|
طريق اليسار - العدد 52
تجمع اليسار الماركسي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 07:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طريق اليســـــار جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم / * العدد 52 ـ أيلول / سبتمبر 2013 - [email protected] E-M: *
* الافتتاحية * ـ انحدار قوة القطب الواحد للعالم ( 1989 – 2013 ) ـ
احتلت واشنطن مع انهيار الكتلة السوفياتية في خريف1989وضعاً غير مسبوقاً منذ عام31قبل الميلاد لما أصبحت روما القطب الواحد للعالم بعد انتصار الرومان على المصريين في معركة أكتيوم وهو وضع استمر أكثر من ثلاثة قرون حتى انقسام الامبراطورية الرومانية بين شرقية وغربية وبروز الامبراطورية البيزنطية ثم الدولة الساسانية الفارسية كمنافسين لروما على زعامة العالم قبل أن تنهار روما بأيدي البرابرة في عام476ميلادية وتحصل ثنائية بين البيزنطيين والساسانيين قبل أن تأتي الدولة الاسلامية في القرن السابع وتحجم الدولة البيزنطية وتقضي على الساسانيين. لم تستطع دمشق ثم بغداد أن تكون قطباً للعالم برغم احتلالهما وضع القوة العالمية الأكبر وهو ماكانت عليه أيضاً لندن بين عامي 1763و1945عقب هزيمة الفرنسيين أمام الانكليز في حرب السنوات السبع قبل أن يؤدي أفول الامبراطورية البريطانية إلى نشوء الثنائية القطبية الأميركية - السوفياتية في فترة الحرب الباردة(1947-1989): أصبحت الساحة العالمية خالية أمام واشنطن لكي تمارس قطبيتها الأحادية للعالم بعد اكتمال الانحدار السوفياتي(1983-1989)،ثم الانهيار(الأسبوع الأخير من عام1991لماأعلن تفكيك الاتحاد السوفياتي)،في ظل جنينية الاتحاد الأوروبي وأيضاً في ظل الانحناء الصيني أمام العملاق الأميركي أمنياً وسياسياً مقابل استيراده للتكنولوجيا والاستثمارات الأميركية لاستكمال بناء عملقة بكين الاقتصادية. ظهرت هذه الأحادية القطبية الأميركية للعالم في أزمة وحرب الخليج (آب1990- شباط1991) وفي حرب البوسنة(نيسان1992- كانون أول1995)لمافرضت واشنطن اتفاق دايتون الموقع في أرض أميركية لمشكلة أوروبية وبتصور أميركي بعد افشالها لمشروع فانس – أوين المقدم من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كمشروع مشترك،ثم في حرب كوسوفو(1999)،وأخيراً في غزو العراق(2003).في تلك المحطات استطاعت واشنطن فرض إرادتها وسيناريوهاتها رغم الاعتراضات الفرنسية في حرب1991،وضعف إرادتي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في البوسنة،وضد إرادة موسكو وبكين المستيقظتين قليلاً في أثناء حرب كوسوفو،ثم مارست واشنطن الانفرادية العالمية الكبرى في عراق2003غير ملتفتة إلى اعتراضات باريس وبرلين وموسكو. ساعد على تلك الانفرادية الأميركية ليس فقط خلو الساحة من قطب ثاني أوجنين له وإنما أساساً قوة الاقتصاد الأميركي وامتلاك واشنطن لقوة عسكرية متفوقة كثيراً على منافساتها الأخريات ووجود تفوق علمي- تكنولوجي أميركي ناتج عن احتلال الأميركان لنسبة 70%من حجم الانتاج العلمي- التكنولوجي العالمي. في هذا البناء الأميركي للقطبية الأحادية العالمية كانت نقطة الضعف الكبرى ،أو الثغرة، موجودة في الجانب الأيديولوجي:منذ روما لم توجد امبراطورية عالمية بدون رؤية أيديولوجية للعالم،عندما كانت الأفلاطونية المحدثة،ثم المسيحية مع البيزنطيين،وبعده الإسلام مع الامبراطورية الإسلامية،والرؤية الحضارية الغربية مع لندن،ثم الماركسية مع موسكو السوفياتية ومنافستها واشنطن التي قدمت الرؤية اليمينية الرأسمالية للعالم بطبعتها الليبرالية .في واشنطن مابعد1989لم يوجد ذلك وقد كانت هناك صورة للعملاق الأميركي تعطيه قوة عسكرية- اقتصادية- سياسية من دون فكر رغم الجاذبية المتنامية عالمياً لنمط الحياة الأميركية عند الشباب العالمي في القارات الخمس وبالرغم من الاتجاه المتزايد نحو نمط التعليم في المدارس والجامعات الأميركية. بين عامي 1989و1993جرت محاولتان أميركيتان للتنظير للقوة الأميركية،مع فرانسيس فوكوياما في "نهاية التاريخ"،هي استنساخ باهت لرؤية ليبرالية لهيغل قدمها مهاجر روسي في باريس عام 1947 هو ألكسندر كوجيف في كتابه:" مدخل إلى قراءة هيغل" انضافت إلى القراءات الماركسية والفاشية لهيغل،وكانت المحاولة الثانية مع صاموئيل هنتنغتون في مقاله:"صدام الحضارات" يمكن ايجاد الكثير من ملامحها عند أوزوالد اشبنغلر وفرنان بروديل لماقدما نظرية (الدوائر الحضارية) وأن حركة التاريخ ليست امتدادية بل حركية لدوائر حضارية متشكلة ومنغلقة على نفسها. كانت المحاولة التنظيرية الأقوى فكرياً هي ماأسمي بتيار (المحافظون الجدد) الذين مزجوا بين أفكار ميلتون فريدمان الليبرالية الجديدة المعادية للكينزية وبين فكر محافظ جديد فلسفياً أتى مع تلاميذ ليو شتراوس(1899-1973)في جامعة شيكاغو ،مثل بول فولفوفيتز نائب وزير الدفاع الأميركي وريتشارد بيرل رئيس مكتب تخطيط السياسات في البنتاغون وأيضاً أبرام شولسكي رئيس مكتب الخطط الخاصة في البنتاغون،وقد كان هؤلاء الثلاثة هم القوة التنظيرية لغزو العراق في عهد بوش الابن وهم كتروتسيون يساريون نقلهم شتراوس إلى اليمين قد احتفظوا من تروتسكيتهم السابقة برؤية تغييرية للعالم ولكن الآن يمينية ترى في القوة الأميركية طريقاً للتغيير العالمي لفرض الديموقراطية واقتلاع الديكتاتوريات ولفرض اقتصاد السوق من أجل بناء امبراطورية أميركية عالمية بعد تحويل العالم إلى صورة مكبرة عن الولايات المتحدة الأميركية. كان فشل غزو واحتلال العراق في "إعادة صياغة الشرق الأوسط"نهاية لتيار المحافظين الجدد وللمحاولة الأكثر أيديولوجية في التاريخ السياسي الأميركي،ولترتد واشنطن بعد هذا الفشل نحو مزيج من "السياسة الواقعية" ،حيث كانت تبنى السياسات على حسابات براغماتية عارية ميزانية للوقائع وقد كان المثال الأميركي الأكبر لذلك هو هنري كيسنجر،و نحو نزعة انعزالية عن العالم ضاربة في القدم عند الأميركيين منذ أيام(مبدأ مونرو-1823). ترافق هذا منذ صيف 2008،لمابانت اختلالات التوازن الاقليمي في الشرق الأوسط لغير صالح واشنطن،مع بداية تغيرات في مناطق محددة من العالم لغير صالح واشنطن حيث استطاعت موسكو منذ الحرب الروسية – الجيورجية (آب2008) وحتى عام2011،أن تقوم بتحجيم الامتدادات الأميركية إلى معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة،وهو ماشمل أوكرانية وأوزبكستان وقرغيزيا وإلى حد أقل أذربيجان وتركمانستان. هذا عبر عن استيقاظ روسي ترافق في حزيران 2009مع نشوء تكتل عالمي جديد يدعو "لعالم غير أحادي القطب"، هو (مجموعة دول البريكس)،ضم روسيا والصين والهند والبرازيل ثم انضمت له جنوب افريقية بعام2010،وأصبحت الأرجنتين تميل نحوه منذ عام2012،وقد ظهرت قوة هذا التكتل العالمي في الأزمة السورية لمابدأت موسكو وبكين في تعطيل الأمم المتحدة أمام الاستخدام الأميركي عبر استعمال الفيتو منذ يوم 4تشرين أول2011ثم تكرر هذا مرتين من قبلهما. ربما كان باراك أوباما هو المثال الأبرز للتأرجح الأميركي بين "الواقعية العارية" و"الانعزالية"،ولكن تلك الواقعية التي ترتد منعزلة أمام قوة الوقائع المعاكسة،والتي لاتستطيع تجيير الوقائع الملائمة أميركياً مثلما حصل لمافشلت الإدارة الأميركية في تجيير واستغلال وقائع تطورات "الربيع العربي" لتغيير موازين القوى الاقليمية لصالحها ضد طهران عبر استغلال تطورات داخلية لتعديل ميزان القوى الاقليمية والعالمية،كمافعل جورج بوش الأب عبر تطورات خريف1989في دول الكتلة السوفياتية،هذا إذا لم تكن الصورة معاكسة مثلما حصل من موسكو ضد واشنطن عبر الأزمة السورية لمالم تقتصر الأمور عبر اعتراف أميركي بدور رئيس موازي للروس في الأزمة السورية كماجرى في اتفاقية 7أيار2013وإنما أرجحية روسية كماعبرت عنها اتفاقية جنيف في 14أيلول2013 حول (الكيماوي السوري)،بعد أن أظهرت (أزمة الكيماوي السوري)بأن أوباما لايملك قوة إرادة سياسية توازي القوة المادية العسكرية- الاقتصادية التي هي بين يديه،وهو وضع شبيه بوضع رئيس الوزراء البريطاني تشمبرلين في مؤتمر ميونيخ الذي جمعه في أيلول1938مع هتلر ، في وضع معاكس لوضعية وزير الخارجية الفرنسي تاليران في مؤتمر فيينا،غداة هزيمة نابليون في واترلو عام1815،لماكانت قوة الإرادة السياسية (والدهاء)قادرة على تجيير تناقضات الخصوم المنتصرين من أجل منع عملية دفع فواتير الضعف الفرنسي الناتجة عن الهزيمة النابليونية.
