أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - سقوط خلافة مرسي















المزيد.....

سقوط خلافة مرسي


حمزة الكرعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يريد ان يتحدث الانسان عن الشأن المصري ، وخصوصا ثورته العملاقة المذهلة التي أسقطت نظام مبارك ، عليه ان ينقل وبحيادية ماجرى في مصر من حراك شعبي ، وينقل قناعة شعب مصر العظيم .
الثورة المصرية ضد نظام مبارك كانت مذهلة للعالم أجمع ، وكانت صفعة في وجه المشروع الامريكي في المنطقة ، مما أربك كل حسابات الغرب في المنطقة العربية ، تحرك الغرب وخصوصا الامريكان لقيادة ثورة مضادة لسرقة ثورة الشعب المصري ، لكن مصر اكبر مما يحاك لها .
ننقل قناعة الشعب المصري بطريقة غير مسيسة ، ولكل شعب ظروفه الخاصة ، وهناك من الناس للاسف ينفخ بظاهرة الاخوان المسلمين في مصر وهو لايعلم مابداخل مصر ، ويحشر نفسه بطريقة فضولية او مسيسة او تدفعه طائفيته أو يقع ضحية للاعلام المخادع .
الاخوان في مصر مجرد فقاعة ، ولاقيمة لهم شأنهم شأن كل حركات الاسلام السياسي الذي صنع في الغرب ، كل حركات الاسلام السياسي المتخلف التي قدمتها قوى دولية لتخريب الاوطان ، وحل الجيوش العربية على الطريقة العراقية ، ليتمكنوا من البلد المطلوب تقسيمة ، وبالتالي تسيطر عليه مليشيات القتل ، للتتفرغ شركات الغرب لنهب ثرواته كالعراق .
لايوجد في مصر حزب أو حركة أكثر كراهية من الاخوان ، وعندما نتأمل ونتعرف طبيعة المجتمع المصري نجده لايتحمل خيار ( الدين ) ، والاخوان يتصرفون وكأنهم الاسلام كله ، وكأن الله لم يخلق سواهم ، ويعتبرون أنفسهم أصحاب رسالة جديدة ، وأن الناس كفار ويجب معاقبتهم لاهدايتهم ، وان الرسول الجديد هو ( الامام مرسي ) حسب قول المرشد الذي خرج على العالم بخطاب غير معهود ( مرسي رضي الله عنه ) .
يظن الاخوان أنهم اولياء الله في الارض ، وهم أولياء على الشعب المصري ، ويريدون اقامة دولة الخلافة ( الاسلامية ) بالاستعانة بالبيت الابيض ، ويحكم الشعب المصري إما اندونيسي او حمساوي او شيشاني .
طوال حكم مبارك لم يستطع ان يفسد ما أفسده حكم الاحوان بقيادة الخليفة مرسي في سنة واحدة ، وقد إرتكب الاخوان جرائم بحق الابرياء في مصر ، هاجموا الكنائس والمثقفين ، وجاءوا بمشروع تهديم الحضارة المصرية التي هي ملك للبشرية ، تحت ذريعة ان الاهرامات تعبد من دون الله ، والهدف شطب تأريخ مصر .
الاخوان يحملون مشروع تهشيم الدولة المصرية ، وتفكيك الجيش المصري لصالح أطراف معلومة ، احدثوا إختلالات أمنية في مصر غير مسبوقة ، حتى ان المصرين لايخرخون بعد السابعة مساء بسبب وجود مليشيات الاخوان التي تقطع الطريق تقتل وتسلب ، هذا فضلا عن التدليس والكذب والدعارة .
حجم اللصوصية في زمن الاخوان لم يسجل في زمن أي نظام حكم مصر ، إنهارت العملة المصرية ، هذا ماقاله المصريون .
