ذيميتريس كوتسوباس: فليرفع الشعب بيرقه الخاص

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 09:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

بعد قيام العشرات من التظاهرات السياسية والثقافية في جميع مدن اليونان الرئيسية، تبلغ تظاهرات المهرجان اﻠ39 للشبيبة الشيوعية اليونانية و مجلتها أوذيغيتيس، ذروتها خلال هذا الاسبوع في أثينا في الفترة: (19، 20، 21/9). هذا و كانت قد اختتمت يوم السبت 14/9 في ثِسالونيكي تظاهرات المهرجان المذكور، عبر خطاب الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس أمام جمع غفير من آلاف الحضور من شباب و أناس من جميع الأعمار .

هذا و ذكر ذيميتريس كوتسوباس في سياق خطابه المذكور: " يلتقي الليلة هنا، و عبر شعار المهرجان و دعوته: "غيِّر العالم، فهو بحاجة للتغيير" قلق جيل الشباب و مشاكله مع اقتراح الحزب الشيوعي اليوناني الثوري الإنقلابي و مع منظور الإشتراكية. و لهذا السبب بالضبط يتمكن المهرجان من أن يكون راهنياً على الرغم من مرور العديد من السنين بما يقارب اﻠ4 عقود من الزمن، و ذلك لأن اقتراح الحزب الشيوعي اليوناني السياسي يعبر عن ضرورة راهنية، لأن الاشتراكية هي ضرورة راهنية. و أكثر من ذلك بكثير هناك ضرورة و راهنية لتجنُّد الشبيبة في سبيل هذه القضية".

و كان الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني قد تطرق و بتفصيل إلى المشاكل التي يعاني منها جيل الشباب، مؤكداً في سياق ذلك على أنه: "ليس هناك من إجراء ضد شعبي، أو قرار أو توجه لا يستهدف شباب و أولاد الأسر العمالية الشعبية، كما و العمال الشباب و الكادحين"، و أكد أن:" أكثر بكثير هي اليوم الإثباتات أمام الشعب والشباب، تجاه استحالة أنسنة و تحسين النظام الاستغلالي الرأسمالي. و ليست العودة نحو حقبة سابقة من إدارة نظام "دولة الرفاه " بممكنة، على غرار أوهام البعض - حيث كان هناك مستوى معيشي أفضل نسبيا، هو مستوى كان حينها شديد التخلف بالطبع عن الحاجات الفعلية المعاصرة.

إن اندلاع الأزمة الرأسمالية، التي لا تزال مستمرة اليوم، و لا يمكن لأحد الحكم على مسار تطورها، هو أمر يُبرز حقيقة الحدود التاريخية للنظام المتفسخ الذي عفا عنه الزمن ، هو نظام ينبغي إسقاطه".

كما و أشار كوتسوباس إلى: " أن اليونان تمتلك إمكانات تنموية كبيرة. و وسائل إنتاج متمركزة، ومؤسسات كبيرة، كما و لديها القوى العاملة من ذوي الخبرة ، و كوادر تقنية و علمية، لديها ثروة باطنية وموارد ثروة إنتاجية أي بمقدورها السير على مسار آخر للتنمية و تلبية الحاجات الشعبية المعاصرة". وحث الشعب على رفض خطط الإدارة المزعومة "الأفضل" للرأسمالية، التي تروج لها قوى سياسية أخرى، مثل حزب سيريزا، الذي ذكر الأمين العام، أنه:"يتطور من نموذج على غرار الإشتراكية الديمقراطية لحزب الباسوك مؤخراً، ليصبح معبراً أصيلاً عن مصالح قطاعات من نخبة الأثرياء".

و دعى الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني الشعب إلى: " شق طريقه المستقل ، و لعدم الإنضواء تحت راية رأس المال الذي لا يشبع و خدمه السياسيين. و أن يرفع بيرقه الخاص الذي يحمل شعار إلغاء الديون من جانب واحد، و فك الإرتباط عن الاتحاد الأوروبي مع فرض التملك الإجتماعي للاحتكارات عبر سلطة عمالية شعبية. أي عبر تنظيم و تشكيل مجتمعي و دولة مختلفة جذرياً، بعيداً عن الأزمات والحروب. و أن يرفع بيارق مكتوب عليها: ليس مستقبلنا هو الرأسمالية، بل هو العالم الجديد، عالم الإشتراكية".

كما وأشار إلى أن " القطع، والصدام المنظم مع الاحتكارات و النظام الرأسمالي و دولته و سلطته، و مع أرباب العمل الرأسمالي في مواقع العمل و مع المنظمات الامبريالية كالاتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي هو المحتوى المعاصر للنضال في سبيل تغييرات جذرية انقلابية.