إعـــــــــــــــــــــــــــــــــلان
في الاجتماع الموسع بمن حضر من الرفاق في هيئة الشيوعيين تدارس الرفاق وضع الهيئة وما آلت إليه من حالة الميوعة التنظيمية والتشوش في الرؤية والخط السياسي في الظروف الدقيقة الراهنة ، وعلى مستوى ما آلت إليه الأمور في الصراع الدائر في سورية وتداخلاته الإقليمية والدولية . وقد لاحظ الرفاق أن المنظمة ومنذ مدة طويلة خضعت لتأثير بعض الرفاق في الهيئة وخاصة من سمّوا أنفسهم فرع الخارج . وذلك بدوافع شخصية وسياسية ، البعض يحاول شد الهيئة إلى الائتلاف والآخر جرّها إلى معارضة ملحقة بالنظام أو لأهداف أخرى غير معلومة ، وبعد أن تمت محاولة سحب الهيئة من تحالفاتها في التيار الماركسي أو هيئة التنسيق الوطنية ، الأمر الذي وضع الهيئة في وضع لا تحسد عليه . إننا كهيئة شيوعية في الداخل نؤكد على ما يلي : 1- هيئة الشيوعيين هي فصيل ماركسي مركزها الداخل السوري . 2- هي فصيل في المعارضة الوطنية تهدف إلى إسقاط النظام الاستبدادي الديكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي مدني .. 3- تقيم نظرتها السياسية على أساس الخط الوطني المستقل عن تطرف السلطة ونهجها الأمني والعسكري وعن تطرف المعارضة الخارجية ( الائتلاف ) الذي يستدعي التدخل الخارجي ويدعم الاتجاهات الجهادية والتكفيرية .. 4- تؤمن هيئة الشيوعيين بالثورة السورية ضد نظام الاستبداد وقد أيدت منذ قيام الثورة وحتى الآن المسار السلمي والتدرجي لكنها ترفض النهج العسكري والعنفي وتدين كل عمليات التفجير والتخريب من أي جهة كانت والموجهة لقتل الشعب السوري وتدمير ممتلكاته ومؤسساته الوطنية . 5- تؤمن هيئة الشيوعيين بأن الحل السياسي التفاوضي هو الطريق الأمثل لحل الصراع في سورية ولتجنيب الشعب السوري ما أمكن وإنقاذ ما تبقى من حياة ودماء السوريين وممتلكاتهم والحفاظ على سورية ديمقراطية موحدة . وعليه فهي تدعم خط هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي في سوريا . وكذلك مؤتمر جنيف 1 ، كما تدعم وتؤيد انعقاد جنيف 2 ، الذي يفتح صيرورة الحل السياسي ويقطع الطريق على المسار العسكري والعنفي والتدميري . 6- هيئة الشيوعيين تجد أن مكانها الطبيعي هو ضمن تحالف قوى اليسار والقوى الوطنية ، ولذلك ستحاول من خلال الطلب على هيئة التنسيق قبول عودتها بكامل تمثيلها كعضو أساسي في هيئة التنسيق الوطني . 7- المهمة ا لمركزية الآن هي المهمة السياسية التي يقتضيها تطور الصراع في سوريا والمنطقة . 8- نهيب بكافة الرفاق في هيئة الشيوعيين إعلان تأييدهم بالطرق الممكنة لخط الهيئة وعدم الانجرار وراء الانحرافات السياسية والتنظيمية . عاشت الشيوعية هيئة الشيوعيين 18 / 9 / 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدكتور الطبيب المجاهد السوري إبراهيم ماخوس يغادر دنيانا بقلم الدكتور عثمان سعدي: رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية
توفي في منزله بحيدرة بمدينة الجزائر المجاهد الطبيب إبراهيم ماخوس يوم الثلاثاء 10 سبتمبر ـ أيلول 2013 بعد معاناته من مرض عضال طال معه. إبراهيم ماخوس هو أحد الأطباء الستة الذين تخرجوا من كلية طب جامعة دمشق، وتطوعوا في الثورة الجزائرية، منهم نور الدين الأتاسي، ويوسف زعين. غادروا دمشق عن طريق عبد الحميد مهري مدير مكتب جبهة التحرير بسورية، محمّلين بغرف عمليات ميدانية أخذوها من مخازن وزارة الصحة السورية؛ وتوجهوا إلى تونس عبر القاهرة وليبيا، نحو مصحات جبهة التحرير الوطني الجزائرية في الحدود الجزائرية التونسية التي كانت تستقبل المجاهدين الجرحى قرب مدينة تالة، وفي مستشفى الكاف حيث كانت به مصلحة للجراحة يشرف عليها المجاهد المرحوم بشير منتوري. ألحوا على أن يدخلوا للميدان بالجزائر لكن قيادة الثورة قالت لهم: "أنتم أطباء، نحن في حاجة إليكم في مصحات الحدود التابعة للثورة، من يحمل السلاح كثير". عملوا مع الأطباء المجاهدين الجزائريين : بشير منتوري، والتيجيني هدام، وآيت أيدير. لقد تعاملوا مع جرحى الولايات وبخاصة الولاية الأولي. بقي إبراهيم ماخوس محتفظا ببطاقته كعضو في جيش التحرير الوطني باسمه الحركي (بلعربي مراد) الذي اختاره جامعا فيه اسمي القائدين العربي بلمهيدي وديدوش مراد. بعد استقلال الجزائر عاد لسورية، وخاض العمل السياسي، وصار هؤلاء الأطباء الثلاثة يتقلدون مسؤوليات كبيرة: ـ نور الدين الأتاسي ريسا للجمهورية السورية ـ يوسف زعين ريسا للحكومة ـ إبراهيم ماخوس وزيرا للخارجية. وفي 1970 قام حافظ الأسد بانقلاب، فأدخل الأتاسي السجن حتى عام1992 حيث مات فيه، وزعين حتى أواسط الثمانينيات. وكان ماخوس بالخارج فنجا من السجن، واختار الجزائر فعاد إليها حيث عمل جرّاحا بمستشفى مصطفى، وتقاعد في هذا المنصب. وعاش بالجزائر كمجاهد مع زوجته وأبنائه مكرما. ومن الغرائب، عندما عُينتُ سفيرا للجزائر سنة 1974 في دمشق، طلب مني أن أساعده في إعادة شقته التي تملّكها بماله الخاص بدمشق، والتي سطا عليها، بعد انقلاب حافظ الأسد ، وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدّام. ونقلت هذه الرغبة فكان جواب خدّام: "قل لإبراهيم: الشقة لن تعاد لك، وإذا عدت لسوريا وزيرا فجردها مني", العرب كانوا أول من دعم ثورة الجزائر وانفعل بها وتفاعل معها. عندما كنت أمينا دائما لمكتب جيش التحرير بالقاهرة سنتي 1956 و 1957 كنت أستقبل العشرات من الشبان المصريين يتطوعون للجهاد بالجزائر وكنت أقول لهم: "الجزائر ليست في حاجة لمن يحمل السلاح، ادعموا الثورة بتأسيس لجان لدعمها بالجامعات والأحياء". نعم، العرب دعموا الثورة الجزائرية وتغنى الشعراء العرب بأمجادها، لقد جمعت 454 قصيدة نظمها 171 شاعر وشاعرة من العراق وسورية، منهم شعراء عظام من أمثال. سليمان العيسى، والجواهري، والسياب. نُشرت في 2000 صفحة. رحم الله المجاهد إبراهيم ماخوس، وحفظ الله سورية العروبة من المحنة التي تجتازها، وأوقف هدر الدماء التي تسيل على مدار أكثر سنتين، وحماها من أي عدوان. نشر في جريدة "الخبر" الجزائرية عدد الجمعة 13/9/2013 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تقع الحرب بدر الدين شنن ٣/ ٩/ ٢٠١٣ 2013/09/07 | syrianncp-m |
بالمطلق كل الحروب هي مذبحة .. تسمى كبيرة أو صغيرة .. حسب أعداد ضحاياها ، ونسب الدمار التي تحدثه . وتسمى عظمى وغير عظمى ، حسب عدد الدول المشاركة فيها ، وحجم ونوعية النتائج المحققة ، ميدانياً ، وسياسياً ، واقتصادياً ، بالنسبة للمتحاربين ، ومدى انعكاساتها على المحيط بها .. وعلى العالم كله .. كل الحروب ، عند العقلاء ، والأسوياء حضارياً وأخلاقياً مكروهة ، لأن مخططاتها وآلياتها وعملياتها مكرسة ، لزيادة سطوة وثروات الطغاة ، وهي أداة انقراض الحرث والنسل والعمران . فقط الحرب ضد العدوان الخارجي مقبولة على مضض . وبقية الحروب والغزوات مرفوضة ، سواء كانت فتحاً ، طمعاً في بلدان عمرتها شعوب أخرى ، أو كانت احتلالاً عدوانياً سافراً على شعوب مستضعفة ، أو كانت استكشافاً للتوسع في مناطق مجهولة من قبل كيانات اليابسة المأهولة . فأي فتح أو احتلال أو استكشاف توسعي من قبل القوي للبلدان الأخرى ، وأي كسب بالقوة من أرض وثروات الآخر ، هو عدوان لصوصي ، وحكم بالإفقار ، والانقراض لذاك الآخر . ورغماً عن كل مؤرخي الفاتحين وجبابرة الحروب المنتصرين ، الذين يزينون الحروب والفتوحات ، بالرسالات الدينية ، والعبقريات العسكرية الفذة ، والدفاع عن المقدسات ، ونشر التمدن ، والدفاع عن القيم ، فإن الحرب ، بكل أشكالها ومسمياتها ، هي لعنة موروثة ، من عهود توحش الغاب ، وعهود سيطرة الغرائز البدائية ، ينبغي أن يلقيها الإنسان نهائياً في قاع مهملات التاريخ ، ليبرهن أنه صادق في انتقاله لعالم الإنسانية . ووفقاً للمعيار الإنساني الحضاري الرافض لحروب الغزو والفتح والاحتلال والاستكشاف ، بدوافع غرائز التوحش البدائية ، والجري لنهب الشعوب واستعبادها ، وأحياناً إبادتها ، فإن هذا المعيار يرفض وبشدة أكثر الأنظمة المستبدة .. الديكتاتورية .. مهما كانت تسمياتها ، وخلفياتها ، وأيديولوجياتها ، وتلاوينها . فأي حكم يحتكر السلطة بالقوة ويمارسها تعسفياً إزاء الآخر ، سواء كان عائلي قبلي ، أو عسكري ، أو مذهبي ، أو حزبي أحادي ، أوعرقي ، أو طبقي استغلالي ، هو مرفوض . فجميع أنظمة الاستبداد تستعبد الشعوب ، وتدمر روح الإبداع فيها ، وتحكم عليها بحرمانات لاتحصى من الحقوق ، وخاصة من حق الحرية والكرامة والاعتبار الإنساني والعدالة الاجتماعية والمعيشية ، وتفرض عليها البقاء عند مستويات التهميش في كل ما تعنيه المواطنة .. وعند خط الفقر ومادونه في أغلب البلدان والأحيان . ورغم أن الحرب والاستبداد وجهان متلازمان للقهر والتخلف ، إلاّ أن مواجهتهما من قبل الشعوب ، لا