أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - ليسَ - مِنْ مَسَدْ - !















المزيد.....

ليسَ - مِنْ مَسَدْ - !


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 21:45
المحور: الادب والفن
    




تَرَجّلْ .. !
فالنسيانُ دابّـةٌٌ حَـرونْ ،
تَرَجّلْ ! فمـا أَنتَ بالأوَّلِ ولا الأخيـر .. !
كانَ / النسيانُ / بَغـلاً ! لَـه عليكَ فضلٌ ... وفَّـرَ لَكَ ، بعـدَ عقـودٍ ، فرصَةَ الإطلال على ذاكرتِكَ والإستمتاعِ بأعادةِ صيـاغَةِ ، وتشكيلِ ، وتَلوينِ ، ومُساءَلَةِ ، وإستكشافِ ما مَررَتَ بـه – دونَ حُـزنٍ أو نَـدَمٍ – من أجلِ الفَـوزِ بمعرفِـةٍ تَمتَـدُّ لجِـذورِ الأشياءِ ... لإستنباطِ الثابِتِ ، الكامِنِ تحتَ قِشرَةِ اليوميِّ ، بهَدَفِ جَلْوِهِ من غُبـارِ العابِرِ ...
فَقَـدْ أَورَقتِ المُفرداتُ والمعانِـي .. تَعَتَّقَتِ المَشاعِرُ ، رَحُبَتِ الظِـلالُ وغــدا النَـصُّ
قانِـيَ الحُمـرةِ .. يَستَفِزُّ ، يَتَحَرَّشُ بـ " ثَـورَ " الكتابَـةِ المجيـدِ ! عَـلَّ الذِكـرى تُضـيءُ دَربَ المعنـى فـي غَبَشِ الكلمـاتِ ، وفِـي غَسَقِ العُمـرِ .. فالحَنينُ لَمّـا يَزَلْ صغيراً ، مـا شِبَّ عنْ "غِمـده " بَعـدُ ! يُمسِكُ بنياطِ النسيان ، يكـادُ يُقطّعهـا .. ..
تَرَجَّلْ ، إبحثْ عن لُغَةٌ تَرفِسُ لحظةَ الخطابةِ والشعار ، تكونُ واحَـةً للتأمُّلِ ..
................................
................................

عقُـودٌ مرَّتْ سِراعاً .. تَغَيَّرَتْ أشياءٌ وأَشياء ، لكنَّ ذلكَ الحبل أمسى متيناً ... ستُضيفه إلى ما تعلّمتـه في مجـرى العيش : .." شيئان تزدادُ قيمتهما ، يغـدوانِ أَطعَمَ ، إنْ تَعَتَّقَا ، النبيذ والجبنة " وستُضيفُ لهما ، من عندكَ ، ذلك الحبلُ ، الـذي يشدُّكَ إلى مَنْبَتِك الأوّل ، الذي لَـمْ تَخْتَره !!

عَلَّمَكَ " الجَبَلُ " ، وقبلَـه المُعْتَقَلُ ، مـا دونـه كل شيء ، فِقـهَ الحُـريَّـةِ .. ! تـَعَلّمتَ كيفَ تَصنَع حبـلاً سِريّاً " ليسَ من مَسَدْ " معَ أَرضِ البِدايـاتِ ، أرضِ الحروفِ الأولـى ، والحبِّ الأوَّلِ ، والرعشَةِ الأولى ... والـ"كَفِّ" الأولـى ، التي تلَقّيَْتَهـا على وَجهِكَ ... تُحِسُّها بعدَ أكثر من خَمسين عاماً ، فَتَمُـدَّ يَدَكَ – لا شُعوريَّـاً – تَحُكّ مكـانَ الصفعَـةِ ، كأنهــا حَدَثَتْ تَـوَّاً .. وما زالَ أَثَرُهـا حـارّاً .. !

فَـوقَ حَجـرِ النِسيانِ ، سَتَصقِلُ الذِكـرى وتَشحَذُ شَفيرَِهـا ، حيثُ مُمكنة تَغدو الكتابَـةُ
عمَـا تَخَمَّرَ في جُنُبـاتِ اللاوعيِ .. ولَمْ يَتَغَيَّرْ بِفِعلِ عادِيـاتِ الزمـانِ .. فأضحَى ملجأً يُبَدِّدُ مرارةَ الحيـاةِ .. ويَصيـرُ حُلمـاً ، تَغـدو الحيـاةُ منْ أجلـهِ مُبَرَّرَةً ، فالعَيشُ يقتَضَي بقـاءَ الحُلُمِ .. فأِنْْ تَحَقَّق " أَخْفَقَ " !

مفتوحـاً ، طرِيَّـاً ظلَّ جُرحُ الذكـرى .. في عـالَمٍ ظَنينِ السعادة ، كريم الشقاء .. !

................................
................................


خيـاراتٌ وجوديَّـةٌ كثيرةٌ ، أَهملتَهـا ، كـي تُرضِــعِ ذاكـرتكَ البَصَريَّـةِ والحسيَّةِ ..
حتى راحَتْ تُحضِـرُ لكَ روائـحَ وعطـورٍ ، يَقْشَعِرُّ لهـا زَغَبُ " العِجْمَةِ " ، وَتُقَدِّمُ
لَكَ أَطباقَـاً من المباهِـجِ الصغيـرَةِ ، من قَبيلِ ..
" أَنَّ حُـبَّ الوطَـنِ لا يحتَـــاجُ إلــى وسـيطٍ ، أَيَّـاً كانَ ! كمـا العلاقـةَ بالرب ، لا تحتـاجُ إلـى وسيطٍ ! "

ما زالَت الحَيرةُ تَنهَشُكَ ، إنْ بالحُبِّ فاضَ قلبُكَ ، فهـو أَصغرُ من قلبِ لاعبِ كُرةٍ ، لكنَّه أكبَرُ ، قَطعـاً ، من قلبِ مُستبِدٍّ ! خِلافَاً لآخريـن إستوطنَ العاقول قُلوبهـم ..
تروحُ تُغمِضُ عينيكَ فتستخرجُ وطناً آخـرَ ، غيرَ هـذا الخراب ..
ستظلُّ حارِسَ الشرَرِ في الأحلام .. فقد تنسىِ الشرارةُ نفسها ، وتَتقـادم فتنتهي إلى ومضَةٍ خجـولةٍ .. لذلكَ ستتسرَقُ ، من بابٍ موارَبٍ لَفحَةَ النُجيمـاتِ ، من مستورِ
سَهرَتهـا ، فَلَرُبّمـا شاءَتْ مساءاتُ المنافي أنْ تَتَدفَّـأ بالذكـرى فقط .. حَدَّ التمادي ...!
................................

* أَنكونُ فَقَدنـا الأوطانَ لأنَّ القطيـعَ تاه عنّـا ، فلَمْ نَعُـدْ نُصـابُ بالحنينِ إلى جحيمهـا .. ؟!
أَلذلكَ صَبرَتْ علينـا المنافـي ولم تأبه ، عندما يفيضُ بنا الحنين فـي برونـز الصمت .. بشُرُفاتٍ هَجَرَهـا الحَمَـامُ وأَخَـذَ هَديلَـه معـه ... فنَظلَّ نرنو لنجـوم
ليلٍ عتيـق ؟!

ماذا جَنَيتَ حينَ أضرَمتَ المـاءَ في الصمتِ ، والصمتَ في الكلام ؟!
ماذا جَنيتَ تبحثُ ، مثلَ قردٍ ، على صفحة المـاء عن شخصٍ آخرَ سواك ؟!
لمـاذا تسألُ الرياحَ عن أُمِّهـا والموجَ عن أبيه ؟!

* عَتَبي على مَنْ وَرَّطَني بالمفردةِ ونَسِيَ أنْ يُوصيهـا كي تَرفِقَ بِـيَ !
كانَ يقولُ لِي ، وكنتُ صغيراً لايفقه المعنى سوى الحِفظ ، آفَـةُ الفيلِ عاجُـه ،
وآفَـةُ البئرِ دَلـوُه .. وآفَـةُ الشِعرِ النَظمُ والجَرَسُ .. !

بأزميلٍ من صوتِ حَنجرَتِه العريضةِ حَفَرَ في صخرَةِ ذاكرتي الفَتِيَّةِ ، بيتاً من الشِعرِ، قاله مُنبِّهـاً إيايَ يومَ حمَلتُ صينيةَ الشاي إلى غرفةِ الضيوف وشَرَعتُ
أُقدِّم الكؤوسَ ، دونَ دِرايَةٍ ، إبتداءاً من أَقربِ شخصٍ إلى الباب ..
"مَنَعتِ الكاسْ عنَّـا أُمَّ عَـوفٍ ، وكانَ الكاسْ مَجـراهُ اليَمينَا "

......................................
......................................


نَـمْ قَريرَ العينِ .. ! فَصغيرُكَ صـارَ شيخاً .. لَمْ يُشفَ من ظَمَئه .. ولَمْ يُغـادر بُستانَ الحَرْفِ ، ما فتِىءَ يصطادُ شُهُبَ المعنى وظلالهـا .. لَمَّـا يَزَلْ على تِلكَ الدرب ، التي سَلَكها ، أَبونـا الأوَّل مسكوناً بشَغَفِ إنبلاجِ المعنى .. لَمْ يُرهِبه التابـو ، ولا الوعيـد ، ولا حتى الخروجُ من الجنّـة .. !



#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاءً لذاكرتي ..
- .. بَعْضِيَ والليل
- ذاتَ وَخْمَة(1)
- رُحماك
- شَذَراتٌ حائرة
- ماذا فعَلتَ ، أَيّها الإسقريوطي ..؟!
- سعدون - والي الحَرَمْ -!
- يا ظِلّها
- يوغا 2
- الذيب
- زُخرُفْ
- فِخاخُ الصِغار..
- شَبَهُ المُختَلِف ..
- فُسحَةٌ للتأمُّل (2)
- فُسحَةٌ للتأمُّل
- افتراضات
- هي دورةُ الأشياء ..
- مَقاصيرُ نُصوصٍ
- أَحزانُ المَطَرْ
- غوغاء!


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - ليسَ - مِنْ مَسَدْ - !