أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - رمضان سيد - الحرب و السلام و النظام الاجتماعي الجديد














المزيد.....

الحرب و السلام و النظام الاجتماعي الجديد


رمضان سيد

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 07:45
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الحرب ليست حالة استثنائية على نظامنا الاجتماعي. الحرب هي طريقة حياتنا و مبنية هيكليا في جسد الحياة السائدة على الارض. لذلك فاننا لا ننظر الى الحروب التي تحصل في العالم على انها احداث طارئة سببها هذا النظام او ذاك. لا يوجد مذنبون و ابرياء في اشعال الحروب. الحرب هي احدى تجليات الصراع اليومي بين الافراد و المجموعات البشرية الذين يدخلون معترك الحياة بشكل يومي من الصباح حتى المساء كل يوم.
عندما تتوقف في محطة الاوتوبيس لتذهب الى مكان ما فان الناس يركبون الحافلات بهدوء عندما يكون هنالك ما يكفي من الاماكن و الرحلات. يتكاتف الناس و يتدافعون لركوب الحافلة اولا عندما لا تتوفر اماكن تكفي الجميع. في الحقيقة انت تريد ان تصل الى العمل او البيت على حساب الشخص الذي يقف بجانبك للغاية نفسها لذلك فانك تسعى الى ان تدفعه جانبا لكي تربح معركة ركوب الحافلة. و في المخبز عندما يتجمع عشرات الناس للحصول على الخبز و اذا علموا بانه لن يكون هنالك ما يكفي للجميع فانهم سيدخلون في معترك على من سيحصل على الحصص المتبقية. اذا فزت بالخبز فان هذا يعني ان غيرك لم يفعل ذلك و سيعود خائبا الى البيت.
الندرة في الاشياء و عدم قدرة الجميع على الحصول على الاشياء يدفع الناس الى ما نسميه حرفيا "معترك" الحياة. و في خضم تدافعنا للحصول على الاشياء و اشباع حاجاتنا فاننا نفعل كل ما بوسعنا للحصول على الحصة الاكبر. و لان الجميع يفعل ذلك فاننا ندخل في حرب يومية ضد بعضنا البعض. و يصل الامر بالبشر الى القتل احيانا او الى اشعال الحروب احيانا اخرى. لان الجميع يريد ان يصل الى افضل الاشياء على حساب الجميع. هذا التدافع لاشباع الحاجات هو الاساس الذي تم عليه بناء نظامنا الاجتماعي الحالي و هو مصدر جميع الحروب على الاطلاق. لا فرق بين تدافعك لركوب الباص و بين الحرب العالمية الثانية سوى من حيث الحجم و الاسلحة التي تستخدم فيها.
ان السلام و الاخوة بين الشعوب و التكافؤ في الفرص و العدالة الاجتماعية و المساواة و الحرية و حقوق الانسان هي حبر على ورق و كلمات للاستهلاك السياسي تنتهي عند محطة الاوتوبيس عندما تدفع جيرانك بعيدا عن الباب لتركب قبله. نظامنا الاجتماعي عبارة عن حرب يومية للبقاء و تقسيم الثروات بين البشر كل على حساب الاخر. و من يركل افضل و يسحق جيرانه و اقرانه من البشر بافضل شكل يتسلق الهرم و يحصل على حصة افضل. ربما هذا هو سبب حبنا للمنافسات الرياضية ايضا حيث ان الفوز في مباراة كرة يمنحنا الرضى و يعوضنا عن الخسارة الساحقة التي تلقيناها في المرة الاخيرة عندما نجح جارنا في دفعنا بعيدا عن الباب عند ركوبنا الحافلة و غيرها من الهزائم اليومية في معترك الحياة.
ان الندرة ضرورية و جيدة لاقتصاد السوق. و لو حصل الجميع على كل ما يحتاجونه ينهار الاقتصاد. فالحروب بجميع اشكالها و الفقر و التناحر بين البشر جزء طبيعي في بنية اقتصادنا الحالي و طريقتنا في الحياة. و لاجل انهاء الحروب فاننا لسنا بحاجة الى لجان للمساعي الحميدة و منظمات دولية و قوانين تمنع القتل و الصراع. بل اننا بحاجة الى الاستخدام العقلاني لموارد الارض لتوفير الحاجات لجميع البشر دون استثناء, و الغاء النظام القائم على النقود و الندرة و التبادل و السوق و العمل الماجور. و هو ما يعني بالتالي اقامة نظام اجتماعي جديد و طريقة جديدة للحياة على سطح كوكب الارض.
هذا الامر ممكن و منطقي و لم تعد هنالك اسباب تدعونا الى الاستمرار على التدافع في محطة الاوتوبيس للركوب على حساب جيراننا, نستطيع بدلا من ذلك توفير الرحلات و الاوتوبيسات و الكراسي للجميع ليصلوا الى اماكنهم بهدوء و هم يستمعون الى الموسيقى في الطريق



#رمضان_سيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاء عصر السياسة في عالم يعيش على مفترق طريق
- الانسان والتطور
- نحن نعيد انتاج عالمنا ... افكارنا DNA النظام الاجتماعي
- الاليات الخفية لحروب انقاذ الدولار
- العراق و بوادر الثورة الاجتماعية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - رمضان سيد - الحرب و السلام و النظام الاجتماعي الجديد