تكون مطلوبة في وقت واحد في البلد الواحد . فأحياناً تكون المواجهة مقتصرة على مقاومة تدخل أو عدوان خارجي . وعندما تقع الحرب ، تتوقف الشعوب الحية عن الصراعات الداخلية بين القوى الاجتماعية والسياسية . لأن المنسوب الوطني يكون هو الأعلى ، وهو الواجب الأول في الاهتمام . وأحياناً ، عندما لا يكون المنسوب الوطني هو الغالب ، تكون المواجهة مقتصرة على الشأن الداخلي . من أجل إصلاح أو إسقاط حكومة ، أو إسقاط قانون ، أو تغيير دستور جزئياً أو كلياً . هنا يكون المنسوب الداخلي هو الأساس والأعلى والواجب الاهتمام به ، ومتابعته حتى يتحقق ما هو مطروح من أهداف اجتماعية وسياسية . وأحياناً ، كما حدث في الصين والفيتنام وأوربا إبان الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي ، حيث حولت الثورة ، والمعارضة ، بنادقها ، وقواها ، ضمن تحالف وطني عريض ، ضد الغزو الأجنبي وعملائه ، دون أن تتخلى عن أهداف الثورة ، والمعارضة ، التي عادت إلى النضال من أجلها بعد الانتصار على العدو الخارجي . * * * إن ما يحدث في البلدان العربية الآن .. في زمن المتغيرات الدولية المتصاعدة ، التي عبر عنها بشكل سافر ما سمي ” بالربيع العربي ” الذي تقوده الدول الاستعمارية ودول عربية رجعية معادية تاريخياً لحرية الشعوب ، هو الأخطر على المصير العربي الإنساني منذ الحرب العالمية الثانية من القرن الماضي . إذ أن القوى الغربية الاستعمارية والرجعية العربية ، عملت وتعمل على توظيف صراعات الداخل العربي ، لتحقيق مخططاتها ومطامعها . وتتعمد خداع واستغباء القوى السياسية والشعبية الطامحة للتغيير الداخلي بتعاطفها الزائف معها . وذلك بمحاولة دمج مصالحها الاستعمارية والرجعية بمطالب الحرية والتخلص من عدد من الأنظمة القائمة . وقد نسقت قوى وشخصيات معارضة حراكها مع الدول الغربية والرجعية العربية ، على أمل واهم بتحقيق ثنائية المصالح ، كما ’خدعت قوى وشخصيات معارضة أخرى ، لاسيما القادمة من أوساط ثقافية مرتزقة ويسارية مرتدة ، بأنه يمكن للخارج الاستعماري ، أن يحقق عبر هيمنته السياسية والستراتيجية على بلدانها ما تصبو إليه من متغيرات داخلية ” متقدمة ” . ما أدى إلى أن تتشكل حواضن محلية من المهمشين اجتماعياً وسياسياً للمشروع الأجنبي . وحدث أن أصبح هذا التوجه قناعة لدى عدد لا يستهان به من المحرومين من احتياجات الحياة الأساسية ومن الحرية تجاوزت المصالح الوطنية . وتطورت هذه القناعة مع توالي المواجهات الدامية إلى تعصب ، شكل حاجزاً خطيراً أمام التفكير السياسي ، عند استحقاقات البحث عن حل وطني مستقل . وإلى أن تشكل المواجهات الشعبية العربية الراهنة ، نموذجاً متميزاً ، حيث تندمج استحقاقات المواجهة الداخلية ، من أجل إقامة أنظمة ديمقراطية تسود فيها الكرامة والعدالة الاجتماعية ، بديلة لأنظمة فاسدة فاقدة لصلاحياتها الدستورية والأخلاقية ، مع المواجهة الخارجية الاستعمارية من أجل حماية الاستقلال الوطني ، ومقاومة مخططات الحلف الغربي العربي الرجعي الإسرائيلي ، لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط ، واستدامة الهيمنة عليه وعلى ثرواته . بيد أن هذا الاندماج في المهام الديمقراطية والاجتماعية والوطنية ، قد جرى الالتفاف عليه .. وتحويله في الاتجاه المعاكس . حيث جرى العمل على برمجة الحصول على الديمقراطية بواسطة المفاعيل الخارجية الاستعمارية والرجعية عدوة الديمقراطية ، وضمن إطار مصالح القوى الخارجية المسلحة بمخططات الانقضاض على البلدان العربية وتدمير مقوماتها ، وإقامة أنظمة مطاوعة لها مقابل نشر ديمقراطية عاهرة فاقدة للكرامة الوطنية . وقد تجلى ذلك في اختطاف قوى التحالف الغربي العربي الرجعي للانتفاضات الشعبية ، في تونس وليبيا ومصر وسوريا ، وتجلى ذلك بوضوح أكثر في برنامج وعمليات استدعاء الخارج للتدخل العسكري لتدمير الدولة الليبية ، ومحاولة تكراره في مصر بعد الإطاحة بمحمد مرسي ، والتأكيد عليه وتدعيمه ليتحقق في سوريا ، بمختلف الذرائع ، بما فيها المذابح الكيماوية ، والطائفية ، والعرقية ، والمذهبية . (الحوار المتمدن) -----------------------------------------------------------------------------------------------
كلّنا مسؤولون!!. 2013/09/10 | M-NCB
من السهل الشروع بالحرب ولكن ليس سهلاً إيقافها. هذا ينطبق على عسكرة الثورة السوريّة، كما على الضربة الاميركية-الفرنسيّة المزمعة على سوريا. كلّ من سكت عن ممارسات الاستبداد والاعتقال وإهانة البشر لمجرّد اختلافهم في الرأي مسؤول. وكلّ من صمت على اقتحام مسجد أو حيّ مسؤول. وكلّ من هلّل لإطلاق النار على متظاهرين مسؤول. وكلّ من نفّذ الأمر بإطلاق النار على المتظاهرين، حتّى ولو كانت عقوبة رفض الأوامر هي الإعدام، مسؤول. وكلّ من لم يمد يده لجاره المحاصر وأطفاله الذي يتضوّرون جوعاً مسؤول. وكلّ من لم يردع أخيه الغاضب عن القتل على الهويّة مسؤول. وكلّ من فرح لرؤية حيّ يُقصف بالبراميل أو بالكيميائي مسؤول. بالمقابل، كلّ من دفع نحو عسكرة الثورة عبر التهييج على وسائل الإعلام، مسؤول. ذلك أنّه خلق أوهاماً بسقوط النظام بمجرد أن يتظاهر الناس. وكلّ من برّر منطق غالبية وأقليّة مسؤول عن الحرب الأهليّة التي تأخذ إليها العسكرة. وكلّ من لم يدن الأحداث الطائفيّة منذ بدايتها والتنظيمات المتطرّفة منذ نشوئها وتحالف معها بل غطّى عليها مسؤول عن فوضى اليوم والغد. وكلّ من سكت عن التدخّلات الخارجيّة من أيّ طرفٍ كان أو طالب بها، وإن كان ذلك نتيجة القهر، مسؤول عمّا سيحدث لبلادنا. الكلّ مسؤولون. هم مسؤولون أيضاً كلّ أولئك الذين تذاكوا في خطاباتهم وعملوا لخدمة ذاتهم لا أهلهم وبلدهم. وكلّ من استبدلوا قهر النظام بتبعيّة لمصالح دولٍ أخرى، وكأنّها ستأتي بالحريّة. وكلّ من ادّعى أنّ الثورة هي إسقاط نظام وليست بناء شيء أفضل لجميع المواطنين. وكلّ من أراد وما زال يريد فرض فكرة أو عقيدة بالقوّة، وخان جميع العهود. حتماً المسؤوليّة الكبرى يتحمّلها هذا الرئيس وسلطته الاستبداديّة. لقد أراد بأيّ ثمن أن يبقى في الحكم، وكأنّ البلد وشعبها ملكيّة خاصّة باسمه. ويتحمّلها أولئك الذين لم يوقفوه عن الجنون الذي دفع إليه، بل اعتقلوا وعذّبوا وأمروا بإطلاق النار وبالقصف. والمسؤوليّة الكبرى هي أيضاً على الدول التي وظّفت وسائل إعلامها وأجهزتها للتلاعب بالسوريين لتصفية حساباتها مع هذا الرئيس وحلفائه، وكذلك لتلك التي ساندته ولم تردعه. لا أصفّي حساباً مع أحد. لأنّني أحمّل نفسي أيضاً هذه المسؤوليّة. كيف لم نستطع جميعاً أن نوقف ذهاب بلدنا إلى الجحيم وقتل أبنائها لبعضهم البعض؟ وكيف لم تكن لنا الشجاعة كي نغضب تجاه إثارة وسائل إعلام التي لا تتغّذى إلاّ من مشهديّة الدم، بل تحرّض عليه؟ المشكلة اليوم ليست في الضربة العسكريّة فقط، بل في ما بعد الضربة. وفتح معركة في معلولا، أيقونة التراث التاريخيّ السوري العريق، في حين لا أهميّة عسكريّة لها، وتبريرها، يشير الى أن الآتي أسوأ. فهل من صحوة عند أبناء بلدي، جميعهم؟ “سمير العيطة-النهار اللبنانية” -----------------------------------------------------------------------------------------------
رهاننا على الشعب السوري الثائر لا على التدخل الخارجي! نشر في:السبت, آب 31, 2013 -
بيان صادر عن: الاشتراكيون الثوريون (مصر) – تيار اليسار الثوري (سوريا) - اتحاد الشيوعيين في العراق - تيار المناضل-ة (المغرب) – المنتدى الاشتراكي (لبنان) - رابطة اليسار العمالي (تونس) - الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي -- أكثر من ١٥٠ ألف قتيل، ومئات الألوف من الجرحى والمعوَّقين، وملايين المهجَّرين، داخل سوريا وخارجها؛ ومدنٌ، وقرى واحياء، مدمرةٌ كلياً أو بصورة شبه كلية، وذلك بشتى الأسلحة، بما فيها الطائرات الحربية، وصواريخ سكود، والبراميل المتفجرة، والدبابات، وكل ما تم شراؤه بعرق الشعب السوري، ودمه، بذريعة الدفاع عن حياض الوطن، وتحقيق التوازن(؟!) العسكري مع إسرائيل (التي يحمي النظام السوري، في الواقع، احتلالها لأراضيه، ممتنعاً حتى عن الرد على اعتداءاتها المتكررة). مع ذلك، وعلى الرغم من الخسائر الهائلة، المذكورة أعلاه، والتي مني بها السوريون والسوريات، ومن الكوارث التي حلت بهم/ن، لم يشعر أحد ، سواء في المؤسسات الدولية، او على مستوى الدول الكبرى، وغيرها من تلك الأقل أهمية، بالحاجة إلى التضامن العملي مع هؤلاء، وتقديم المساندة لهم، في مسعاهم للحصول على أبسط حقوقهم في الحرية، والكرامة الإنسانية والعدل الاجتماعي. إلا ما حصل من جانب بعض دول الخليج، بوجه أخص، كقطر والسعودية، ولكن بهدف التحكم بطبيعة الصراع، في سوريا، في اتجاه مذهبي، ونحو تشويه الثورة السورية، وإجهاضها، كتعبيرٍ عن الخوف العميق من