أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - البترودولار والحروب الأمريكية














المزيد.....

البترودولار والحروب الأمريكية


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 18:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الحروب الدولية هي غالبا من باب الإقتصاد .
من المعلوم أن أمريكا مولت حربها في فيتنام جزئيا بطباعة نقود ورقية فوق الحد الأعلى المسموح به دوليا.مخالفة بهذا اتفاقاتها الدولية وإثرر رفض الدول الأوروبية الخارجة حديثا من الحرب العالمية الثانية المساهم معها في تكاليف الحرب .

وهي بهذه الطريقة أجبرت أوروبا واليابان وكل الدول التابعة على المساهمة في تكاليف الحرب عن طريق حصولها من خلال التبادل على حصة من الأوراق النقدية بدون معادلها من الذهب. أي أن أمريكا اشترت سلعا من سوقها المحلي ومن السوق العالمي كما لو مجانا.
وكان توزيع الدولار خارج وداخل أمريكا حالة من شبه الحماية التي حالت دون سقوطه، وإن لم تحل دون هبوط قيمته الفعلية أمام السلع الأخرى،فقد هبطت قيمة الدولار منذ عام 1973م اربعين مرة منذ رفعت عنه الحماية الذهبية في ذلك العام وبعد أن سعت فرنسا لاستبدال احتياطياتها بالذهب بدلا من الدولار .
فقد لجأت فعلا لمزيد من الحماية للدولار من خلال تسعير وبيع النفط بالدولار في الأسواق العالمية . وهذا يعني أن حاجة الدول المستوردة للنفط للدولار لا تتوقف ، فهي تظل بحاجة للحصول على الدولار الأمريكي من إحتياطياتها بالدولار أومن السوق المالي الأمريكي، وخاصة أنها فرضت على الدول النفطية التابعة لها بأن ترصد الدولار في الخزائن الأمريكية: كإيداعات في البنوك أو شراء أسهم وسندات من السوق الأمريكي . مما نتج عنه شيئين
الأول : وجوب ترصيد إحتياطي ضخم من الدولار وهذا يعني سحب كميات هائلة من الدولار الموزع في السوق وتجميده مؤقتا من التداول.
والثاني : تظل الدول مشدودة إلى الولايات المتحدة للحصول على الدولار لشراء النفط بل للحصول على كميات متزايدة من الدولار ارتباطا بتزايد حاجتها للنفط مما يقتضي التبادل التجاري معها وتوسيع هذا التبادل.
إن محاولات الخروج من عباءة الدولار الأمريكي تشكل ضربات جدية للإستقرار المالي والإقتصادي ،بل وحتى تشكل أزمة حقيقية لموازنة الدولة ولميزان المدفوعات الأمريكي كما تعكس نفسها على سوق تصريف البضائع الأمريكية في داخل السوق الأمريكي ومن خلال التصدير وهذا أمر لا يمكن إحتماله من قبل أية حكومة أمريكية . علما أن الحكومات الأمريكية لا تزال تلجأ إلى طباعة النقود الورقية فوق الحد الأعلى ودون التزام بالقابل الذهبي ،وذلك لتسديد جزء من عجوزات الموازنة وجزء من الديون الهائلة التي تتحمل عبئها خزينة الدولة (حوالي سبعة عشر ترليون دولار-16.4)أكثر من ثلثيها ديون خارجية للصين واليابان وبريطانيا ودول أخرى.
وكانت أمريكا على شفا هاوية الإفلاس في شباط 2013 م قبل أن يوافق الكونجرس على رفع سقف الدين العام .
إن تهديد وضعية الدولار تشكل تهديدا مباشرا للإستقرار النقدي الأمريكي وكذلك يشكل مساسا خطيرا باقتصاديات الدول الإمبريالية العالمية ويعمق أزماتها.علما أن أزمة الدولار وأزمة ميزان المدفوعات هي تعبيرات مكثفة عن أزماتى الإقتصارد الرأسمالير والنظام الإقتصادي الرأسمالي برمته .
