أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - خلف الأقنعة















المزيد.....

خلف الأقنعة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسرح الوهم وعالم الأرباح الأسطورية

تتلطى الدبلوماسية الأميركية خلف مفاهيم تحمل مضامين إنسانية وهي من هذا براء. وقد استنفر الرئيس اوباما العديد من الكتاب والمثقفين ممن يناهضون فكرة العدوان على سوريا بدوافع إنسانية مفضوحة . فلا يقبع خلف الحرب قيمة إنسانية لأنها دعوة للقتل والتدمير. وممن هبوا يعرون الأهداف الشريرة المخفية تحت أقنعة الميديا الأميركية دكتور مارك بروزنسكي ، محرر الموقع الإليكتروني (ميدل إيست. أورغ) . وكم ينطوي مثقف مثل مارك بروزنسكي يعمل ضمن الظروف الأميركية على طاقة معنوية هائلة كفيلة بقهر مغريات رشوات رأس المال المقتطعة من أرباحه الأسطوريةا من تجارة الموت والدمار، وقادرة على فضح عمليات شراء ذمم إعلاميين كثر وتسخيرهم في الدعاية للحروب. يكشف الدكتور مارك بروزنسكي عما يقبع خلف دعاية التحريض على ضرب سوريا ، فيعري لوبي الصهيونية المرتبطة بالتجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة، فيقول:
"لنتناول على سبيل المثال برنامج يوم الأحد في فضائية إن بي سي " واجه الصحافة". اجرى يوم 15 أيلول حوارا حول الرئيس أوباما وسوريا ؛ فمن هم الضيوف الأربعة المشاركون في البرنامج؟ ليس منهم أحدا من الشرق الأوسط ، أو حتى له علاقة بسوريا.
"ضيوف الحوار ثلاثة اميركيين يهود مرتبطين بإسرائيل وبالمنظمات الصهيونية ، وجميعهم اصدقاء لبعضهم البعض ، بحكم عملهم المديد بالصحافة وفي المنظمات الاجتماعية ذات الجذور الصهيونية العميقة، ويتسلمون منها الشيكات الجزيلة العطاء .اما رابعهم فينتمي لنفس وجهات النظر ونفس الصداقات. هو أيضا منذ زمن ينشر في نفس المطبوعات ويتصل بنفس المنظمات ، وصلته وثيقة بحكومة الولايات المتحدة تخللتها منح وزمالات ووظائف.
يفسر بروزنسكي تشكيلة المشاركين في البرنامج ويخترق القناع: "على رأس المدعوين لبرنامج ’واجه الصحافة‘ هذه الأيام مؤسسات كبرى تشكل التجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة . وبذا تحول البرنامج ، ومعظم برامج شبكات الكابل والأخبار المماثلة إلى إعلانات للصناعة العسكرية وإلى دعاية مقنعة لمختلف المطبوعات وجماعات الضغط ممن يدفعون ل ’الصحفيين‘ الذين يأتمرون بأوامرهم ويروجون مقالاتهم".
لوبي إسرائيل في الولايات المتحدة قوة سياسية مقررة ؛ لكنها غير منتخبة. هي عامل حاسم التأثير في سياسات الولايات المتحدة ، لاسيما الخارجية. واللوبي لا يقتصر على إيباك ومنظماته العديدة المتفرعة داخل الولايات المتحدة، بل يشمل أيضا الميديا الكبرى تواصل تضليل المتلقي الأميركي من خلال نقل الأخبار المزورة والتحليلات المضللة بواسطة أولئك الذين تستضيفهم على شبكاتها واسعة الانتشار وبرامجها الإخبارية.
واستفزت الدعاية الرائجة للحرب ضد سوريا الكاتب دوغلاس فالينتاين، مؤلف خمسة كتب منها برنامج فونيكس، هب يلملم وقائع الحروب الأميركية وحقيقة محفزاتها وأساليبها الوحشية المنافية لأبسط قيم الإنسانية. يتبين الكاتب دوغلاس فالينتاين، عن إنسان ينطوي على نفاذ صبر ساخط حيال مغامرات اميركا الحربية، ويقول كفى حروبا ، كفى توحشا:
وبرنامج فونيكس يرتبط بالحرب الفيتنامية التي استخدمت فيها أسلحة كيماوية وبيولوجية واسلحة تقليدية ذات تدمير شامل. ويقول فالينتاين : ما إن أعلن عن استخدام الكيميائي بسوريا حتى اعلن العديدون في اليسار الليبرالي الأميركي انضمامهم إلى حملة اوباما للتحريض على ضرب سوريا. قال توم هايدين، أحد هؤلاء في مجلة ذي نيشن " ربما تكون جيدة فكرة إسقاط النظام السوري". سبق للسي آي إيه أن قدمت مبررات الحروب العدوانية الأميركية. وما مؤامرة خليج تونكين سوى مثال. ونتيجة للخبرة الطويلة في الحروب السرية لا تترك الوكالة بصمات عند الضحية تراها العين العابرة. دبرت الوكالة هجوما على سفن حربية اميركية مرابطة في خليج تونكين بفيتنام الجنوبية، اتخذها الرئيس جونسون في اواخر ستينات القرن الماضي ذريعة لشن العدوان العسكري على فيتنام الشمالية ومن ثم تصعيد وتوسيع نطاق الحرب في فيتنام ؛ ثم تكشفت أصابع السي آي إيه في حادث خليج تونكين.