انتقال الشرارة الثورية إلى الدول تلك، ولا سيما عبر الدعم الذي تقدمه لقوى ظلامية تكفيرية قادمة، في قسم أساسي منها، من شتى انحاء العالم، تحاول ان تفرض تصورها لحكمٍ بالغ البشاعة، على اساس الشريعة الإسلامية، وتنخرط، تكراراً، في مجازر مروِّعة، بحق مواطنين سوريين معارضين لتصرفاتها القمعية، واعتداءاتها، داخل مناطق سيطرتها، او المناطق التي تغير عليها، أحياناً ، على غرار ما حصل ، في الفترة الأخيرة، في بعض قرى ريف اللاذقية. على العكس، فإن كتلة واسعة من القوى المعادية، عبر العالم، تتواطأ ضد ثورة الشعب السوري، التي جاءت، في سياق انتفاضات عدة تعمُّ جزءاً واسعاً من المنطقة العربية والمغرب الكبير، تمارس شعوبه منذ حوالى الثلاثة أعوام إرادتها القضاء على تاريخ من البطش والظلم والاستغلال، وانتزاع حقها في الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي، مؤلبة ضدها، ليس فقط الدكتاتوريات المحلية الغاشمة، بل كذلك معظم القوى الإمبريالية، الساعية لتأبيد نهبها لثروات شعوبنا، فضلاً عن شتى الطبقات والقوى الرجعية، على امتداد المنطقة المعنية، وفي البلدان المجاورة لها. وفي ما يخص سوريا، يضم التحالف، الذي يقاتل الشعب الثائر، جمهرة من القوى الطائفية الرجعية، في مقدمتها الدولة الإيرانية، والميليشيات المذهبية العراقية، ولكن ايضاً، وللأسف العميق، القوة الضاربة لحزب الله اللبناني، الذي يغرق الآن في وحول الدفاع عن نظام دكتاتوري بالغ الفساد والإجرام. وللأسف أيضاً أن جزءاً أساسياً من اليسار العربي، التقليدي، ذي الاصول الستالينية، سواء في سوريا بالذات أو في لبنان، ومصر، وباقي المنطقة العربية - وحتى عبر العالم – ينحاز بوضوح، وبصورة مخزية، إلى هذا الحلف البائس، المتحلق حول نظام آل الاسد، بحجة أن هذا الاخير نظام "ممانع"، وحتى "مقاوم!"، بالنسبة للبعض، على الرغم من تاريخه الطويل، في الحماية العملية للاحتلال الصهيوني للجولان السوري، وقمعه الدموي المتكرر، على امتداد وجوده في السلطة، لأطراف عديدة ، فلسطينية، ولبنانيةٍ (وسورية، أيضاً)، مقاومةٍ لإسرائيل، وبقائه خانعاً ومكتوف اليدين، منذ حرب تشرين ١٩٧٣، إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. وهو انحياز قد تترتب عليه عواقب وخيمة، بخصوص موقف الإنسان السوري العادي حيال اليسار ككل. هذا وقد بقيت المنظمة العالمية للأمم المتحدة، عموماً، ومجلس الأمن، بخاصةٍ، في حالة عجزٍ أقصى، حتى عن اتخاذ قرار واحد يدين جرائم نظامٍ بقي الشعب السوري يعبر عن رفضه له، بالصورة السلمية، أكثر من سبعة أشهر، فيما يتساقط متظاهروه برصاص القناصة والشبيحة، يوماً بعد يوم، ويتم احتجاز ناشطيه الأكثر فعاليةً، وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب والتصفية، في الزنازين والمعتقلات، والعالم صامتٌ، تماماً، وفي حالة من السلبية شبه المطلقة. وهو ما استمرَّ من دون تبديلٍ يُذكَر، بعد اضطرار الشعب المشار إليه لحمل السلاح - عبر ظهور ما بات معروفاً بالجيش الحر، الذي شكَّل جزءاً هامّاً من قادته وعناصره منشقّون عن الجيش النظامي – مع ما لازم ذلك من تصعيدٍ مريع لجرائم النظام. ذلك أن الحليف الأهم للنظام البعثي، في دمشق، الذي يمده بشتى أنواع الدعم، والمتمثل بالإمبريالية الروسية، بقي بالمرصاد، في مجلس الامن، حتى هذه اللحظة، للحيلولة دون مرور أي مسعىً لإدانة تلك الجرائم، فيما لم تجد الولايات المتحدة مشكلة حقيقية في استمرار هذا الواقع، مع نتائجه المعروفة، المتمثلة بدمار البلد، على الرغم من التهديد والوعيد اللذين يلجأ إليهما الرئيس الأميركي، كلما علا صوت أوساط في المعارضة السورية، بخصوص استخدامٍ للأسلحة الكيماوية بقي محدوداً، من جانب النظام، حتى التصعيد الأخير، معتبراً أن ذلك يشكل "خطاً أحمر"! ومن الواضح أن اوباما، الذي يعطي انطباعاً بأنه ماضٍ نحو تنفيذ وعيده هذا، كان سيشعر بالحرج الشديد، فيما لو امتنع عن ذلك، وبأن امتناعه هذا لن ينعكس سلباً عليه، هو وحده، بل أيضاً على صورة الدولة، كلية الجبروت، والغطرسة، التي يقف على رأسها، ليس فقط لدى الدول العربية المتذيلة لها، بل أيضاً على الصعيد العالمي. لذا بات مؤكداً أن ثمة ضربة للقوات المسلحة السورية، اميركيةً في الجوهر، ولكن بالتفاهم والتعاون مع دول إمبريالية حليفة، وإن من دون التسلح بغطاء المهزلة المعروفة، المسماة الشرعية الدولية(المتمثلة بقرارات مؤسسة عالمية كانت دائماً، ولا تزال، تعبر عن مصالح الدول العظمى، المتصارعة، أو المتفاهمة، بحسب الظروف والتبدلات، وعن التوازنات في ما بينها)، أو بتعبير آخر من دون موافقة مجلس الأمن، وذلك بسبب الفيتو الروسي- الصيني المرتقب. وللأسف الشديد، فإن ثمة رهاناً كبيراً لدى كثيرين، في المعارضة السورية، على هذه الضربة، وعلى الموقف الأميركي، بشكل عام، لما قد يشكله ذلك، بالنسبة إليهم، من فرصة للاستيلاء على السلطة، لاحقاً، بحيث يتخطون بذلك حركة الجماهير وقرارها الخاص بها. وبالطبع لا يعود غريباً، عندئذ، ان يكون ممثلون لهذه المعارضة، وللجيش الحر، لم يجدوا أي حرج في الحديث عن تقديم هذين الاخيرين معلومات للأميركيين، بخصوص الأهداف العسكرية التي يَحْسُن ضربها! في شتى الأحوال، يبقى أن نعلن توافُقنا على الحقائق التالية: • سوف يضرب التحالف الإمبريالي الغربي مواقع عديدة، وحتى أجزاء هامة جداً من البنية التحتية، العسكرية كما المدنية، في سوريا( مع سقوط مرجح لأعداد مؤثرة من المدنيين، كما دائماً) ولكنه، تماماً كما كان حريصاً على الإعلان عنه، لن يصل بضرباته إلى حدود إسقاط النظام. وجلُّ ما يريد فعله إنما هوإنزال العقاب، بحسب تعبير أوباما، بالسلطة السورية القائمة، وفي آنٍ معاً حفظ ماء وجه الإدارة الأميركية، بخصوص تهديداتها، بما يخص الأسلحة الكيماوية. • إن اهتمام الرئيس الأميركي بمعاقبة السلطة السورية لا ينبع، على الإطلاق، من تضامن واشنطن مع آلام الأطفال، الذين سقطوا في مجازر الغوطتين، بل من حرصها على ما سماه أوباما "مصالح أميركا الحيوية، وأمنها القومي"، فضلاً عن مصالح إسرائيل وأمنها، هي الأخرى. • إن النظام السوري وحلفاءه الإقليميين، وعلى رأسهم النظام الإيراني، لن تكون لهم الشجاعة الكافية، على الأرجح، لتنفيذ ما بدا كتهديدات لدى كبار مسؤوليهم، بأن اي عدوان غربي على سوريا سيؤدي إلى إشعال المنطقة بأسرها(!!)، وإن بقي هذا الاحتمال وارداً، كخيار أقصى قد تكون له عواقب كارثية. • إن الهجوم الإمبريالي الغربي الداهم لا يستهدف، إطلاقاً، دعم الثورة السورية، بل دَفْعَ دمشق إلى الدخول في مساومة تتيح خروج بشار الأسد من واجهة النظام السوري، مع بقاء هذا النظام، في حين تُحسِّن كثيراً شروط تعزيز موقع الإمبريالية الأميركية، في سوريا القادمة، على حساب الإمبريالية الروسية. • بقدر ما يتمكن الأكثر وعياً، وصدقاً، وإخلاصاً لمستقبل سوريا وشعبها، بين المشاركين في الحراك الشعبي المستمر، من أن يدركوا هذه الحقائق، ومستتبعاتها، ونتائجها، ويتصرفوا على أساس إدراكهم هذا، بقدر ما يساهم ذلك في مساعدة الشعب السوري على النجاح في فرز قيادة ثورية حقاً، تنتج – في سياق النضال الوثيق على أساس مصالح هذا الشعب، الآنيَّة والمستقبلية - البرنامجَ الجذريَّ الذي يتفق مع تلك المصالح، ويتيح النضالُ لأجله، والسعيُ لوضعه موضع التنفيذ، المضيَّ على أساس ذلك إلى النصر. لا لكل أشكال التدخل الإمبريالي، الأميركي بخاصةٍ، كما الروسي لا للتدخل الرجعي الطائفي، الإيراني كما الخليجي لا لتدخل حزب الله، المستوجب أقصى الإدانة فلتسقط كل الأوهام على الهجمة العسكرية الأميركية القادمة! لتُفتح مستودعات الأسلحة أمام الشعب السوري، المكافح لأجل الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي! النصر لسوريا حرة، وديمقراطية، ولتسقط إلى الأبد دكتاتورية آل الاسد، وكل الدكتاتوريات! عاشت ثورة الشعب السوري! ٢٩ أغسطس/آب/غشت ٢٠١٣ التنظيمات الموقِّعة:- الاشتراكيون الثوريون (مصر) – تيار اليسار الثوري (سوريا) - اتحاد الشيوعيين في العراق - تيار المناضل-ة (المغرب) – المنتدى الاشتراكي (لبنان) - رابطة اليسار العمالي (تونس) - الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة الأخ حسن عبد العظيم في المؤتمر الذي دعا إليه اتحاد المحامين العرب والذي جرى في القاهرة بتاريخ السبت 7 / 9 / 2013 بعنوان : " مؤتمر الأمة العربية في مواجهة العدوان الأمريكي على الوطن العربي "
