أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوان سوز - نَجّار بيطون














المزيد.....


نَجّار بيطون


جوان سوز

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 09:20
المحور: الادب والفن
    


عندَما كنتُ في تُركيا , أنا الشاب الكُردي , المُشرَد والفااااااااشل , المتشائم الذي فقدَ الأمَل في العثورِ على عَمَل , كنتُ وفي طريق البحث وبالرغم من أني عَنَستْ بَكيْر بالشْغْل , " أتحَركَش " ببعض الفتيات الجميلات بغية تَعَلُم اللغة وغالباً كنتُ أنهي حديثي بكلمة " آلادْما " والتي تعني بالتركية " أعرفْ " وفي الحقيقة لم أكُن أفهم منهنَ سوى بعض المفردات المسروقة من اللغات الأخرى كالكُردية والعربية والإنجليزية والأرمنية لأني كنت طالباً في إعدادية " ميخائيل كشور في السليمانية بأيام العز عند ستْ الحْسنْ " حَلَبْ " وقَد تعلمتُ بعض مفرداتها من زملائي الأرمَن , وكانت اللغة هناك عبارة عَن شوربة لا يمكنُكَ أكلُها كمأكولات صديقي " لَزكينْ " في ميرسين .

وفي بعض الأحيان كنتُ أعثرُ على عَمَلٍ مؤقت بدوام عالي الجودة , وجزئي 12 ساعة وكنت اشتغل متل البغل وصحتي متل الحصاااااان وفي إحدى الأيام اشتغلتْ " نَجار بيطون " وكنت شيل كياس الجمنتو شي خمسين متر وأركض فيه متل القْرد واشلف البلوك من السيارة ع الطابق الأوَل شَلْف والحلو بالموضوع أنقُل سيارة رَمل بالسطل لَجْوات الغرفة والله لا يورجيكم كيف كان شكلي وقتها وكل هالشي مقابل تلاتين ليرة تركية وأنا أضحَكُ كلما نظرتُ إلى نَفسي وتأملتُ ثيابي وأسأل : أنت شاعِر يا ابن الــــــ .... ؟

وفي أثناء العَمَل كان زملائي العمال والغالبية منهم سوريين , يسألونني بِدَهشة : أنتَ أستاذ ؟ أنتَ طالب جامعة ؟ شو جابَك لَهون ؟ واسئلتهم ما بتخلَص !
وكان المْعَلِم يذكرني بأكره الكلمات التي طالما سمعتها في تركيا :

ـ سوريا سَوااااش !
" يعني بسورياااا حَربْ ! "

ـ الله كريم
ـ إيش يوووووخ!
" يعني مافي شْغْل ! "
ـ المسلمين أخوة
ـ وبما أنه المُعلم كان كُردياً فكان يرددُ لي طوال النهار دائِماً :
ـ " العَربْ ما بينعطو وش " ... بغية إرضائي وخذوا ع مَسحْ الجُوخ !
ـ وكنت أرددُ في نَفسي : يلعن ربَك يا حْمار
ـ وبالخط العَريض ولأجلِ أمثالُكَ أخجلُ حتى من كُرديتي
ـ فلا أكراد في تركيا !

ـ لَك أنتَ ألعن من حزب البعث !
لأني لحتى ما خلصْت الشغل كبيتْ بنطلون جينز وبلوزة وقندرة , الله يعزكم ولحد الآن لم أحصَل منهُ على أجرتي والتي كانت تلاتين ليرة تركية, وبهالحالة خسرت وما استَفَدْت وكان الحديثُ مُشوِقاً إلا أن جلبت صاحبة المنزل , الشاي لنا , نحن العمال وخرجتْ ابنتها .
هااااااااااااااااااااااهو ....
حلوة كتير , وتحدَثتُ معها بالإنجليزية وكانت إنجليزتها بعجلتَين دون توازن , إستغربَتْ الفتاة و الجميع من حولي , فقلتُ لهم بأني أتحدثُ الروسية أيضاً وبأني كاتب وشاعر غَصبنْ عنكم وأعمل هُنا بالصرمااااية , وبدأت الفتاة تسألني : هلأ عنجَد أنتَ أستاذ ؟
أي أستاذ يا ولاد القَحبة !
وبسوريااااا سوااااااااااااش
ولا تندهشي من شعري الطويل وذقني
لَك أنا بَني آدم يا ولاد الحراااااااااااااااام
عُذراااااااااااااااً أيُها القارئ
الأدَب موَجَه لِشَعب راقي
نسيت أني مازلت بتركيا
والطريق للسيارات
أفضلية المرور لِسائقيها
وتعا أركُض يا سوررررري
ع إشارات المرووووووووووور .....

جوان سوز / ميرسين 03 . 09 . 2013



#جوان_سوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية لا تنتهي ...


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوان سوز - نَجّار بيطون