أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريهام عودة - ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !














المزيد.....

ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 01:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رفعت التلميذة المجتهدة يدها أثناء الحصة الدراسية ، بسعادة كبيرة مع ابتسامة عريضة تُبرز أسنانها اللبنية ، لأنها الوحيدة من بين زميلاتها بالفصل تفوقت و عرفت الإجابة الصحيحة لسؤال علمي صعب مطروح في الكتاب المدرسي ، فإذا بمعلمتها الفاضلة تنهرها بقوة مستنكرةً قائلة " لماذا تبتسمين ؟ فالضحك بدون سبب من قلة الأدب ! "

هكذا تعلم بعضنا في المدرسة أو البيت أو العمل أو حتى في الشارع أن الضحك من غير سبب من قلة الأدب ، فلقد تعودنا أن لا نبتسم للغرباء و أن لا نبتسم لأي أحد بدون سبب وجيه ، فنحن عادةً نبتسم أثناء مجاملة اجتماعية مع الأصدقاء أو تحبب لشخص مهم في حياتنا أو محاولة للتقرب من شخص قد تأتي من ورائه مصلحه ما، مثل أن يكون ذلك الشخص مديرنا بالعمل أو مسئول حكومي كبير أو حتى ضابط أمن صغير يعمل في إحدى المعابر الحدودية و نرجو منه تسهيل سفرنا.

إنها ثقافة العبوس و الجدية التي توارثها للأسف معظم الفلسطينيون بسبب النكبات و النكسات و الانتفاضات و الاتفاقيات و الحروب و الانقسامات التي مروا بها والتي أدت إلي ضياع أمالهم بالحصول على وطن أمن مستقر يحقق أحلامهم و طموحات أبنائهم مما جعل الفلسطينيون يعيشون معاناة مستمرة و يختبرون أزمات انسانية و سياسية واقتصادية متعاقبة على مر الزمن و متقلبة كأمواج بحر غزة الهائج في فصل الشتاء الممطر.

لقد اعتدنا على أن نبكي دائما أمام أعين العالم ، فملئت دموع نسائنا و أطفالنا و شيوخنا شاشات التلفزيونات العالمية لعلنا ننال عطف و شفقة قادة الشعوب الأخرى فيمدوا لنا يد المساعدة و ينصروا قضيتنا ، قضية الشعب الفلسطيني المظلوم المغلوب على أمره الذي لم يذق يوما ما طعم الحرية و لم يشعر قط بالأمان فالحروب و الصراعات تتقاذفه بين حين و أخر.

نعم إنها حسرة الماضي التي تكسوا وجوه أجدادنا بسبب هجرتهم من قراهم الأصلية ، إنها بسمة الأمل التي حُرم منها أطفالنا بسبب خوفهم من دوي القنابل ، إنه الصوت الحاد المرتفع الذي يتعارك به بعض شبابنا لكي يُعبروا عن مشاعرهم الغاضبة و المتفجرة بسبب البطالة و الحصار الأمني.

نعم الشعب الفلسطيني يخجل من الابتسامة حتى لو كانت مُصطنعة ،إنه يخشى من الفرحة حتى لو كانت عابرة .....

لذلك نراه عندما يحتفل فهو يحتفل أحياناً بغضب و عندما يحزن فهو يحزن أيضاً بغضب وذلك ما نشعر به بشدة عندما نرى بعض الشباب الفلسطيني يخرق غيوم السماء بالرصاص الثائر.

فهل هي رصاصة الثورة على الحياة الغير عادلة أم هي رصاصة تحدي الموت المتوقع في أي لحظه؟

هكذا هي مشاعر معظم أفراد الشعب الفلسطيني الذين يعيشون في قفص الوطن و الذي لا يتردد بعضهم أبداً من السفر للخارج لاستنشاق عبير الحرية الذي ينعم به باقي شعوب العالم ، فهؤلاء الهاربون من ألم الوطن يعبرون القارات من أجل نيل العلم ومنهم حتى من يسافر إلي أقصى الشرق لكي يطرق باب الرزق أو يفتح نافذة عقله على بريق الحياة الساحرة.

لكن ما يثير دهشة هؤلاء الفلسطينيون المغامرون الباحثون عن الحرية و سبل العيش هي الابتسامات الناعمة المرسومة على وجوه شعوب الدول المتقدمة والتي تدل على حالة من السلام الداخلي تشعر بها قلوب وعقول تلك الشعوب ، فالياباني يبتسم و يُحييك عندما تمر من أمام منزله و الأمريكي يبتسم عندما يُقابلك بمصعد كهربائي بالطابق الأربعين و الفرنسي يبتسم عندما يبيعك باقة من الزهور و السائق الماليزي يبتسم عندما يَقلك بسيارته العامة ،حتى المتسول في محطات المترو الايطالية يبتسم عندما يطلب منك صدقة.

الجميع يبتسم ! والفلسطيني مندهش ، ألم يَحن الوقت الذي أبتسم فيه؟







#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
- غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
- أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة
- العرب في عيون يابانية
- تناول العشاء مع أوباما مقابل 3 دولارات فقط
- حلمي أن أكون وزيرا


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريهام عودة - ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !