|
التحالف الذي أزاح حزب العمل النرويجي وحلفائه من السلطة
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 13:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد جرت الانتخابات البرلمانية النرويجية في أجواء ايجابية حيث خصص للتصويت يومي الأحد والاثنين المصادفين يوم 8 و 9 / 9 / 2013 وقد توجه عشرات الآلاف منهم وأدلوا بأصواتهم بشكل عادي وبممارسة ديمقراطية كما هو حال الانتخابات السابقة إلا أن ما ميز هذه الانتخابات عن سابقاتها فوز تحالف اليمين، وخاصة إذا ما عرفنا أن الدورتين السابقتين فاز فيهما حزب العمل وحلفائه حزب الوسط الفلاحي وحزب اليسار الاشتراكي فقلد كانت هناك توقعات ملموسة لخسارتهم وفوز حزب اليمين وحلفائه المتمثلين ب (FRP) حزب المستقبل وهذا الحزب ذو التوجهات اليمينية يقف بالضد من الجاليات الأجنبية التي تقيم في دولة النرويج منذ عشرات السنين تقريباً ولهم موقف من قضايا اللجوء وطلبات اللاجئين الجدد، وحزب يسار الوسط ( V ) وهو حزب قريب إلى اليمين منه إلى اليسار لأنه يتحالف معه دائماً، و الحزب المسيحي الذي كان في تحالف سابق مع اليمين وأصبح رئيس الحزب رئيساً للوزراء قبل ( 8 ) سنوات، التوقعات بفوز اليمين في الانتخابات كانت على قاعدة التخلخل في سياسية حزب اليسار الاشتراكي ( SV ) التي كانت رئيسته وزيرة للمالية وبسبب سياسة التشدد والتضييق ونظرية زيادة الرصيد الاحتياطي لخدمة الأجيال القادمة وضعف التوجه في الخدمات والصحة والتعليم فضلاً عن السياسة الضريبية، فلهذا خسر حزبها حوالي ( 16 ) مقعداً في البرلمان ليحصل على ( 7 ) مقاعد في هذه الدورة بينما كان في الدورة السابقة قد حصل على ( 23 ) مقعداً، ولأول مرة في تاريخ النرويج استطاع حزب المستقبل ( FRP ) الحصول على (29 ) مقعداً والوصول إلى الحكومة بتحالفه مع حزب اليمين وكانت الفرحة قد عقدت لسان رئيسته سيف ينسين ( Siv Jensen ) عندما أعلنت النتائج فقالت " Siv Jensen: Jeg tok et par slurker vin fø-;-r «morna, Jens»-talen لقد أخذت عدة رشفات من النبيذ للمتعة " وتشفياً برئيس الوزراء السابق. إن التحالف اليميني الذي فاز في الانتخابات البرلمانية في النرويج إشارة مهمة خرجت لتعلن أن الوقت أصبح إلى جانبه بعد جهود مضنية قام بها خلال ( 8 ) سنوات سابقة ومن أسباب نجاحه تدني جماهيرية الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية وسياساتها المتذبذبة تجاه راس المال حيث ومنذ الحرب العالمية الثانية ظلت تراوح في مكانها على الرغم من التعديلات والإصلاحات غير الكافية فيما يخص المساعدات الاجتماعية والخدمات والصحة والتعليم والجانب الضريبي الذي يستولي على أكثر من ربع الأجور... الخ لكنها لم تستطع مثلاً التخلص من البطالة وارتفاع نسبة المليارديرية وارتفاع الأسعار ثم توسع رقعة الفقر الظاهرة التي بدأت تبرز خلال نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، أما الأحزاب اليمينية وبالذات حزب اليمين فهي مخادعة في طروحاتها لكنها لا تخفي وفق برامجها توجهاتها في خدمة الطبقة الرأسمالية وتوجهات نحو تقليص المساعدات الاجتماعية لصالح ارتفاع الفوائد على العقارات تحت حجة تخفيض الضرائب وهي سياسة تمويهية لخداع العمال والموظفين الصغار الذين يعانون من المستوى المرتفع للضرائب على رواتبهم لكنها تهدف في الوقت نفسه إلى تخفيضها عن كاهل الأغنياء الرأسماليين الذين يحولون رؤوس أموالهم التي تعد بمئات الملايين من الكرونات إلى مناطق في شرق أسيا والبعض من دول أمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق والدول، وأن جزء من رؤوس الأموال