إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 19:00
المحور:
الادب والفن
يتكون فريق Like Jelly من مجموعة صغيرة من الشباب الموهوب، الهاوى للغناء والعزف من مختلف الخلفيات الدراسية التخصصية، إنما يجمعهم الصداقة والهدف الفنى، وهو أن يترجموا أرائهم ومشاعرهم إلى لغة فنية يتواصلون بها مع الجمهور، مستخدمين إمكانياتهم الفنية والمادية البسيطة فى تحقيق حلمهم، حيث يعتمدون على مواهبهم فى التكفل بتوفير أركان عروضهم من كتابة وتلحين وعزف وأداء، وينفرد أسلوب هذا الفريق فى عروضه بالجمع بين فنىّ الغناء والحكىّ، حيث يقدم حوار مصغر بشكل فكاهى، وتتخلله اغانى تستكمل الفكرة وتٌصيغ الحالة المُقدَمَة، ويعتمد الفريق على تبسيط الأفكار الجديدة التى يتناولها، وذلك بانتقاء كلمات مؤثرة وبسيطة فى نفس الوقت.
ويهتم الفريق بالاندماج مع الحضور فى الحفل، وكذلك التواصل مع مختلف جمهور المحافظات، حيث يقوم بتقديم عدد من الحفلات فى العديد من محافظات مصر مثل بورسعيد، الإسماعيلية، الزقازيق، العريش، الإسكندرية، وفى القاهرة فى عددا من المهرجانات الثقافية فى مختلف المسارح والمراكز الثقافية, بالإضافة لإقامة حفلات خارج مصر كالأردن.
فن وتغيير
تُلملم فرقة لايك جيلى الكلام المُبعثًر بين نقاشات الأحداث اليومية التى يمر بها المواطن العادى، وتدون الأفكار السطحية التى أصبحت اعتيادية ومفروضة علينا فى الحياة اليومية، لتُلقى عليها ضوء الاهتمام والمواجهة فيتم التفكير فيها بشكل أعمق، وتأخذ حيزها الصحيح وسط ضجيج أفكار ومعتقدات وعادات اعتادت أن تأكل من يومنا ومنطقنا كثيرا من الوقت والتفكير غير المُجدى، وأرى فى ذلك أن الانعكاس الصادق لما يدور بين ثنايا شرائح المجتمع المختلفة حتى وان كان بهدف الضحك عليها، فهو يعطى فرصة حقيقية للتغير فى المجتمع، وذلك عن طريق الطرح الصادق والمشاركة بالفن وتقبل الجمهور لتلك الحقيقة التى تُعرَض بطريقة ساخرة خفيفة الظل، حيث تخفف من وطأة الواقع السلبى السياسى والاجتماعى بكوميديا تساعد المُتلقى نفسيا على استقبالها بسلاسة.
كما يمتاز أداء هذا الفريق بالجرأة الايجابية فى طرح الأفكار بطريقة واقعية كوميدية، وحماسة خاصة وطاقة نفسية مميزة، وهو حقا نموذج مُفرِح لنجاح الإمكانيات البسيطة، ودعوة تشجيعية حيّة للموهوبين الصادقين للعمل بجدٍّ، من اجل إظهار مواهبهم ومشاركة الآخرين بها لتحديث الثقافة الاجتماعية والفنية.
وقد أثبت العديد من الفرق الجديدة سواء المسرحية أو الغنائية، يوما بعد يوم أن شفاء مجتمعنا الدميم ليس فى تجميله إنما فى المواجهة, ربما القاسية "أحيانا" بعيوبه وقبحه, وهذا ما أجده فى ثبات إيمان هذا الفريق بأعماله الفنية الصريحة، بأن التفاعل المباشر مع الجمهور هو الحل الفعال الذى سيُقرِب الآراء الصحيحة ويواجه العيوب ويضع الأفكار فى نطاقها الصحيح، وأتمنى أن يستكمل مسيرته الفنية برؤية واقعية، وتلون موسيقى وتنوع فنى بنفس المستوى الذى بدأ به، بل وأعمق أيضا وأكثر تحديدا، لتحقيق المزيد من النجاح التغييرى ايجابيا فى المجتمع بالفن الذى يقدمه له.
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