المخطوطات العلمية الع ...
- فيلم -الهواء- للمخرج أليكسي غيرمان يظفر بجائزة -النسر الذهبي ...
- من المسرح للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، من هو زكريا الزبي ...
- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف العوضي - حين ينير الأدب بؤرا معرفية جديدة قراءة في مجموعة -النوبي-