أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الصراع السوري في -تركيبه الكيميائي الجديد-!














المزيد.....

الصراع السوري في -تركيبه الكيميائي الجديد-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تيما أنْ استخذى بشار الأسد، وقَبِل نزع "أنيابه الكيميائية"، حتى شرع يحتفل بـ "النَّصر"؛ لكنَّه لم يُفسِّر لنا التناقض الآتي: هو يحتفل بـ "نَصْرٍ"، أحرزه إذْ اشترى تخلِّي الرئيس أوباما عن "الضَّربة" بثَمنٍ باهظ هو تخليه عن "ترسانته الكيميائية"؛ وإسرائيل تحتفل، في الوقت نفسه، وإنْ في صَمْت، بنصرٍ أحرزه لها كيري ولافروف إذْ التزما، وألزما، بشار التخلُّص من ترسانته الكيميائية؛ فـ "العدوَّان" يحتفلان، في الوقت نفسه، بالنَّصْر نفسه!
وثمَّة سؤال كَمْ أود أنْ يجرؤ بشار الأسد على إجابته؛ وهذا السؤال هو: أعْلَم الآن ذريعتكم للانضمام إلى معاهدة حظر السلاح الكيميائي؛ لكني أودُّ أنْ أعْرِف سبب رَفْضكم، مِنْ قَبْل، الانضمام إليها، وهل زال السبب حتى يَبْطُل العجب؟
رسمياً، ونظرياً، ما زال الرئيس أوباما معنياً ومهتمَّاً بحصوله على تأييد الكونغرس لضربة عسكرية (محدودة) يمكن أنْ يأمر بتوجيهها إلى بشار الأسد، بواسطة ائتلاف (عسكري) دولي، تقوده الولايات المتحدة، ومن دون انتظار قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز الضربة؛ مع أنَّ توجيهه ضربة كهذه هو أمْر من صلاحياته، ولا يحتاج، من ثمَّ، إلى موافقة من الكونغرس؛ ويُفسِّر الرئيس أوباما، أو يطيب له أنْ يُفسِّر، "التنازل السوري ـ الروسي"، في شأن "الترسانة الكيميائية (والبيولوجية)" لبشار الأسد على أنَّه إحدى ثمار "التهديد الجدِّي بالضَّربة"؛ ولا بدَّ للولايات المتحدة، من ثمَّ، من أنْ تُبْقي هذا "السَّيْف" مسلطاً على رقبته حتى التخلُّص من "ترسانته الكيميائية"، بموجب الاتفاقية بين كيري ولافروف، وحتى لا تسوِّل له نفسه ارتكاب جريمة كيميائية جديدة.
الأمر مدار النِّقاش في الكونغرس تغيَّر، بعد تلك "الاتفاقية"؛ فما عاد "توجيه ضربة عسكرية محدودة لمعاقبة بشار على جريمته الكيميائية (في غوطتي دمشق الشرقية والغربية) وردعه عن ارتكاب جريمة أخرى (من النوع نفسه، والحجم نفسه) وتدمير القوى والوسائل (الصواريخ مثلاً) التي بواسطتها يُطْلِق الذخيرة الكيميائية"؛ الأمر مدار نقاش الكونغرس الآن إنَّما هو "الضربة إذا ما انتهكَ بشار، وخرق، الاتفاقية، ببنودها ومواعيدها، أو إذا ما ارتكب جريمة كيميائية جديدة"؛ ومِنْ هذا يَرْسُم أوباما لبشار الأسد "خطَّاً أحمر جديداً"، إذا ما تجاوزه، تَقَع "الضَّرْبة".
وهذا "الخط الأحمر الجديد" ليس بجزء من "الاتفاقية"، بنصِّها وروحها؛ فروسيا، وإذا ما ثبت لديها، وتأكَّد، بما لا يدع مجالاً للشَّك، وقوع "انتهاك"، أو ارتكاب بشار جريمة كيميائية، لن تعترض، عندئذٍ، على قرارٍ يُصْدِره مجلس الأمن الدولي بموجب "الفصل السابع".
الآن، ولو وافق الكونغرس على الضَّرْبة بمسوِّغها الذي أوضحه، وتكلَّم عنه، الرئيس أوباما، قبل "الاتفاقية"، ما عادت الولايات المتحدة تتمتَّع بـ "الشَّرْعية"، أو بما يشبهها؛ فـ "الاتفاقية" أَفْقَدَت الرئيس أوباما "شرعية" توجيه ضربة عسكرية (محدودة) إلى بشار ما دام الرئيس السوري يبدو ملتزماً تنفيذ "الاتفاقية"، وممتنعاً عن ارتكاب جريمة كيميائية جديدة؛ أمَّا كلام كيري عن "العقاب" فلا يعدو كونه "شكلاً لغوياً (كلامياً)" لتخلِّي إدارة أوباما عن "الضَّربة العقابية"؛ وإلاَّ ما معنى قول وزير خارجية الولايات المتحدة إنَّه ونظيره الروسي لافروف قد اتَّفَقا على معاقبة بشار الأسد بـ "الفصل السابع"، إذا ما أَخلَّ بالتزاماته وتعهداته، في اتفاقية تسليم ترسانته الكيميائية، أو إذا ما استخدم سلاحاً كيميائياً؟!
