عاصم غبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 02:16
المحور:
الادب والفن
تراجيديات تلد أخرى
ثمة رسامون يلدون من رحم الفجيعة ,وينمون معها بخط متواز,لكن دون أن تجرفهم خطاهم نحو اللاشيء, ناصر سماري أحدهم دون ريب .هذا الرسام البصري حط تتصق اعماله بمشروعا جمالياً واقتراحات لقيم مضادة لما ألفناه من تجريدات بدت بحكم التداول كما لو إنها تكرار لهذيانات لونية يريد منها منتجوها القفز الى الواجهة خلسة بعيداً عن عيون النقد.
هذا الرسام يوسع مديات الثقة بفضل الأختلاف , وأن أشتغالهُ في الخفاء منحهُ فرصة العثور على منافذ ادائية تسمح له بالإصغاء جيداً لما تقترحهُ الذات من أطروحات تعبيرية لاهية في مددها الوجداني دون ان تلقي به في تزينية مدمرة إو استعراضية أكاديمية لا طائل من ورائها,او تجريدية ملفقة لا هوية لها,وبلا جذر عاطفي .
ربما يكون سماري من جيل حمل معه حزمة ضوء في فضاء اليأس بعد أن علا إيقاع الخراب ,توازياً مع طبول التنازع الطائفي وبدا انه مع مصباحه الديوجيني أكثر تشوقاً لإكتشاف حضارتهِ الشخصية مجدداً.
وبصدد تجريداتهِ فهي عصية على التفسير,إلاّ إذ نظرنا لها من وجهة النفي المتواصل للمعنى الذي يلحق ضرراً بغنائية الرؤية ,والإنفتاح على أسرار ألرسم ومفاتنه.
انهُ مجُيد بالإنفراد بالسطح التصويري الذي يتحول معه إلى معادل موضوعي لتطمين حاجات تبدو للمرة الأولى ذات مرجعية ذاتية حرة ترى ما يحيق بالواقع وتدونه بلغة الإيماء دون الأبلاغ,لهذا ليس بحاجة للاستخذاء إزاء وصايا من نوع ما.
وعنده أن المدد التخيلي يوصل فيوضه دون انقطاع,وغالبا ما يذهب به إلى فنتازيا تنغلق تارة , وتنفتح في أخرى تبعاً للحظة التخاطب مع جغرافية السطح التصويري,ويحدث أن يصيب أهدافهِ دون ارتباك ,انه رسام لا تخذله أنامله,وذهنه,ويسيرا به إلى نمط من التدوين لتداعيات تنحت مسارها الأدائي وتجدد نفسها بنفسها,إزاء ذلك ثمة جدل يغويه لابتكار زوايا نظر لما يرى من تراجيديات,وينجح في تأثيث مسرحها الافتراضي,فيما أشباحه ينذرون بخراب وشيك.
بقلم الدكتور عاصم عبد الامير
#عاصم_غبد_الامير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