أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هادي بن رمضان - الطبيعة تنتقم للفقراء














المزيد.....


الطبيعة تنتقم للفقراء


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 23:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سنة 1957 كتبت الفيلسوفة الأمريكية الروسية الأصل آين راند رواية "Atlas Shrugged" "أسطورة أطلس" تحدثت فيها عن دولة تسمى "الولايات المتحدة الأمريكية" عاش فيها مجموعة من الأثرياء يناضلون ضد الشعب الفقير .. شبهت اين راند هؤلاء "بالإله أطلس" الذي حمل الكون فوق ظهره وهي ترمز بذلك أنهم ينقذون الأمة من عامة الناس . إستمر هؤلاء الرأسماليون في السيطرة على مؤسسات الدولة وتضخيم ثرواتهم حتى قرروا أن يتوقفوا عن ذلك وان يسمحوا للحكومة بالتدخل في شؤون الدولة ففقدوا حينها مكانتهم وجزءا من ثروتهم بعد ان قررت الحكومة توفير الرعاية الصحية والتعليم والمواصلات للجميع وفرض حد أدنى للأجور .. كادت الدولة أن تسقط جراء هذه القرارات حتى أتى بطل من الأثرياء الجشعين يدعى "جون جالت" ليبدأ حملته من أجل إعادة النظام القديم . كان يرى الأنانية هي الأصل في الإنسان وأن الفقراء عليهم الموت وأن الحكومة يجب ألا تتدخل لتحسين أوضاعهم فالمدارس والمستشفيات وكل مرافق الحياة ينفذها الأثرياء إذا كانت ستدر عليهم أرباحا طائلة .. الدولة عليها فقط مسؤولية الأمن والقضاء أما باقي الأمور سيهتم بها الأثرياء , أبناء طبقة "الالهة" يجب أن يدرسوا في معاهد خاصة بعيدا عن أبناء الشعب وعليهم أن يعلموا أن الفقراء يهددون وجودهم عبر شعارات دينية وإشتراكية وقد يحولونهم يوما إلى حشرات في أكواخ حقيرة تحيا حياة بائسة . كانت رواية "أسطورة أطلس" إفتضاحا للرأسمالية وقد عاشت اندي راند حتى اصيبت في اخر حياتها بالمرض وعجزت عن تلبية تكاليف علاجها ولم يساعدها احد من اصدقائها الجشعين الذين تخرجوا من مدرستها الفلسفية حتى اجبرت على طلب بطاقة رعاية صحية واجتماعية من الحكومة الامريكية ! كان هذا إنتقام الطبيعة من إمرأة اعتبرت عامة الشعب "مادون البشر" عالة على الدولة والأثرياء, ولعل الكثيرين اليوم في هذا العالم المتوحش الذي يسحق كرامة الإنسان يعتقدون نفس أفكارها ويحلمون بأن تتحول روايتها إلى حقيقة ليزدادوا ثراءا ونفوذا ويقاسي الاخرون من الجوع والعبودية... إن الإنسان هو من يتألم ويحزن لمعاناة الاخرين وهو الذي لا تسمح له أخلاقه وضميره أن يبتسم في طريقه إلى السوق او المطعم بينما يقبع اخرون تحت الجدران المتهدمة يعانون من الجوع والفقر المدقع . إن الوقح هو من يصلي حمدا للالهة التي رزقته من خيراتها بينما يقاسي اخرون في مكان ما من المجاعة ... من المؤسف أن ارى أشباه المثقفين في وطني يتحدثون كثيرا عن الحرية وعن الفاشية الدينية خشية أن ترحل بالعلب الليلية والنزل الفاخرة وغير ذلك من وسائل الترفيه البذيئة بينما لا نسمع لهم صوتا دفاعا عن المفقرين والمستضعفين . أو قد تجدهم يقفون في الصف المعادي للإشتراكية بدعوى أن الحياة في المجتمع الإشتراكي أشبه بالحياة في المجتمع البدوي !! إن الإنسان المؤمن بالإنسان هو من يفضل حياة الثورة في أقل مستوياتها على الحياة الباذخة والحضارة التي تجيىء فوق كرامة وحرية الإنسان في أعلى مستوياتها .. إنه من يرى الأهرامات مجرد بناءات حقيرة جائت فوق جثث العبيد المضحى بهم لتكون الأمجاد للفراعنة .. إنه من يرى ذلك كله, من بناءات ضخمة وفتوحات عسكرية وأمجاد تاريخية وحشية عالمية جائت بديلا عن حرية وكرامة الإنسان . ما أوقح الذين يفاخرون بالمساجد والكنائس والبناءات العملاقة التي جائت قديما ولازالت تجيىء بينما قاسى ويقاسي اخرون من الظلم والفقر . إن المؤمن بالإنسان والالهة الرحيمة هو من يرى تحرير "بلال الحبشي" وأمثاله أعظم من بناء أكبر المساجد ومن يرى الحياة البسيطة في مجتمع "علي بن ابي طالب" أجمل من حضارة "معاوية" ومن يرى نبي الفقراء "أبا ذر" بعيدا جدا في عظمته عن "هارون الرشيد" كبعد النجوم الشامخة في سماء الكون عن الحشرات الصغيرة في زاوية الغرفة.



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظروف هي القاتل
- الثوار ثلاثة
- أعداء الإنسان وأصدقاؤه
- الذباب هو القاتل
- حين يعجز المنطق
- الرد على من شكك في نبوءة نيوتن عليه السلام
- أحلام طفل


المزيد.....




- السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين ج ...
- بث للمرة الأولى من كاميرتي مراقبة.. فيديو متداول في لبنان يظ ...
- بعثة ليبيا الأممية تشكل لجنة استشارية
- المدعية العامة الأمريكية الجديدة تحل مجموعة نشطت في ملاحقة ا ...
- الأزهر يرفض تهجير الفلسطينيين: خدع القرن الماضي لن تتكرر
- مدعون عامون من 12 ولاية أمريكية يطالبون بتقييد وصول وزارة إي ...
- النيجر .. الجيش يعلن مقتل 10 جنود على الأقل في كمين
- -نافذة من دمشق- تتناول تداعيات كشف -قيصر- عن هويته
- تحرير عنصرين من القوات السورية خُطفا خلال حملة أمنية قرب الح ...
- أمريكا تصادر طائرة ثانية لرئيس فنزويلا.. ومسؤول: كنز من المع ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هادي بن رمضان - الطبيعة تنتقم للفقراء