فضيل التهامي
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 01:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في الوقت الذي تحاول السلطة السياسية في المغرب ان تكرس رجوح كفة الاصلاح بكافة الوسائل المتاحة مداديا و ايدولوجيا ، و نقض الاطروحة المناقضة (اطروحة الجمود السياسي ) ، وذلك من خلال اظهارها مؤشرات الانفتاح السياسي كالتعددية الحزبية و السياسية ، و حرية الرأي و التفكير الى حد ما ، عكس مجموعة من الدول المغاربية و العربية التي عرفت ما سمي بالربيع العربي . هذه الحرية ( حرية الرأي و التفكير ) التي اطرها دستورالمملكة المغربية لسنة 2011 من خلال الفصلين التالين :
الفصل 25 الذي ينص على : " حرية الفكر و الرأي و التعبير مكفولة بكل اشكالها .
حرية الابداع و النشر و العرض في مجالات الادب و الفن و البحث العلمي و التقني مضمونة ."
الفصل 28 ينص على : " حرية الصحافة مضمونة ، و لا يمكن تقييدها بأي شكل من اشكال الرقابة ..." و للجميع الحق في التعبير و نشر الاخبار و الافكار و الاراء ، ومن غير قيد..."
من خلال هذين الفصلين يتضح ان هناك تناقضا صارخا بين ما ينص علية الدستور المغربي وما يقع في الواقع المهني لمهنة الصحافة في المغرب ، فبعد ان عشنا فصول محاكمة الصحفي رشيد نيني صاحب العمود المعروف في جريدة المساء الذي تم اعتقاله بتهمة المس بالمقدسات ، يتكرر نفس السيناريو مع الصحفي علي انوزلا مدير موقع لكم الاخباري ، الذي عرف بانتقاداته اللاذعة للسلطة ، و تفجيره الاعلامي لقضية الاسباني دانيال مغتصب الاطفال . هذا القلم المزعج للسلطة في المغرب تم تلفيق له تهمة التحريض على الارهاب بعدما نشر رابط فيديو لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي حمل اسم المغرب مملكة الفساد و الاستبداد ، يهدد فيه التنظيم المغرب ، و يوجه دعوة الى الشباب المغربي للجهاد بدل ركوب قوارب الموت حسب تعبير التنظيم الارهابي.
فهذا كان كافيا لتوجه الضابطة القضائية الى منزل الصحفي و اعتقاله ، و حجز حواسب من مقر الجريدة . فما وقع اذن ضرب عرض الحائض بأعلى قانون في البلاد و هو الدستور ، الذي ينص في الفصلين المذكورين اعلاه على حرية النشر و الفكر ، وضمان حرية الصحافة ، فالصحفي علي انوزلا لم يقم سوى بنشر الرابط الفيديو ، كما نشرته صحف دولية اخرى كاباييس الاسبانية و غيرها . فلماذا تم اعتقاله اذا ؟ لم يعتقل السيد على انوزلا لأنه ارهابي ، او حرض عليه ، رغم انه ليس من المستبعد ان يحاكم بقانون الارهاب ، ولم يعتقل لأنه ضد النظام الملكي رغم كتاباته المنتقدة للقصر ، و لم يعتقل لأنه ضد الوحدة الترابية للمملكة ، رغم كتاباته التي تقول انه مع الحل الديمقراطي للقضية الترابية ، اعتقل لأنه قلم حر في وطن قلت فيه الاقلام الحرة ، وقلت الاقلام الغير المأجورة ، اعتقل لأنه يمارس مهنة الصحافة ...
#فضيل_التهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