يواصل الكاتب ، وفي حالة سوريا استخدمت السي آي إيه معلومة مطبوخة في مطابخ إسرائيل ، الأمر الذي حمل البعض على الشك في المعلومة. ولدى الوكالة التجسسية الأميركية خبرة واسعة في هذا المضمار ـ سخرت المراسلين الصحفيين والمخبرين والمنسحبين من الأحزاب والحركات المناهضة في عملياتها. وفي مذكرات انثوني هيربرت التي نشرها بعنوان "جندي" اورد كيف قدم تقريرا عام 1965،إلى مجموعة العمليات العسكرية المشتركة في سايغون، فطلب منه الانخراط في برنامج سري للحرب النفسية. وفي ذلك يقول " ما أرادوه مني رعاية فرق تنفيذ عمليات قامت بتصفية اسر بأكملها ثم تمويه الجريمة بحيث تبدو من عمل ثوار الفييتكونغ. اما الغاية فهي إظهار الفيتناميين يقتلون قييتناميين ، وبذا ينحاز القرويون إلى جانبنا طلبا للحماية.

الا يجري حاليا تكرار السيناريو في سوريا ومن قبلها في العراق ولبنان ومن بعدها في مصر؟لدى الاستخبارات الأميركية خبرة مكثفة في إثارة الفتن الداخلية وإشغال المجتمعات بقضايا ثانوية أو مختلقة، كي تتلهى عن قضية التحرر والتقدم
وفي أماكن أخرى قام مبعوثو الوكالة بدور المحرض على العنف المتبادل ، كما هو جار في سوريا. مثال ذلك في عام 1964، عمل ضابط السي آي إيه، نيلسون بريكهام ،في فرع العلاقات السوفييتية- الصينية ، حيث روج دعاية سوداء بهدف إحداث شرخ بين الصين والاتحاد السوفييتي. وفي قلب الدعاية السوداء إرسال وحدات تستخدم طرائق ويافطات خاصة بالسوفييت. كما جندت ديبلوماسيين صينيين أعتقدوا انهم يعملون مع السوقييت وسخرت هؤلاء لاقتراف جرائم داخل الصين.
ابتكر الضابط بريكهام عام 1967برنامج فونيكس في فيتنام الجنوبية . واستطاع رئيس عمليات البرنامج ، كولونيل ثوماس ماكغريفي ، عام 1970 تجنيد عميل تسلل داخل صفوف القيادة المركزية لثوار فييتنام الجنوبية، وكان نائب مدير مالية الحركة . ولدى توجه المدير في إجازة يخبر العميل القائد الأميركي كي يشن حملة دعاية سوداء ضد مدير المالية بانه هرب ومعه اموال الحركة.
واقترفت السي آي إيه جريمة بقر بطون النساء الكاثوليكيات وقتل الكهنة ووضع عيدان بامبو في آذان الأطفال كي لا يسمعوا كلمات الرب، بادعاء ان كل ذلك حدث على أيدي الشيوعيين. ووجدها الصحفي جوزيف ألسوب المتعاون مع الوكالة مادة ملائمة لقصة صحفية حول جرائم يعزيها للشيوعيين.

