ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 11:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يتعجّب البعض عندما يسمع خبراً إو يرى وثيقة رسمية في عراق اليوم تلغي حقيقة كون عبد الكريم قاسم شهيداً . ألا تبّت الأيادي التي أجرت إمضاءها على هذه الوثيقة . لا عجب فمن بدء الخليقة تفترس الذئاب و الثعالب الأغنام والدجاج ، والشيء بالشيء يُذكر فالذين جاؤا بقطار أمريكي في الثامن من شباط 1963 لا يختلفون عن الذين جاؤا على الدبابات الأمريكية في 2003 . هاتان الفصيلتان المنتميتان إلى مرجع واحد لا تمتان لأرض العراق بصلة و لا هم من شعب العراق . ما كان قرار الإدارة الأمريكية في إحتلال العراق وإسقاط الصنم في التاسع من نيسان 2003 بقصد تحرير العراق من دكتاتورية الطاغية وتأسيس نظام ديمقراطي بديل ، بل لإستبدال بيدق أشرف على الإستهلاك وفقد موقعه على المستوى الدولي ببيدق مؤهل لأن يقدم أضعاف ما في سعة السابق . عهد صدام حسين الذي ساندته الإدارة الأمريكية سنوات طوال بالمال والسلاح ، بأنواعه ، سواء في حربه مع إيران لثمان سنوات أو ضد شعبه في شمال الوطن وجنوبه ، وإعطائه الضوء الأخضر لغزو الكويت ، إنقلبت عليه ، وأتت بفصيل خانع وخاضع لإرادتها يستجيب لكل طلباتها ويلبي كل طموحاتها في نهب ثروات العراق من جهة وربط مصيره بمصالح رأس المال الأمريكي .
عشر سنوات عجاف مرّت ، و لا تزال عصابات الإرهاب تصول وتجول بكل حرية تحت سمع وبصر السلطات " الأمنية " . عشر سنوات عجاف مرّت والفساد السياسي والإداري والمالي مستشرٍ ومحمي بقوانين وأوامر ، وأبناء الشعب الأبرياء وقود للمتفجرات والمفخخات ومحرومون من كل ما يسمى بحقوق الإنسان . البطالة تجاوزت الأرقام القياسية ، الرعاية الإجتماعية والصحية دون الصفر، وأكثر من 40% من الشعب دون مستوى الفقر بينما تتمتع الفئة الحاكمة بكل الإمتيازات التي لا تظاهيها إمتيازات نظرائهم في أي بلد من بلدان العالم .
الذئابُ تأتي وتذهب ، وكذا الثعالب ، فليتذكر الظالمون يوماً كان فيه الطغاة يتبخرون مثلهم و ما آل إليه مصيرهم عندما إقتصّ منهم الشعب :
تذكروا مصير عبد الإله ونوري السعيد
تذكروا مصير عبد السلام عارف
تذكروا مصير الطاغية صدام
ولتعلموا أن يوم حساب سيأتي ، و لا تنفعكم عندها جنسياتكم الأجنبية وجوازات سفركم ، فسيكون مصيركم كسابقيكم ، ويبقى وجه الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم هو الناصع الطهور العفيف ، وسيبقى في ضمير أبناء الشعب خالداً مهما تجنيتم عليه بتجريده من لقب الشهيد .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