وفي نفس الوقت يعمق شهيتها للحروب العدوانية حفاظا على مصالحها وعلى النظام الرأسمالي العالمي ونفوذه في العالم أجمع..
إن العدوان على العراق وليبيا والعدوان القائم حاليا على سوريا والتهديد بضرب إيران كل هذا يأتي في سياق خدمة مصالح الدول الإمبريالية بقيادة أمريكا وحفاظا على مصالح النظام الرأسمالي
وإذا كانت أمريكا في عهد نيكسون قد نجحت بحماية الدولار وحماية إقتصادها بإرغام دول الخليج ومن ثم دول اوبيك ومعظم الدول المصدرة للنفط باعتماد الدولار لبيع النفط و حفظ المخزون الزائد في الصناديق الأمريكية فإن بوش الأب وبعده الإبن وأوباما وجدوا احتلال الدول وقصفها وتدمير بنيتها التحتية وسيلة للحفاظ على مصالحها وقد تمكنت هذه المرة من تجنيد قوى محلية لتقوم بحروب بالوكالة ممولة من دول النفط بل أنها عندما تبادر للقصف والتدخل المباشر فإنها تدفع الدول النفطية الصنيعة للتبرع لها بتكاليف عملياتها الإجرامية . كما تدفعها لتمويل المرتزقة من كل شاكلة وطراز كما هو الحال الآن في سوريا.
وإذا تفاقمت الأمور لتصل إلى إيران فإنها ستصل كذلك إلى روسيا والصين ولا أدري بأية شكل.
إن الدول التي تفكر بالمساس بالدولار على طريق تحرير اقتصادها ، كاستبدال احتياطياتها بالذهب أو بيع نفطها ومنتوجاتها بالذهب إنما هي تخطو خطوات مجابهة مع النظام الرأسمالي تؤدي إلى إضعافه مما يستثير ردود الفعل الغاضبة .
إن الغرب الإستعماري قادر على اتباع سياسة حافة الهاوية علما انه حتى الآن لا يدفع ثمنا باهظا لهذه السياسة ، بل من المحتمل أن يربح قليلا أو كثيرا . والنظام الرأسمالي يدافع عن أواخر معاقله وهو في حالة إرتجاج موضوعيا رغم ضعف العوامل الذاتية للقوى المعادية لهذا النظام. فهو نظام آيل للزوال .
إن الحرب على سوريا هي حرب النظام الرأسمالي من أجل بقائه وهي تأتي فعلا في سياق حربه من أجل بقائه . وهو يجند الأعوان وخدم الإمبريالية وكل عملاء الدول الصنيعة بما في ذلك القوى الظلامية والرجعية والتيارات الدينية كلها كوحدة واحدة في خدمة معسكر الأعداء ..



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سوريا
- استكمالا للحوار مع المعلقين على صفحة حسام عرفات
- أين الثورة المصرية اليوم
- الجيش والإخوان في مواجهة الثورة
- المعارضة السورية والخيانة الوطنية
- جامعة الدول لربية
- شيخ تربية الناصرية وشيخ تربية الوهابية
- القرضاوي يسخّر إرادة الله
- شوفو شوفو إنكشاف الجواسيس
- رسالة خاصة للرفاق المصريين
- كي لا نقع أسرى تخيلاتنا
- خيارات أمريكا لضرب سوريا ولحية القرضاوي
- برقية مستعجلة للرفيق وليد المعلم
- طبول الحرب تدق على سوريا بتسارع
- سلام عليك يا سوريا وأنت تقاومي
- إجرام المعارضة السورية إلى هذه الدرجة
- الرفيق تيسير خالد واللجنة التنفيذية
- الجيش المصري يواصل تدمير وإغلاق الأنفاق بين قطاع غزة ومصر
- يضربون لبنان ويضربون خاصرة سوريا
- الرفيق الحبيب رباح مهنا


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - البترودولار والحروب الأمريكية