السلام عليكم من دمشق العروبة .. دمشق التاريخ إلى القاهرة عاصمة الكنانة .. حاضرة وحاضنة العروبة والإسلام جئنا إليكم لحضور هذا المؤتمر الكبير الذي وجه الدعوة إليه مشكورا اتحاد المحامين العرب , هذه القلعة الكبيرة الصامدة على مستوى الأمة .. ولجنة فلسطين من داخلها وتحت اشرافها .. والشبكة الدولية للتنمية . شكرا للداعين ومرحبا بالمدعوين . نحن في سورية , وفي كل بلد عربي أمام تحديين كبيرين هما الاستبداد الداخلي ومفرزاته ومفرداته وتأثيره على إلغاء دور الشعب وإرادة الشعب وإبداء الشعب ومشاركة الشعب والاستئثار بالسلطة والثروة , والتحدي الثاني هو تحدي القوى الاستعمارية الخارجية التي لا تزال لديها أطماعها و مشاريعها بما فيها مشروع الشرق الأوسط الكبير . هذا المؤتمر في تقديري , هذا الجمع الحاشد من ممثلي القوى الوطنية والقومية والنقابات المهنية والمنظمات الأهلية والمدنية والشبابية - وللشباب دور كبير في ثورات الربيع العربي - ومن المفكرين والباحثين العرب . هذا المؤتمر انعقد على أرض القاهرة من أجل ان يأتي أمرين اثنين : الأمر الأول: أن يعبر عن رفضه لهذا العدوان القادم على سورية وأن يحذر من هذا العدوان وتداعياته الخطرة , لكن هذا المؤتمر لن يكون أبدا نصيرا لدولة مستبدة أبدا , سيكون ضد العدوان الخارجي وضد الاستبداد الداخلي . في تقديري أن هذا هو موقفكم الصحيح . هذا العدوان كضربة جوية وصهيونية يقال أنه يريدونه من أجل السلاح الكيماوي , ومن أجل حماية المدنيين والشعب السوري . هل هو فعلا كذلك ...؟ هل دخل الناتو إلى العراق من أجل انهاء صدام حسين وترك الأمور للشعب العراقي ..؟ ليجتمع ويضع دستوره وقوانينه وتشريعاته ويقيم نظاما ديمقراطيا .؟ أم دخل لمشروع أكبر وهو مشروع الشرق الأوسط الكبير , ويكون العراق قاعدة انطلاق هذا المشروع الذي الآن يُحضّر لسورية . بالتالي .. يا أيها الأخوة والأخوات .. نحن في هيئة التنسيق الوطنية وقفنا ضد الاستبداد الداخلي , منذ منتصف السبعينات لم نقبل المشاركة في انتخابات مزيفة , وفي وحدة وطنية مزيفة وبعد الغاء دور الجبهة بالمادة الثامنة بنفس الوقت لا نقبل أبدا القبول بعدوان خارجي سواء كان تدخلا ًعسكرياً أو كان ضربة جوية وصاروخية . نحن نقول أن الاستبداد مصيبة كبرى يُفقد الشعب مناعته الوطنية , لكن التدخل العسكري والعدوان الخارجي هو مصيبة أكبر , فنحن لن نخيّر بين الاستبداد وبين الاستعمار , وإنما سنكون مع شعبنا نواجه العدوان , ونرفض ونعمل على إنهاء الاستبداد , لا بالاستقواء بالخارج , وإنما بإرادة شعبنا ونضال شعبنا . ونحن نرفض التسلح والصراع الطائفي المذهبي وعسكرة الثورة , كما نرفض التدخل العسكري الخارجي . مع الأسف الشديد .. الجامعة العربية أعطت الضوء الأخضر للعدوان على العراق , وأخذت الضوء الأخضر للعدوان على سورية , وهي تعطي الضوء الأخضر الآن للعدوان على سورية , هذه الجامعة التي فقدت دورها وسيادتها منذ أن رحل الرئيس جمال عبد الناصر , وثورة 23 تموز . لكن ثورة 30 يونيو حزيران 2013 ووحدة الجيش والشعب , هذه الثورة الجديدة , ستعيد لمصر دورها القومي والفاعل في الجامعة العربية ، وكان موقف وزير الخارجية المصري في الجامعة العربية ضد الضربة العسكرية معلماً واضحا ً في هذا الطريق . أيها الأخوة والأخوات .. لا تكونوا مع الضربة العسكرية لأنها إن حصلت ..ستدمر سورية الوطن .. وسورية الشعب .. والدولة السورية .. نحن ندافع عن الدولة السورية .. وفي البنود القادمة سيكون لنا مواقف مفصلة أكثر . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة الأستاذ رجاء الناصر في مؤتمر الأمة العربية 7/ 9/ 2013- القاهرة 2013/09/07 | syrianncp-m
على الرغم أننا في المعارضة .. ونطالب بتغيير جذري لهذا النظام.. إلا أننا لسنا فقط ندين هذا العدوان ونشجب هذا العدوان .. وهذا طرحناه في أول لقاء لنا مع الأمين العام للجامعة العربية .. قلنا له نحن في هيئة التنسيق نقول لا للعنف لا للطائفية لا لأي عدوان خارجي. بل نحن سنحارب العدوان الخارجي .. وهذا الموقف أرجو أن يكون واضحا كمحدد أساسي لأي مداخلة لنا .. إن الأزمة في سورية مركبة .. وبالتالي أي طرح لأزمة مركبة يجب أن يتناول كافة الأبعاد .. لا يجوز أن نقول لدينا أزمة مركبة ونناقش بعداً اساسياً واحداً فقط، لأن هذا البعد سيعطي صورة مشوهة للحلول المتوقعة لهذه الأزمة ، نقول لدينا أزمة داخلية .هناك نظام بطبيعته كان عصياً على التغيير الديمقراطي. هناك حالة من الاستبداد. حزب واحد. شخص واحد.. حاكم واحد .. هذا واقع نريد أن نتجاهله نتجاهله .. لكن لا نخاف من أحد, إذاً كيف نستطيع أن نخرج من ذلك !! هذه قضية مطروحة علينا وما تزال مطروحة .. نحن سنقف ضد كل عدوان وكيف سنحل الأزمة في سوريا .. لماذا يتلاقى جزء من الشعب السوري مع محاولة الخلاص من النظام بأي طريقة من الطرق ,,هل لأن هذا القطاع من الناس هم كلهم خونة !! أنا لا أعتقد ذلك ..أعتقد أن هناك أشكالية حقيقية يجب معالجتها. لأننا نريد أن نحمي سورية ,أن نواجه العدوان على سوريا .. بدون هذه النظرة المركبة لا يمكن الوصول الى حلول مركبة .. هناك أزمة حقيقية وانسداد ديمقراطي، يحتاج إلى تغيير حقيقي وجذري, لا يمكن أن يتغيير بالوسائل التقليدية نعم من أجل هذا كان الحراك الشعبي, عندما قام هذا الحراك الشعبي في سوريا لم يكن هناك أي أيدي خارجية , وأريد ان أذكر الذين لا يعرفون أن بداية الحراك قام بها شباب ناصريون منكم ومثلكم من درعا والسويداء وريف دمشق، دوما تحديداً .. وأنتم تعرفون أن بداية التظاهرات كانت تظاهرات بأيدي قوى وطنية وقوى يسارية .. وهنا تدخل المخطط الخارجي نعم هناك مخطط خارجي يستهدفنا جميعا وليس هذا المخطط إبن اللحظة .. أنا عندما انفجر وعيي السياسي في الخمسينات والستينات علمت أن هناك مخطط خارجي يستهدفنا جميعاً .. لكن متى ينجح هذا المخطط؟ عندما تكون البيئة الداخلية مهيئة .. لهذا يجب أن نقول حتى نواجه المخطط الخارجي يجب أن تكون أعيننا على الداخل, أن نعرف كيف نستطيع أن نغيير الأوضاع ديمقراطياً , كيف يمكن أن نجد إصلاحاً يساعدنا على مواجهة العدوان الذي سنواجهه في كل الأحوال وهذه مسألة أولى. المسألة الثانية التي أرغب بالوقوف عندها الآن نحن في ظل إشكالية مركبة .. نحن أمام عدوان خارجي هناك أزمة داخلية .. هناك صراع مسلح في الداخل هناك قوى إرهابية مدعومة من الخارج هناك تدخل إقليمي لهذا الجانب أو ذاك الجانب ,هناك مصالح دولية عليا .. وهناك مصالح إمبريالية وإستعمارية نقف ضدها .. وهناك مصالح لقوى أخرى كروسيا وغيرها . كلها متواجدة في المنطقة .. هل يمكن أن نحل المسألة فقط بالقول نحن ضد العدوان مع العلم أننا ضده وسنقاومه, أم أن المسألة أعقد من ذلك !!! نحن طرحنا أن المخرج الوحيد هو التسوية السياسية .. تسوية، بكل أسف، أردناها بأيدي السوريون وحدهم، لكن للأسف الأمور خرجت من أيدي السوريين وحدهم وأصبحت هناك قوى خارجية هي جزء من الأزمة ولهذا يجب أن تكون جزء من الحل ..لهذا يجب علينا أن ندعم مؤتمر جنيف للسلام للتفاهمات التي طرحت في جنيف 1 لأنه المخرج الوحيد المتاح .. بما عدا ذلك نستطيع أن نشجب أن ننقد أن نهاجم .. لكن لن نجد مخرج للأزمة السورية بهذا . الذين يريدون حل للأزمة السورية يجب أن يساعدونا في أمرين : الأول أن نتفق جميعاً أن القضية مركبة .. وبالتالي لا نقف مع الإستبداد ضد التدخل الخارجي . وبالقطع لن نقف مع التدخل الخارجي سواء مع الإستبداد أو ضده .. المسألة الثانية : الآن البحث ليس عن رفع طبول الحرب .. بل يجب السعي والتأكيد على خط التسوية . ونحن في هيئة التنسيق نجد أن صوتكم هو معنا، أي إلى جانب القوى الديمقراطية التي أمسكت بالمسألتين معاً هو المدخل الأساسي .. وكنت أتمنى أن يصدر عن هذا المؤتمرما يشعر أننا نقف مع هذه الثنائية .. أي الوقوف ضد الخارج والتمسك بالنضال الديمقراطي، وهي ما تعبر عن موقف هيئة التنسيق .. لأن هذه الثنائية هي المخرج الوحيد المنطقي .. في ظل تجاذب القوى المسلحة في هذه اللحظة الراهنة .. ويجب أن يكون هذا اتجاهنا ونضع أيدينا بأيدي بعضنا .. وشكرا لكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2013/09/09 | syrianncp-m | ‘تحالف’ يعقد مؤتمرا دوليا ضد التدخل العسكري الخارجي في سورية («القدس العربي» يو بي آي)
يعقد “تحالف القوى المدنية والسياسية ضد الديكتاتورية والتدخل الخارجي” مؤتمراً دولياً في العاصمة البلجيكية بروكسل في الثاني عشر من سبتمبر الحالي، الساعة السادسة بعد الظهر تحت شعار ضد الديكتاتورية والتدخل العسكري الخارجي في سوريا. وقال المتحدث باسم التحالف، ماجد حبو، اليوم الأحد إن المؤتمر يهدف إلى التعريف بآخر الأوضاع على الساحة السورية ومخاطر توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا وستشارك فيه شخصيات هامة، من بينها الرئيسة الفخرية لمجلس الشيوخ البلجيكي آن ماري ليزان، والصحفي المعروف عبد الباري عطوان، والكاتب الأمريكي التقدمي جيمس بول “مؤلف كتاب سوريا بلا قناع”، وهيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في المهجر، وصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، وفيلهم لانجاثر من التحاف الدولي ضد الحرب. وأشار إلى أن المؤتمر سيشارك فيه أيضاً عدد من البرلمانيين والمثقفين الأوربيين، وممثلين عن أحزاب يسارية أوروبية، ومنظمات لحقوق الإنسان، ومنظمات للسلام ومناهضة الحرب. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المكتب التنفيذي دمشق2/9/2013
