جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 22:18
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كيف لا يحب الله الفرحين؟
نتعجب: كيف إن الله لا يحب الفرحين (القصص : 76)؟
عند البحث عن الثلاثي (فرح) و اصله و معانيه لا نجد بانه يعني شيء اخر غير التعبير عن السرور و الغبطة والفرح اي ليس هناك معنى التكبر و الغرور و التسلط فيه كما تفسر الجهات المسلمة. الفرح هي الكلمة الوحيدة (لكونه عكس الحزن) التي لها سلبيات جانبية او بعبارة اخرى تلازمها و يصاحبها نوع من الغرور و شعور بالانتصار في جميع اللغات و هنا اقصد ان هناك علاقة بين التفوق و انجاز معين و الفرح و المرح (فرح الزواج). اتفق هنا مع القرآن الى حد ما في ان على الانسان ان يقتصد في فرحه و لا يبالغ خاصة اذا كان الفرح على حساب حزن الاخرين. يجب على الانسان ان لا يستعجل و لا يفقد رشده بسبب فرحه.
ليس الفرح السعادة رغم ان الفرح يتضمن شعور بالسعادة بل يقابل الانجليزية joy للتعبير عن المتعة و في المتعة شعور بالتكبر و يخبيء الفرح احيانا في طياته الشماتة لكن الكلمة لم تغادر معناها الاصلي لتساوي التكبر و التسلط ابدا. هذه المعاني فقط جانبية collateral او هامشية peripheral و هي صفات ملازمة للفرح في جميع لغات العالم و لا تقتصر على العربية فقط.
سافرت كلمة الفرح بعيدا و دخلت بسبب معناها لغات كثيرة في العالم و تحولت الى اسم (البنات و الاولاد) عند المسلمين و المسيحيين على حد سواء - حتى عند الممثلات الامريكيات مثل الممثلة الراحلة Farrah Fawcet و الامبراطورة الفارسية فرح ديبا:
http://en.wikipedia.org/wiki/Farrah_Fawcett
http://en.wikipedia.org/wiki/Farah_Diba
و لكن و لربما اصل الاسم الامريكي Farrah ليس من العربية بل من اللاتينية (حبة) او من الانجليزية (وسيم) او من الفرنسية القديمة حداد. هناك عدة كلمات في العربية كما في الانجليزية للتعبير عن السعادة مثل السرور و الابتهاج و الفرح. السعادة امنية الحياة و هدفها ليست مقتصرة على المناسبات مثل الفرح. في السعادة و الفرح قسمة و نصيب و حظ و لكن الفرح هو رد فعل و تعبير سريع عن الموافقة و الاستحسان (فرحت بالخبر).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