وكشف جيفري كلير، المحرر في كاونتر بانش ومؤلف كتاب أوباما وسياسات الوهم ،النقاب عن الجرا ئم البشعة التي اقترفتها القوات الأميركية في حربي الخليج الثانية والثالثة ، حرب غزو العراق واحتلاله. وهذا يبين حقيقة الغيرة الإنسانية لديبلوماسية الولايات المتحدة على أطفال سوريا. والعراق منذور للتدمير منذ انتهاء الحرب الباردة بتحطم الاتحاد السوفييتي، وبروز برنامج القرن الأميركي الجديد للهيمنة العولمية. فقد كشف الجنرال المتقاعد ، ليزلي كلارك، القائد الأعلى لقوات الأطلسي في اوروبا سابقا، عن تداول فريق من أنصار القرن الأميركي الجديد عام 1991فكرة احتلال العراق والإطاحة بحكومته مع ست دول أخرى في المنطقة. اظهر الفريق امتعاضه من جورج بوش الأب ، إذ لم يجهز على حكم صدام . واصر الفريق الملتف حول نائب الرئيس بوش الابن ، ديك تشيني، على ربط العراق في تفجيرات أيلول 2001، تمهيدا لغزوه وتحطيم دولته.
علاوة على جريمة الغزو وما رافقها من جرائم حرب خلف قصف العراق بصواريخ كروز وقذائف الطائرات تركة من مواد الموت بالجملة ، اطنان من مخلفات القنابل تحمل بقايا مشحونة باليورانيوم المخضب. وهذه القذائف معدة من معدن ثقيل يخترق الدروع والملاجئ والمخازن تحت الأرضية بقوة هائلة. وأطلق اطباء العراق على هذه المخلفات اسم لوكيميا الموت الأبيض. ومنذ العام 1990، حين جرت حرب الخليج الثانية لإخراج العراق من الكويت،تضاعفت نسبة الإصابة بالمرض 600 بالمائة. ويقول الدكتور عوميد مبارك وزير الصحة في العراق " لدينا البرهان من تحاليل التربة والهواء على بقايا اليورانيوم المخضب. وهذا يدحض ادعاء الأميركان بأن السرطان مبعثه عوامل أخرى. .
وصرح الدكتور جواد العلي ، عالم الأمراض وعضو الجمعية الملكية البريطانية للأطباء أن " غبار الصحراء يحمل الموت، وتشير أبحاثنا إلى أن أن اكثر من أربعين بالمائة من سكان منطقة البصرة سوف يصابون بمرض السرطان. فنحن نعيش هيروشيما ثانية"
ومعظم المصابين بالمرض هم مدنيون والعديد منهم أطفال. ورفضت لجنة العقوبات العراقية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة طلب العراق المتكرر إمداده بالمعدات والأدوية. رفضت اللجنة تزويد العراق حتى بالمورفين المخفف للألم. ولذا يعالجون بالأسبرين مرضى السرطان في مشافي البصرة المزدحمة بالحالات المرضية. وبالنتيجة يموت يوميا 180 طفلا كل يوم.
والقيت القنابل المصنوعة من اليورانيوم المخطب على صربيا عام 1996، حيث ترتفع في سيراييفو نسبة المصابين باللوكيميا وأصيب بالمرض أيضا جنود يتبعون دول غربي اوروبا والولايات المتحدة ، وكذلك من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، ممن عملوا في تلك المنطقة. وتوفي ثمانية جنود إيطاليين بسبب مرض اللكوكيميا.وهذا ما ينقض الدعاية الأميركية التي تعزي الأمراض لعوامل اخرى.
تنكر الدعاية الأميركية موضوعة اليورانيوم المخطب وتدعي انها مؤامرة يحيكها جماعات السلام وانصار البيئةا والدعايات العراقية. ورفضت وزارة الدفاع الأميركية إجراء الفحوصات على جنودها الذين خدموا في الخليج والبلقان؛ كما رفضت طلب حلفاء الولايات المتحدة في حلف الناتو أن تفصح اعن الخواص المعدنية والكيميائية لذ خيرتها المستعملة في الحرب.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهانة بالعقل إفراز التعالي والعنصرية
- ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين
- لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء
- العالم يدرك سجل الحروب العدوانية للولايات المتحدة الأميركية
- اضطراد التوحش الامبريالي
- عدوان قادم ام تغطية على عدوان جار على قدم وساق؟
- طقوس التحولات
- الأجواء ملوثة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
- اختراق اللحم الفلسطيني
- جبهة ثقافية عربية من اجل العدالة في فلسطين
- كيف اقتحم التكفير الثقافة العربية -الإسلامية
- كيري يسوق مشروع نتنياهو للسلام الاقتصادي
- اليسار العربي وفلسطين
- للتخلف انكساراته وللتقدم انتصاراته
- تبادل الأراضي يعني شرعنةممارسات إسرائيل
- جدار من حقول ألغام
- مصائد مغفلين في ميادين النضال الفلسطيني
- لا انتفاضة ولا عسكرة بل حركة شعبية مستمرة ومتنامية
- رفض قاطع لأجندة تمكين الاحتلال والمحاور لمتسقة معها
- لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - خلف الأقنعة