أما باقي كل الطرق الأخرى فهي مسدودة، حيث تبقي الشعب في حفرة الأسود. فكل الحكومات التي تعمل داخل جدران الاتحاد الأوروبي و النظام الرأسمالي كيف ما كانت تسميتها:" يسارية " أو " تقدمية " أو " مناهضة للمذكرة " أو "حكومة إنقاذ" مزعومة. ستكون عبارة عن خدعة. و لأقل ذلك بشكل مختلف.. إن الشيء الوحيد الذي سيتغير هو ماهية المدير الذي سوف يرسل للشعب باستمرار فاتورته المحزنة ... "

و في خلال تطرق حديثه بصدد التشكيل النازي، أضاف: " إن هذا التشكيل يظهر أن قذارة هذا النظام تتجلى من خلال الوجه الأسود لمنظمة الفجر الذهبي النازية.

إن هجومها المافيوزي الجبان في بيراما ضد أعضاء وكوادر الحزب الشيوعي اليوناني، ضد عمال و نقابيي المنطقة الصناعية البحرية، يؤكد ما كان معروفاً سلفاً. وهو أن أعضاء الفجر الذهبي هم أزلام و أدوات و كلاب حراسة كبار الأسياد من ملاكي الأساطيل و كبار المقاولين ممن وضعوا ضمن استهدافهم منذ سنوات و حتى الآن النقابات ذات التوجه الطبقي و"بامِه" ضمن المنطقة الصناعية البحرية. فهؤلاء هم من يغذون منظمة الفجر الذهبي في بيراما و غيرها. لكي تقوم هذه المنظمة بتشكيل كتائب العاصفة، ليس فقط ضد المهاجرين ، ولكن ضد العمال و الحركة العمالية الشعبية، و ضد نضال الشعب". هذا و دعا الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني الشعب والشباب لعزل الفاشيين في كل موقع عمل و دراسة و تجمع شبابي و إقامة.

و تطرق ذيميتريس كوتسوباس إلى احتمال وقوع حرب إمبريالية جديدة و احتمال تورط اليونان في حرب معممة. وأشار إلى أنه :"لا ينبغي أن يكون هناك أي تهاون أمام اتفاقية الولايات المتحدة - روسيا حول السيطرة على الأسلحة الكيميائية . حيث لا زالت ذرائع الهجوم قائمة، كما و لا تزال قائمة أيضاً تنافسات شرسة من أجل السيطرة على مصادر الطاقة و طرق النقل، التي تقود إلى الحرب.

هذا و ينطبق بالكامل ما يقال أن " الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى". عندما يعجز النظام و الطبقة الحاكمة عن خدمة مصالحه و نهبه ، فهو يلجاً إلى حرب مفتوحة . و هو ما قد ثبت تاريخيا عدة مرات .

دعونا لا ننسى هنا حقيقة تمظهر أزمتين رأسماليتين عالميتي الطابع، قبل وقوع الحربين العالميتين السابقتين. و كما و ينبغي إدانة الأحزاب التي تتبنى مختلف المخططات و الذرائع الاستفزازية و"تلعب "تارة لصالح فرضية الحرب الإمبريالية و تارة أخرى لصالح فرضية السلام الإمبريالي ، الذي هو الوجه الآخر للعملة الواحدة .

إن مشاركة الحكومة اليونانية في هذه المخططات يخدم مصالح الرأسمال اليوناني للاستحواذ على حصته من اقتسام الأسواق ، أي من عملية النهب الجارية بحق الشعوب".

و قدم الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني العناصر الأساسية من الاقتراح السياسي للحزب، مؤكدا أن سبب عدم تحمل المجتمعات الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي و غيره من البلدان، كان عائداً :" لأنه، لسوء الحظ حينها، بدأت الاشتراكية حينها بحل مشاكلها الخاصة عبر وصفات رأسمالية و سوقية مشهورة ، عفا عليها الزمن".

ودعا الأمين العام الشباب إلى: " دعم الاقتراح السياسي للشيوعيين ، عبر تعزيز الحزب الشيوعي اليوناني و الشبيبة الشيوعية اليونانية و التحالف الشعبي لتخليص البلاد و العمال من الملكية الرأسمالية و من الطفيليين و المستغِلين"، مؤكدا على أن :" الاشتراكية هي ضرورة راهنية أكثر من أي وقت مضى".

قسم العلاقات الأممية في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني

#الحزب_الشيوعي_اليوناني (هاشتاغ)       Communist_Party_of_Greece#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات