احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 20:25
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة جداً
ماوراء البصقة !!..
بقلم/أحمد الحمد المندلاوي
**أُحضر رجلٌ كهل عليه مسحة من الهيبة الى قاعة المحكمة ..فخاطبه الحاكم بكبرياء واهية:
- إرفعْ رأسَك أيها المجرم.
رفع المتهمُ رأسه بهدوء و هيبة ..صاحَ به:
- ألا تعرفُني؟
المتهم:رمقه بنظرةٍ ملؤها اشمئزازٌ و استهزاءٌ بهذا الفأر المنتفخ و الجاهل.أخذ يتكلم ببطء متواصل من شدّة ما عاناه من صنوف التعذيب النفسي و الجسدي:
- نعم،أعرفك جيداً ..
القاعةُ في صمتٍ رهيبٍ؛و الحاكم ينتظر تكملة كلامه،فاغراً فاه..
- أجل..كنتَ لديَّ طالباً مهملاً..مشاكساً..قذراً،و بصقتُ في وجهِكَ ذاتَ يومٍ لأنّك أخطأتَ خطأً فظيعاً في إعراب كلمة (الحقّ) في جملة (جاءَ الحقُّ..) فقلتَ (الحقُّ مفعول به)!!..
غضب الحاكم لدى سماعه هذا السرد المؤلم المهين؛و ارتعدت فرائسه،وهو متربع وسط حاكمينِ آخرينِ معه في الهيئة،فتغيّرتْ ألوان وجهه من الحمرة الداكنة الى الصفرة الباهتة،أمسكَ قلمه ضاغطاً عليه في كتابة جملة على الملف الذي أمامه..و صرخ بهستيريا عجيبة كدينصورٍ غاضبٍ:
- نعم..(الحقُّ) مازال مفعولاً به.. إغلقوا الملف..(الحكم: إعدام شنقاً حتى الموت ) إنتهت الجلسة!!..
احمد الحمد المندلاوي
بغداد_ 3/12/2012م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