بعيدة عن أعين الضرائب . على مستوى الأحزاب فقد حظي حزب العمل بأعلى نسبة من المقاعد في البرلمان وهي ( 55 ) مقعد مقارنة مع حزب اليمين الذي حصل على ( 48 ) مقعدا إلا أن الحصيلة النهائية للتحالفات التي تكونت قبل الانتخابات فقد حصل تحالف اليمين وحلفائه على( 96 ) مقعد بينما حصل حزب العمل وحلفائه على ( 72 ) مقعد فضلاً على أن حزب الخضر حصل على مقعد واحد.. أما الحزب الشيوعي النرويجي فلم يحصل على أي مقعد وكذلك حزب ( RV ) اليساري مع العلم وحسب الإحصائيات الموثقة أنهما حصلا على أصوات أعلى من السابق وبخاصة في الشمال والغرب أما العاصمة اوسلو فقد كانت التصويت للحزب الشيوعي النرويجي ضعيفاً.. الانتخابات التي جرت في النرويج تكاد أن تكون وفق الدائرة الواحدة حيث تنال القائمة الأصوات التي تم التصويت لها في كافة أنحاء النرويج، وقد ظهر الاختلاف الكبير في التحالفات التي تشكلت قبل الانتخابات وليس بعدها وهذه الطريقة أكثر ديمقراطية فيما يخص الفائز فيها ولو كانت الانتخابات بدون هذه التحالفات وعلى أساس الأحزاب لفاز حزب العمل لأنه حصل على أكثر المقاعد البرلمانية من حزب اليمين وحتى من حلفائه. بينما لاحظنا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق فقد تشكل التحالف الوطني بين الأحزاب الشيعية تقريباً وعلى رأسها حزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي فيما بعد الانتخابات بينما تحالف العراقية كانت له نسبة اكبر في المقاعد البرلمانية وبهذا شذ عن القاعدة المتعارف عليها في مثل هذه الحالة فضلاً من الاستيلاء على أصوات أكثر من مليوني صوت انتخابي للأحزاب غير المتنفذة حسب قانون الانتخابات غير العادل الذي جرى على أساس الدوائر المتعددة وليست الدائرة الواحدة ، أما فيما يخص تحالف اليمين في النرويج فهناك توقعات على عدم استمراره حتى الدورة الانتخابية القادمة لما يعيشه من تناقضات سياسية ومنهجية بين أحزابه ولا سيما بين حزب المستقبل ( FRP ) ذو التوجهات العدائية للجاليات الأجنبية واللاجئين الجدد وبين حزب اليسار ( V ) والحزب المسيحي ففي السابق رفض هذان الحزبان التحالف وحتى التعاون الحكومي مع حزب المستقبل ( FRP ) فضلاً على مسألة أخرى ذات أهمية كبيرة وهي أن النقابات العمالية النرويجية تمتلك قوة غير قليلة في النرويج مع وجود ولأول مرة حزب الخضر في البرلمان إضافة إلى قوة المعارضة في البرلمان التي تمثل بالضبط تقريباً يسار الوسط.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الابتعاد عن العنف المسلح وحل مشكلة سكان اشرف بالطرق السلمية
-
عائلتي هل هدأت من رؤية الغرابة!
-
مهزلة الشجار في البرلمان حول رفع الصور
-
الاعتراف بعدم القدرة سيد الموقف والأدلة
-
فقدان البرلمان العراقي استقلاليته وهيبته
-
لم نعد نحصي الأرقام فلقد تشابكت
-
تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد
-
تمعن في توابع الفصول القادمة
-
يا مسؤولي الدولة المحاصصة الطائفية والحزبية أس البلاء
-
التاريخ أعاد نفسه قَبَل أو رَفَض محمد مرسي
-
تفحص في المفاصل
-
العداء المستفحل الذي يحمله البعض ضد الشعب الكويتي
-
مقاطع شعرية
-
الإرهاب لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي
-
عندما يشع حلم المسافات
-
تعديل قانون الانتخابات التشريعية ضرورة موضوعية وذاتية
-
حسن روحاني والسياسة الإيرانية بين التجديد والترقيع
-
من أين تأتي السيارات المفخخة وبهذه الكثرة؟
-
ماذا وراء الانتخابات الإيرانية القادمة؟
-
أيام دامية وسنين غائمة والمواطن يدفع الثمن
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|