بيان صحفي
في الوقت الذي أدنا وندين فيه وبقوة ما يرتكبه النظام من جرائم بحق المواطنين ورأينا أن استخدام الكيماوي في قصف المدنيين يشكل انعطافاً كبيراً في مسار الصراع الدامي لا يجوز أن يمر بدون عقاب وبدون محاسبة لكل من ساهم في ارتكاب هذه الجريمة البشعة والتي نرى أن النظام هو من يتحمل بشكل أولي المسؤولية عنها نظراً لوقوع الجريمة في منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة وخلال قصف مركز من قبل القوات الحكومية، وسيبقى هذا هو اتجاه المسؤولية حتى يثبت العكس بشكل قاطع. في ذات الوقت نؤكد على رفضنا أي اعتداء عسكري على سوريا تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون ومن دول إقليمية وعربية. منطلقين في ذلك من دوافع وطنية أولاً، حيث أن هذا العدوان كما عبر عنه الرئيس الأمريكي صراحة يتأسس على مصالح الولايات الأمريكية المتحدة وأمن الكيان الصهيوني، وليس على مصالح الشعب السوري، ومنطلقين ثانياً في رفضنا لهذا العدوان من دوافع سياسية واقعية فهذا العدوان سيصب في مصلحة القوى المتطرفة على جانبي الصراع الدموي، ولن يخدم التغيير الديمقراطي المنشود وبناء الدولة المدنية الديمقراطية. إننا ندرك أن هناك ازمة مستعصية بسبب انسداد آفاق الحل السياسي وإصرار النظام وقوى متطرفة في المعارضة على الخيار العسكري وعلى تصاعد استخدام العنف والأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين الأبرياء العزل من جهة، وبسبب ما تطرحه القوى" المتطرفة " من مشاريع غير ديمقراطية ومن ممارسات قمعية واجرامية مشابهة لممارسات النظام من جهة أخرى، ونرى أن المخرج الوحيد لخلاص الشعب السوري يتحدد بالأمور التالية: أولاً: حض الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية وفي مقدمها روسيا وأمريكا على العمل لعقد جلسة عاجلة لمؤتمر جنيف (2) على قاعدة المبادئ التي تم التفاهم عليها في جنيف(1) وبمشاركة قوى المعارضة الأساسية. ثانياً: أن يكون البند الأول على جدول أعمال المؤتمر، وقف إطلاق متزامن للنار واتخاذ قرار بذلك يجري تحصينه بقرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي وفق الفصل السادس ووضع آلية حاسمة تكفل تنفيذه بواسطة قوات حفظ سلام مؤهلة لمثل هذه المهام. ثالثاً: أن تسلم السلطات بشكل عاجل إلى حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة برئاسة شخصية معارضة يتم التوافق عليها تأخذ على عاتقها إدارة البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدة المجتمع وتحضير الانتقال الديمقراطي.... إننا ندعو جميع القوى والدول وخصوصاً تلك التي ستشارك في مؤتمر بطرسبورغ في روسيا بعد أيام قليلة إلى التعاون من اجل إنهاء الأوضاع المعقدة الحالية لصالح حل سياسي يوقف المأساة التي يعيشها المواطنون السوريون على مختلف انتماءاتهم ومواقعهم وهوياتهم. من جهة أخرى ونظراً للظروف الدقيقة ومن أجل توحيد الخطاب الاعلامي ولقطع الطريق أمام محاولات تشويه مواقف الهيئة قرر المكتب بالتنفيذي أنه الجهة الوحيدة التي تعبر عن الموقف الرسمي للهيئة مع احترامه لحق الأحزاب والقيادات والشخصيات المنضوية في الهيئة بالتعبير عن رأيها بصفاتها الحزبية والشخصية بما لا يتعارض مع الثوابت الأساسية للهيئة. ومن جهة ثالثة ناقش المكتب التنفيذي مشروع الإدارة المحلية الذي عرضه حزب الاتحاد الديمقراطي لإدارة مناطق في الشمال والشمال الشرقي من الأراضي السورية، والمطروح للنقاش العام بين جميع القوى والمكونات التي تعيش في تلك المناطق والتي لم يعد فيها وجود فعلي للسلطات الرسمية وقدم ملاحظاته عليه وفق الضوابط التالية. 1. التأكيد على أن اي تصرف يجب أن ينطلق من وحدة سورية أرضاً وشعباً. 2. التأكيد على ان أي إجراء في ظل الظروف الراهنة يجب أن يبقى مؤقتاً واستثنائياً إلى ان يتم انتهاء الأزمة الراهنة وقيام حكم وطني ديمقراطي. 3. التأكيد على الاعتراف بالوجود القومي الكردي واعتبار الأكراد السوريين جزءاً أصيلاً من نسيج المجتمع السوري، ويجب العمل من أجل إقرار حقوقهم المشروعة دستورياً وإزالة كافة المظالم التي تعرضوا لها. 4. التأكيد على الانسجام التام بين مكونات هيئة التنسيق وأحزابها، وعلى تمسك جميع تلك الأحزاب بالهيئة كإطار وطني جامع ودعوة كافة القوى الديمقراطية الوطنية للانضمام إلى الهيئة أو للعمل التشاركي معها لتوحيد الجهود المشتركة لتحقيق أهداف الشعب السوري ومطالبه العادلة دمشق2/9/2013 المكتب التنفيذي -----------------------------------------------------------------------------------------------
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
بناء على مداولات المكتب التنفيذي والبيان الصحفي الصادر عن الاجتماع بتاريخ 31/8/2013 ونظراً للظروف الخطيرة والمتمثلة باستخدام السلاح الكيماوي وتصاعد أعمال العنف مما يهدد وحدة البلاد ويساهم في خلق أجواء تندفع من خلالها التهديدات الخارجية بالتدخل العسكري ولقطع الطريق على مثل تلك التداعيات تقترح هيئة التنسيق الوطنية الخطوات التالية : 1- يتم توافق دولي سوري على وضع السلاح الكيماوي بإشراف مباشر من روسيا الاتحادية، ويسلم بعد تشكيل حكومة انتقالية إلى السلطات السورية الرسمية آنذاك . 2- يتم الاتفاق على عقد جلسة عاجلة لمؤتمر جنيف 2 خلال أسابيع على قاعدة المبادئ التي تم التفاهم عليها في جنيف 1 وبمشاركة قوى المعارضة الأساسية . 3- يكون وقف إطلاق النار المتزامن البند الأول على جدول أعمال مؤتمر جنيف ويترافق مع وضع آلية عملية له . 4- تُسَلم السلطة بشكل عاجل إلى حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة وبرئاسة شخصية معارضة يتم التوافق عليها تأخذ على عاتقها إدارة البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدة المجتمع والتحضير للانتقال الديمقراطي . المكتب التنفيذي دمشق 6 /9 /2013 المنسق العام حسن عبد العظيم نائب المنسق العام في المهجر هيثم مناع أمين السر رجاء الناصر. - قدمت هيئة التنسيق الوطنية هذه المبادرة للسيد نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف وسفير الفدرالية الروسية في بيروت وسلمت نسخة من المبادرة للخارجية المصرية والخارجية العراقية. --------------------------------------------------------------------------------------------- - 2013/09/12 | M-NCB 2013/09/13 | syrianncp-m |
منّاع: المبادرة الروسية جزء من خارطة طريق لإنهاء الأزمة بسوريا وستنتهي مهام الائتلاف مع انطلاق جنيف2 ("بروكسل-القدس العربي" يو بي اي): أعلن رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديمقراطي، هيثم منّاع، أن المبادرة الروسية بشأن الأسلحة الكيميائية في بلاده هي جزء من خارطة طريق لانهاء الأزمة، وتوقع انتهاء مهمة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عندما تبدأ اجتماعات جنيف. وقال منّاع لـ يونايتد برس انترناشونال، على هامش المؤتمر الدولي لتحالف القوى المدنية والسياسية ضد الديكتاتورية والتدخل العسكري في بروكسل الجمعة، إن المبادرة الروسية “نقلتنا من الاحتمال العسكري الوحيد إلى احتمالات عديدة أخرى وتمثل فرصة حقيقية هامة للحل السلمي في سوريا، ومن واجبنا التعبئة لانجاح الاحتمالات غير العسكرية لأن الرأي العام العالمي أصبح أكثر رفضاً للخيار العسكري، واستثمار الفرصة لدعم الحل السياسي”. واضاف “المبادرة الروسية لديها حظ واسع من النجاح لسبب أساسي ومن معرفتي من خلال النقاشات التي جرت مع المسؤولين الروس أنهم جادون بشأن هذه المبادرة وفي كل ما قطعوا على أنفسهم من وعود، وتمثل بالنسبة للرئيس، فلاديمير بوتين، الرد الأساس على ما جرى خلال شهر من استلام الإدارة الامريكية للملف السوري بفكرة التدخل العسكري”. واعرب منّاع عن اعتقاده بأن الأساس اليوم “ليس وجود صفقة بل قبول الدول التي تؤثّر مباشرة في الوضع السوري بأن سوريا المستقبل لن تكون لهذا أو ذاك وستقيم علاقة جيدة مع دول الجوار من جهة وعلاقة متزنة بين الشرق والغرب من جهة أخرى، وهذا المبادرة بالنسبة إلى روسيا لا يمكن أن تنجح إلا إذا فتحت الباب أمام عقد مؤتمر (جنيف 2)، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وحل الميليشيات المسلحة، وإخراج المقاتلين الأجانب من سوريا”. وقال “هناك قناعة اليوم لمسناها حتى لدى العديد من الأوروبيين عندما نتحدث معهم في الأروقة الخاصة ترى أن سوريا لن تتخلص من القاعدة والمتطرفين إلا إذا تحالفت ثلاثة أطراف لإعادة هيكلة الجيش من شرفاء المنشقين والجيش السوري ولجان الوحدات الشعبية الكردية، ويتداول الروس والأمريكيون خارطة طريق تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية وإبعاد كافة العناصر المتطرفة والمتطيفة وإعادة تشكيل الجيش السوري”. وسُئل عن وضع الائتلاف السوري المعارض على ضوء خارطة الطريق المقترحة للحل السياسي في سوريا، فأجاب منّاع “أظن، وكما أعلن أحد أعضائه، أن الائتلاف ستنتهي مهمته عندما تبدأ اجتماعات جنيف”. وحول مؤتمر (جنيف 2)، قال منّاع “طُلب من الخارجية السويسرية رسمياً قبل المأساة الكيميائية بأربعة أيام، إعداد كل ما هو لوجستي للمؤتمر بحدود يوم الاثنين الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل بعد الاتفاق على الأمور الأساسية على أن تجلس أطراف المعارضة، الائتلاف الوطني السوري وهيئة التنسيق والهيئة الكردية العليا، قبل هذا الموعد بأسبوعين لتشكيل وفد مشترك، لكن تغير كل شيء بعد وقوع هذه المأساة”. وأضاف أنه “سمع كلمة قاسية من المسؤولين الأمريكيين مفادها أنهم ما زالوا مع عملية جنيف ولكن على المدى الطويل، وهناك نوع من التروي في الأيام الأخيرة ومنذ المبادرة الروسية في هذا التوجه، ومحاولة لفتح الأبواب لأكثر من سبيل من الجانبين السياسي والعسكري”. ولفت إلى “أن قرار (جنيف 2) أصبح امريكياً وسيُعقد بالتأكيد قبل كانون الأول/ ديسمبر المقبل إذا قررت الولايات المتحدة أن تكون جدية في هذا المسعى، ولا تتردد بسبب ما يمكن تسميته صقور التحالف المناهض للنظام السوري في الإدارة الأمريكية وحلفائها، مثل فرنسا ودول الخليج العربية وتركيا”. وأشار إلى أن هذه الدول “لا تريد حلاً سياسياً وتعتبر أن الشجاعة صبر ساعة وأن ليس لديها ما تخسره في حال وقعت الضربة العسكرية ضد سوريا، وهذا الاتجاه غير جدي وقائم على معلومات غير صحيحة وغير دقيقة، لأن النصر العسكري في سوريا إذا تكلم به النظام فهو في حالة فصام مع الواقع، وإذا تكلمت به المعارضة فإنها تحاول من وراء ذلك أن تكسب دعماً ماديا أو عسكرياً، لكن ذلك لن يغيّر في الأمر شيئاً”. وقال منّاع “ستتضح الأمور في غضون الأيام القليلة المقبلة، فإما أن يتفق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الأمريكي، جون كيري، على ربط المبادرة التي طرحتها بلاده بعقد (جنيف 2) خلال أسابيع، وإما أن يختلفا على ذلك ويتم تأجيله، وهناك آمال بانعقاده قبل نهاية العام الحالي في حال كان الأمريكيون جادين في ذلك، وهذا سيتطلب إنجاح عقد جلسة لكسر حاجز الجليد الذي وقف بوجه عقد هذا المؤتمر منذ 7 أيار/ مايو الماضي”. وأضاف أن الجانب الأمريكي “لم يعد يعارض مشاركة هيئة التنسيق في (جنيف 2) كما فعل من قبل، وناقش في آخر لقاء مع روبرت فورد (مسؤول الملف السوري في الإدارة الأمريكية) الشهر الماضي آليات تشكيل وفد مشترك باسم وفد المعارضة الوطنية السورية”. 2013/09/16 | syrianncp-m أبرز نقاط الاتفاق الروسي ــ الأميركي توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى «إطار للقضاء على الأسلحة الكيميائية السورية» أمس الأول. وفي الآتي أبرز نقاط الخطة: اثر قرار الجمهورية العربية السورية بالانضمام إلى المعاهدة بشأن الأسلحة الكيميائية، تعبّر الولايات المتحدة واتحاد روسيا عن تصميمهما المشترك على ضمان تدمير البرنامج السوري للأسلحة الكيميائية بالطريقة الأسرع والأكثر أمناً. الولايات المتحدة واتحاد روسيا مصممان على التحضير والإرسال خلال الأيام المقبلة إلى المجلس التنفيذي للمعاهدة (معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية) مشروع قرار يحدد معايير خاصة للتدمير السريع للبرنامج السوري. الولايات المتحدة واتحاد روسيا يعتقدان أن هذه الإجراءات الاستثنائية ضرورية اثر ما حصل في سوريا من استخدام لهذه الأسلحة وللطابع المتقلب للحرب الأهلية السورية. الولايات المتحدة واتحاد روسيا سيعملان سوياً من أجل تبني قرار في مجلس الأمن الدولي سريعا، وسيشمل القرار مراحل التحقق والتطبيق الفعلي وسيطلب من الأمين العام، بالتشاور مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رفع توصيات إلى مجلس الأمن بشأن دور الأمم المتحدة. التطبيق: سيتم التحقق منه دوريا، وفي حال عدم احترام التعهدات، بما في ذلك حصول عمليات نقل غير مسموح بها، واستخدام أسلحة كيميائية من أي جهة كانت في سوريا، على مجلس الأمن أن يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. الولايات المتحدة واتحاد روسيا توصلا إلى تقدير مشترك لعدد الأسلحة الكيميائية ونوعها، وهما ينتظران أن ترسل سوريا خلال أسبوع قائمة كاملة، تشمل أسماء، أنواع وكميات ومواقع وأشكال التخزين، الإنتاج، البحث والتطوير. المراقبة الأنجع لهذه الأسلحة ستتم من خلال نزعها، عندما يكون ذلك قابلا للتنفيذ، وتدميرها خارج سوريا إذا أمكن. يجب إتمام عمليتي النزع والتدمير في النصف الأول من العام 2014. على سوريا منح إمكانية وصول فوري ومن دون قيود للمفتشين، الذين عليهم الانتشار في أسرع وقت ممكن. وفي ملحق للاتفاق يمكن خصوصا قراءة أن: القرار يجب أن يرغم سوريا على التعاون بالكامل في كل جوانب التنفيذ. الطرفان (الولايات المتحدة وروسيا) اتفقا على تحديد المهل التالية: أ- انتهاء عمليات التفتيش الأولية بحلول تشرين الثاني. ب- تدمير معدات الإنتاج ومزج العناصر وتعبئتها بحلول تشرين الثاني. ج- التخلص الكامل من كل المعدات والتجهيزات للأسلحة الكيميائية في النصف الأول من العام 2014. اتحاد روسيا والولايات المتحدة سيعملان سويا، بما في ذلك مع المعاهدة (لحظر الأسلحة الكيميائية)،ومع الأمم المتحدة، ومع الأطراف السوريين من أجل سلامة المهمة، مؤكدين أن المسؤولية الأولى في هذا الإطار تقع على الحكومة السورية. («السفير» ا ف ب، رويترز) -----------------------------------------------------------------------------------------------
التدخل العسكري الخارجي والتفكك الانفجاري للبنية الداخلية محمد سيد رصاص
لم تتفكك البنية الداخلية اليابانية عقب استسلام اليابان العسكري في آب 1945 أمام القوة العسكرية الأميركية إثر ضربتي هيروشيما وناغازاكي النوويتين،بل حصل على العكس من ذلك توحد داخلي للمرور تحت سقف الدستور الياباني الجديد الذي فرضه وصاغه المحتل في يوم3أيار1947،رغم كونه ينزع من طوكيو حق إعلان وشن الحروب،قبل أن يتم على أساس هذا الدستور عقد المعاهدة الدفاعية مع واشنطن ومع ثمان وأربعين دولة من التحالف الغربي في زمن الحرب الباردة بيوم 8أيلول1951،وهو ما أعقبها عملية استعادة "سيادة" الدولة اليابانية في 28نيسان1952. حصل شيء معاكس في أفغانستان لما حصل في اليابان عقب غزو السوفيات العسكري في يوم27كانون أول1979:تفكك في بنية السلطة الحاكمة بعد قتل السوفيات للرئيس الأفغاني حفيظ الله أمين ،زعيم جناح(خلق- الشعب) في الحزب الشيوعي الحاكم قبل أن يجلبوا من براغ زعيم جناح (بارشام – الراية)بابراك كارمال وينصبوه رئيساً،ثم تفككاً وانفجاراً في البنية المجتمعية الأفغانية لم يستطع الانقلاب العسكري الشيوعي في 27نيسان1978إحداثهما رغم دخول بعض المنظمات الإسلامية في العمل المسلح ضد الشيوعيين على إثره،وقد أتاح التفكك الانفجاري للبنية الداخلية الأفغانية في مرحلة (مابعد27كانون أول1979)المجال لقيام تحالف واسع امتد من واشنطن إلى إسلام آباد والرياض، مع عشرات آلاف المتطوعين الإسلاميين، استند إلى بنية داخلية واسعة رافضة للغزو السوفياتي ،وهو ماساهم في جعل أفغانستان بين عامي1980و1989الأرض الميدانية المباشرة لكسر موسكو أمام واشنطن في الحرب الباردة(1947-1989). في العراق المغزو والمحتل عام2003كانت الصورة أوضح:بنية مجتمعية متفككة، منذ انتفاضتي شهر آذار1991اللتان لاقتا تأييداً واسعاً من الشيعة في الجنوب والوسط ومن الأكراد في الشمال،كان موقفها من الغازي والمحتل بعد اثني عشر عاماً وفقاً لموقفها من السلطة الحاكمة لصدام حسين ومبنياً عليه،حيث وقفت غالبية كاسحة من الوسط السني العربي ضد الغزو والمحتل الأميركي فيما وقفت مع الأميركي غالبية كاسحة من الشيعة والأكراد. خلال عشرة سنوات من مرحلة ما بعد سقوط بغداد بيوم9نيسان2003ازداد التفكك المجتمعي العراقي وفقاً لتلك اللوحة التي ظهرت الصورة الجنينية لها عام1991ثم أصبحت واضحة الملامح في أيام الغزو الأميركي لبلاد الرافدين لما انقسم العراقيون بين مؤيد ورافض للغزو وفقاً لانتماءاتهم الطائفية والاثنية(شيعة وأكراد- سنة عرب)،ولم يحصل تبدل في تلك اللوحة رغم ظواهر مثل(الصحوات)و(القائمة العراقية)التي حاول من خلالها بعض السنة العرب التقرب من الأميركي في مرحلة ما بعد عام2007لكسر الثنائية الشيعية- الكردية التي أصبحت حاكمة في عراق مابعد9نيسان2003كماكان السنة العرب في الدولة العراقية الحديثة منذ تنصيب البريطانيين لفيصل بن الحسين ملكاً على العراق في آب1921. إذا أردنا دراسة تلك الحالات الثلاث،نجد التالي: في يابان 1945-1952كان هناك توحد ياباني أمام الأميركي المحتل ارتأى الانحناء العسكري- السياسي مقابل مشروع العملقة الاقتصادية تحت ظل واشنطن تماماً كما كان موحداً أمام الأميركي في الحرب ضده منذ أيام الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور(7كانون أول1941).هذا هو السبب الذي منع تفجر البنية الداخلية اليابانية عقب الاحتلال العسكري الأميركي لليابان عام1945. أي أن التوحد الداخلي قبيل ومن ثم أثناء التدخل العسكري الخارجي هو الواقي من انفجار البنية الداخلية المجتمعية في مرحلة الغزو وما يعقبه من مرحلة احتلال. هذا الوضع الياباني لم يكن موجودا ً في أفغانستان 1979-1989ولكنه في الثمانينيات لم يأخذ طابعاً إثنياً بل سياسياً بين شيوعيين وإسلاميين مع تحالفات خارجية لهما ضد بعضهما البعض،فيما في الغزو الأميركي لأفغانستان عام2001أخذ الانقسام والانفجار الداخلي الأفغاني أمام الغازي ثم أمام المحتل وطوال اثني عشر عاماً مضت منه طابعاً إثنياً هو نفسه الذي كان أمام حكم حركة طالبان في كابول بين عامي1996و2001بين قاعدة باشتونية موالية ومعارضة طاجيكية- أوزبكية- الهازارة الشيعة كانت تدعم (تحالف الشمال) ضد (طالبان)،ويلاحظ خلال اثني عشر عاماً مضت على غزو واحتلال أفغانستان منذ7تشرين أول2001أن تلك اللوحة الانقسامية المجتمعية في الضد والمع على أسس إثنية من حكم طالبان الذي استمر لخمس سنوات قد استمرت هي نفسها ولكن في شكل انفجاري في مرحلة الاحتلال الأميركي بعد أن عبرت عن نفسها في مرحلة الغزو الأميركي (تشرين وتشرين ثاني2001)بنفس الملامح التخطيطية الخرائطية التي كانتها ضد طالبان منذ حكمهم لكابول في أيلول1996. ما حصل أفغانياً جرى عراقياً أيضاً: الانقسام السياسي تجاه حكم صدام حسين بدأ يأخذ منذ آذار1991 ملامح طائفية- إثنية في المع(السنة العرب بغالبية كاسحة) والضد (شيعة وأكراد)،بخلاف ما كان عليه الوضع في عراق عبد الكريم قاسم لماأخذ الانقسام السياسي ملامح أيديولوجية بين شيوعيين وعروبيين، وقد انتقل هذا الانقسام العراقي الظاهر منذ آذار1991 ليظهر بصورته نفسها أمام الأميركي الغازي والمحتل،ولكن مع أخذه في مرحلة ما بعد 9نيسان 2003طابعاً انفجارياً للبنية المجتمعية كاد أن يصل في عامي2006و2007لمرحلة الحرب الأهلية. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حول قوى الثورة المضادة الرجعية في الثورة السورية الكاتب/ غياث نعيسة.
بداية، مما لا شك فيه أن الجماهير الشعبية ثارت ضد النظام القائم على القمع والفساد والاستغلال، وما تزال. وان هذا النظام هو المسؤول عن كل الآفات التي تنخر بلادنا. وأن الجماهير ثارت من اجل الحرية والتحرر والمساواة والعدل الاجتماعي. هذا الإقرار لا ينفي بان الثورة الشعبية، كغيرها من الثورات، أفرزت أيضاً قوى رجعية وظلامية، رغم تزايد عددها لكنها ما تزال أقلية، تشكل خطرا حقيقيا عليها. وهي من مكونات الثورة المضادة، التي يعني تجاهل تأثيرها أو نفيه ترك الثورة فريسة لها وتعريضها لخطر جدي باجهاضها، كما فعل جورج صبرة مثلا عندما أكد، برعونة، أن جبهة النصرة مكون من مكونات الثورة أو ميشيل كيلو عندما تحدث عن قبلات وود مقاتليها وحسن استقبالهم له. فالمشكلة ليست في الإيمان الديني للناس من عدمه، وهو حق لا نقاش حوله. بل المشكلة تكمن في انه لا يجوز تبرير ممارسات رجعية ومضادة للثورة بحجج أن أغلبية الناس في بلادنا مؤمنين ومسلمين. وان العدو الرئيسي هو النظام فقط. لا هذا غير صحيح. فالعدو الرئيسي للثورة الشعبية ليس النظام فقط. بل وكل مكونات الثورة المضادة التي تشمل المجموعات التكفيرية الرجعية. وهذا ما يؤكده مواجهة الجماهير الشعبية لهذه المجموعات في المناطق التي تعمل فيه الأخيرة على فرض نموذجها السياسي والاجتماعي الرجعي والظلامي. لان الخطر ليس في قضية الإيمان الديني، التي لا تعنينا وهو حق لا يناقش أصلا، الخطر هو في البرامج والممارسات التي تحملها هذه المجموعات الرجعية وتعمل على فرضها بالقوة والعنف، في المناطق "المحررة". لان كل منها يدعي انه حامل كلام الرب الصحيح وحده، أي تعتبر نفسها أنها هي وحدها الفرقة الناجية، ومن يقول ذلك لا يترك مكانا للبشر. فالدولة الإسلامية في العراق والشام داعش (مع شقيقتها النصرة) أعلنت في بيان لها بدء حملة "نفي الخبيث" لضرب "المنافقين" ومن بينهم كتائب الفاروق، وان كنا نعتقد أن كتائب الفاروق "أكثر اعتدالا" من داعش وأخواتها فسنكون مخطئين، حيث أن كتائب الفاروق أعلنت في بيان لها في 12 أيلول ردا على داعش أن ما تعمل له هو "انها لا ترضى بغير الإسلام وشريعته قانونا ودستورا وترفض كل الأفكار المستوردة والعقائد المرذولة، والتقاليد المذمومة، والأطروحات المخالفة لشرع الله، كالديمقراطية، والدولة المدنية والعلمانية بكل مفاهيمها...". إذاً، نحن هنا أمام برنامج فاشي ورجعي واضح وصريح لهذه القوى الظلامية، وان حدث صراع فيما بينها فانه إنما يدور، أيديولوجيا، حول من يحتكر فيما بينها تمثيل الرب على الأرض، أما واقعيا، فان تناحرهم هو لتقاسم مناطق النفوذ والغنائم. انه برنامج رجعي ومضاد للثورة، وممارسات هذه المجموعات الرجعية هي ممارسات فاشية حقيرة. وبالتالي فان الموقف الصحيح والضروري للمقاومة الشعبية المسلحة (الجيش الحر) هو مواجهتها بكل حزم لأنها تشكل، كما النظام، خطرا كبيرا على الثورة وإمكانيات انتصارها بصفتها ثورة شعبية من اجل الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية. --------------------------------------------------------
حتى نلتقي
هل كان لا بد من انتظار سنتين ونصف من النزيف للدم السوري ، واستباحة لكل مكوناته .. هل كان لا بد من أزمة الكيماوي ، وما رافقها من تصعيد على المستوى الدولي والإقليمي وتداعياتها المحلية ..!؟ .. حتى ندرك بأن " الآخر " والموقف الدولي بشكل عام لا يأبه لمصير الشعب السوري ..! وأن الخط الأحمر الوحيد لديه هو أمن " إسرائيل " ليس كـ " إسرائيل " بحد ذاتها ككيان، وإنما كرمز ودلالة على مطامعه ومصالحه ، وبالتالي هل نستطيع الآن أن نقول كفى ؟ كفى استباحة للشعب السوري ، وسمائه وأرضه وهوائه ..! كفى .. السوري ليس رقماً في أجندة أيّاً كان السياسية . الشيخ
تجمع اليسار الماركسي " تيم "
تجمع لأحزاب وتنظيمات ماركسية . صدرت وثيقته الـتأسيسية في 20 نيسان2007. يضم (تيم) في عضويته: 1- حزب العمل الشيوعي في سوريا . 2- الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي . 3- الحزب اليساري الكردي في سوريا . 4- هيئة الشيوعيين السوريين .
الموقع الفرعي لتجمع اليسار في الحوار المتمدن: htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715
#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريق اليسار -العدد 51
-
طريق اليسار - العدد 50 تموز / يوليو 2013
-
القرارات الصادرة عن اجتماع المكتب التنفيذي
-
طريق اليسار - العدد 49
-
طريق اليسار - العدد 48
-
طريق اليسار -العدد 47
-
طريق اليسار - العدد 46
-
وثائق اجتماع المجلس المركزي
-
طريق اليسار
-
بيان أعمال المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية في دورته الث
...
-
طريق اليسار - العدد 44
-
طريق اليسار - العدد 43 كانون أول / ديسمبر 2012
-
طريق اليسار - العدد 42 تشرين ثاني / نوفمبر 2012
-
طريق اليسار - العدد 41
-
طريق اليسار - العدد 40 أيلول / سبتمبر 2012
-
كلمة الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي
-
نحو مؤتمر وطني لإنقاذ سورية
-
طريق اليسار - العدد 39
-
طريق اليسار - العدد 38 تموز / يوليو 2012
-
طريق اليسار - العدد 37 حزيران / يونيو 2012
المزيد.....
-
الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة
...
-
عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير
...
-
كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق
...
-
لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟
...
-
مام شليمون رابما (قائد المئة)
-
مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
-
مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة
...
-
إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا
...
-
نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن
...
-
وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|