إذا كانت "الضَّرْبة"، في بُعْدِها العقابي، لمعاقبة بشار الأسد على جريمته الكيميائية في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، فإنَّ الاتفاقية بين كيري ولافروف نزعت منها "الدَّافِع"، وإنْ ظلَّت إدارة الرئيس أوباما مستمسكة بخيار "التهديد بالضربة" لردع بشار عن ارتكاب جريمة كيميائية جديدة، ولإرغامه على الوفاء بالتزاماته وتعهداته في شأن تسليم ترسانته الكيميائية (للتخلُّص منها في خارج الأراضي السورية).
و"المعادلة" الآن، على ما أوضحها وبسطها لافروف، هي "التنفيذ في مقابل التخلي عن الضَّربة"؛ فوزير الخارجية الروسي قال إنَّ التلويح بالخيار العسكري (أيْ بالضَّربة) يعني موت "الاتفاقية"، أيْ التوقُّف عن تنفيذها، إذا ما بدأ.
بشار الآن، وعلى ما أَفْتَرِض وأتوقَّع، قرَّر ثلاثة أمور: عدم ارتكاب جريمة كيميائية جديدة، أيْ "غوطة جديدة"، وإبداء "المرونة القصوى" في شأن تسليم ترسانته الكيميائية؛ فـ "الرَّاية البيضاء" في هذا الأمر هي خياره، والمضي قُدُماً في حربه الوحشية على الشعب والمعارضة، والتي لم يُرْسَم لها أي خط أحمر غربي أو دولي.
وفي أثناء نزع ترسانته الكيميائية، يستمر (ويشتد ويعنف) القتال؛ وبَدَلاً من "الضَّرْبة المحدودة" يمكن أنْ يلجأ الغرب إلى "التسليح المحدود (لما يسمَّى "المعارضة المعتدلة")"؛ فلا "ضَرْبة (غربية)"، ولا "ترسانة كيميائية (لأنها ستكون قَيْد التسليم والنَّزع، وتتعذَّر كثيراً معاودة استخدامها)"، ولا تغيير في ميزان القوى العسكري بما يسمح بسحق أحد طرفيِّ الصراع للآخر حتى يَعْظُم شعور الطَّرفين بأهمية وضرورة "الحل السياسي"؛ لكن، هل هذا يعني أنَّ روسيا وبشار (وغيرهما) لن يسعيا (من الآن وصاعداً) إلى التأسيس لِمَا يشبه "الصِّلة السببية" بين "نزع الترسانة الكيميائية" و"الحل السياسي للنزاع"؟
إنَّ روسيا وبشار يفهما اتفاقية تسليم الترسانة الكيميائية (للتخلُّص منها نهائياً في خارج سورية) على أنَّها "الحجر الذي به سيصطادان عصفورين: اجتناب الضَّربة، ثمَّ حل الأزمة سياسياً بما يرضيهما في أمور جوهرية عدَّة"؛ فهُما يَعْلَمان أنَّ "الحلَّ السياسي الأسوأ لهما" هو الذي يأتي بَعْد (لا قَبْل) النَّزْع التَّام لأنياب الأسد؛ وهُما، مِنْ ثمَّ، يريدان لهذا "النَّزْع"، ولجهة المضي فيه قُدُماً، أنْ يكون سبباً لاجتناب "الضَّرْبة"، أوَّلاً، ولاجتناب "حَلٍّ سياسي" يَعْدِل "الهزيمة السياسية التَّامة لحكم الأسد"، مِنْ ثمَّ.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِشْ ودَعْ غيركَ يَعِشْ!
- بشَّار الذي فَقَدَ ترسانتيه -المنطقية- و-الكيميائية-!
- كَمْ من الولايات المتحدة يَقَع في خارج حدودها؟
- طاغوت
- -عناقيد المجرَّات-.. لماذا لا تغادِر أماكنها؟
- معنى -الضَّرْبة-.. ومعنى -المبادرة-
- -مبادرة- تقول لبشار: سَلِّمْ تَسْلَمْ!
- أوباما.. ما بين -الذرائعية- و-السببية-!
- المدافعون عن -هولوكوست الغوطة-!
- -الغوطة-.. دَرْسٌ في السياسة الدولية!
- أخطر ما تمخَّض عنه -جَدَل الضَّرْبة-!
- قبل ساعات من الضربة!
- -الفقر- و-وعي الفقر-.. -الطاغية- و-شيخ الطاغية-!
- تفجير طرابلس!
- -الثورة المصرية-.. ظواهر ميدانية تطلب تفسيراً
- الثورة المصرية.. نتائج وتوقُّغات
- التناقُض المُدمِّر لثورات -الربيع العربي-!
- في -الإشكالية الدستورية- المصرية
- في -الفاشية- و-البلطجة-!
- -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الصراع السوري في -تركيبه الكيميائي الجديد-!