الاخوان لديهم مشروع تهشيم مصر وتحويلها الى إقطاعات كالتي في العراق ، او ليبيا او افغانستان ، وعندما علم شعب مصر العظيم نواياهم تصدى لهم ، وهم بالاساس فقدوا شعبيتهم بطريقة مذهلة ، ولايختلفون ولايقلون خطرا عن الاسلام السياسي الشيعي الذي هشم الدولة العراقية ، والسبب واضح جدا ، وهو ان المرجعيات الدينية الشرقية سنيها وشيعيها لاوطن لهم ، ويعتبرون العقيدة وطنهم ولذا نراهم يتخادمون مع الغريب ضد الوطن ، تنفيذا لاجندة خارجية تحمل مفاهيم ( دولة اللامواطنة او زحزحة مفهوم الدولة الوطنية ) .
المؤوسسات الدينية الشرقية سلبت حرية الاختيار من الناس ، وهم هاربون من حكم ( ديني ) يقتل على الهوية الى الغرب ليحصلوا على حريات كانت مقيدة ومصادرة ، وكل نظريات الاسلام السياسي اثبتت فشلها ، من نظرية الشورى ونظرية ولاية الفقيه ونظرية ولاية الحسبة ونظرية الخلافة السنية ونظرية أهل الحل والعقد وباقي النظريات ، لانها تريد ارجاع عقارب الساعة الى الوراء ، لتعيش الامة تجربة مضى عليها قرون من الزمن ، ولاتنظر لا للحاضر ولا للمستقبل ، وعقول القائمين على هذه النظريات لاتتعدى منع الخمور وفرض الحجاب ، حتى فر الناس من بلدانهم وأوطانهم ، ومن بقي ليس أمامه الا الذبح بالسيوف او مسدس كاتم صوت .
الثورة المصرية ضد نظام مبارك هشمت القشرة الرخوة للنظام القديم ، لكن النواة الصلبة للنظام بقيت وهم الاخوان المسلمين ، وجوهر أي نظام شمولي هو مشاريع شمولية متعلقة بفكر ضارب في التأريخ ، جوهر نظام مبارك هو نظام كلس فيه كل المرجعيات الشمولية التي أدارت مصر ، جوهره نظام الخلافة ، وكل الانظمة العربية في حقيقة الامر هي أنظمة خلفاء من دون خلافة ، فبعد أن تهشمت القشرة الرخوة لنظام مبارك ، إنكشفت النواة الصلبة على حقيقتها ، وخير ممثل للنظام القديم في مصر ونواته الصلبة هي جماعة الاخوان المسلمين في مصر .
منطقة الشرق الاوسط ( حتى ايران نفسها ) تتصرف الانظمة وكأنما لديها مشاريع إمبراطوريات ، في الوقت الذي لاتتحكم هذه الانظمة بالارض التي تقف عليها ، وهذا يشمل الاحزاب والحركات والافراد والحكام ورجال الدين ، كلهم في حقيقة الامر خلفاء مسمولي العين بالمعنى الرمزي ، لايمتلكون شيئا الا قمع الشعوب ، لايمتلكون خلافة يديرونها .
كل الحكام العرب الذين رحلوا او الذين مازالوا يحكمون ، كلهم بهذا الشكل ، لذا نرى ان الحكام العرب ثأروا من شعوبهم ، لانهم لايمتلكون القدرة على أن يمتلكوا خلافة ، وماتبقى من هذه الخلافة كتمظهرات هي الاحزاب المتعلقة بالتأريخ ، أحزاب المقابر ، أحزاب ثقافة المقبرة .
الاخوان في مصر ودولة ولي الفقيه الايراني وأحزاب بريطانية في العراق ( الدعوة والحكيم ) وكل الاحزاب الدينية الرثة ، وحتى الاحزاب التي إستترت تحت يافطة القومية وجوهرها ديني ، وكل فكر شمولي هو فكر ديني حتى وإن يدعي الاشتراكية والتقدمية ، والشعارات التي رفعتها الاحزاب ماهي الا شعارات مزيفة .
عندما تهشمت القشرة الرخوة لنظام مبارك ، مصر لم تدفع الثمن الباهض ، والاستقطاب لم يكن حادا بهذا الشكل الذي أحدثه الاخوان ، اثناء الثورة ضد مبارك ونظامه لم يكن الاستقطاب حادا على مستوى الشارع في مصر ، لان الثورة ضد مبارك لم تهشم النواة الصلبة للنظام ، وحصل الاستقطاب الحاد على مستوى الشارع ، ودفع المصريون ثمنا باهضا .
النواة الصلبة لنظام مبارك عبرت عن نفسها بواسطة حكم الاخوان ، والثورة الحقيقية في مصر هي ضد الاخوان الذين تدعمهم قوى دولية لالغاء تأريخ مصر ، وتهشيم مؤوسسات الدولة المصرية ، وتفكيك الجيش المصري لتحل محله ملشيات القتل على الطريقة العراقية ، والعنوان دولة الخلافة التي تهاجم الكنائس ، والمعلوم عن دولة الخلافة الاسلامية فيها وزراء ومستشارون من باقي الاديان ، فأي دولة خلافة تقتلهم اليوم وتريد تطهير المنطقة منهم ؟.
طوال سلسلة الحكام العرب كان الناس يتمنون الوصول الى شرعية دستورية ، ودستور دائم بدل المؤقت الذي يلغيه الحاكم في الصباح ويعيده في منامه ، إستيقظ الناس على شرعية دستورية هي في حقيقة الامر لكي لاتكون هناك اي شرعية دستورية ، وهي شرعية الغريب التي وضعها لهم ، وكانوا يحلمون بشرعية دستورية ، لكنهم بعد السطو على أحلامهم ، أصبحوا يفكرون بالخروج الى الشرعية الثورية ، وفعلا خرج الشعب المصري العظيم ، وواجه أدوات التخريب المتمثلة بحكم الاخوان ، إنعكس الامر بسبب الاحزاب الدينية التي وجدت في خدمة المصالح الغربية ، وتندار اينما اندارت المصالح الغريبة ، تفتي وتجاهد تحت راية الغرب ، الاحزاب الدينية التي قدمها الغريب المستعمر لتصفير هويتنا ودولنا وجعلنا أرقاما بدون هوية لاتصلح لهذا الزمن .
ايران تهاجم مصر لانها إنقلبت على ( شرعية ) مرسي والغرب كله هاجم مصر لنفس الغرض ، وبكى غلمان الاحتلالين في المنطقة الخضراء على ( شرعية ) مرسي ، حتى إنفضحت المنطقة كلها ، لان الطرف الذي كان مطلوبا بشكل ملح لشرعنة الصراع الطائفي الشاذ في المنطقة العربية هو في مصر ( حكم الاخوان ومرشدهم ) ومصر الاخونجية ومرشدهم الفقيه هو شرعنة لايران دولة ولي الفقيه ، ولهذا ايران بعد سقوط خلافة مرسي هي في حيص بيص لانها فقدت الطرف الاخر النقيض لشرعنتها كدولة دينية ، ويطيل امدها ، ويطيل أمد الصراع الطائفي الشاذ في المنطقة العربية ، الشعب المصري كسر المتوالية ( ولي فقيه شيعي وأخر سني ) هذا هو المطلوب في كل الصراع الشاذ في المنطقة ، دولتان كبيرتان هما مصر وايران أريد لهما تمثيل هذا الصراع عن طريق المرشدين فيهما .
الشعب المصري كسر المتوالية وبقي ولي الفقيه الايراني وحيدا ، وعادت مصر الى الدولة الوطنية ، تبحث عن حكم مدني ، وعن دولة وطنية تكسر المتوالية التي سعى اليها الغريب في منطقتنا العربية ، بالاشتراك مع اطراف اقليمية ومحلية ، مرشد سني واخر شيعي ، هذه السلسلة التي تخلق صراعا شاذا وغير طبيعي يشرع للابادات الجماعية ولالغاء التأريخ .
نعم هناك أخطاء وصفقات لكن المهم ان شعب مصر العظيم خرج وكسر المتوالية التي تجعل المرشد في مصر يشرعن للمرشد الاخر في ايران لجر المنطقة الى حروب لاتنتهي .



#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يسير بإتجاه المجهول
- ( الجهاد الانتقائي )
- المخرج والديكور
- الخيول الاسلامية
- هيبة الجيش
- تجريح وتهشيم الهوية الوطنية العراقية


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الكرعاوي - سقوط خلافة مرسي