أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - أوباما ومأزق الخط الأحمر














المزيد.....

أوباما ومأزق الخط الأحمر


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أوباما ومأزق الخط الأحمر
المواقف الدولية والإقليمية المتضاربة كانت واضحة وجلية إزاء سوريا منذ اندلاع انتفاضة الشعب السوري في 15 مارس 2011، والتي اتسمت في بدايتها بالسلمية وبرفع شعارات الحرية والكرامة والعدالة للجميع، غير أن استخدام النظام الحاكم لسياسة القتل والاعتقال وغيرها من أساليب القوة والبطش بحق المتظاهرين والمحتجين السلميين فرض تحول الحراك السلمي إلى مواجهات مسلحة، ثم سرعان ما اكتست ملامح حرب أهلية حقيقية تدور بين قوات النظام السوري وأنصاره والمليشيات المحلية والأجنبية المتعاونة معه من جهة وبين قوات الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة المسلحة (وبينها أعداد كبيرة من الأجانب) من جهة أخرى. لا شك بأن النظام السوري يتحمل في المقام الأول المسؤولية المادية والجنائية والأخلاقية في اندلاع الصراع المسلح المدمر، والانتهاكات الشنيعة التي تحدث في سوريا، ودون إغفال للممارسات البشعة لبعض الفصائل «الجهادية» المتطرفة التي دخلت على خط الصراع العسكري، والتي تملك أجندتها الخاصة. الأخطر من كل هذا القتل والدمار، هو تدمير مكونات النسيج الوطني والمجتمعي والتعايش المشترك بين مكونات المجتمع السوري الذي يمثل موزايك دينيا ومذهبيا وإثنيا متنوعا، وذلك من خلال حرب الجميع ضد الجميع. من ناحية أخرى هناك من يقيم الصراع الدموي في سوريا باعتباره حربا بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية متصارعة. وقد كشف تقرير أعده خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نشر الأربعاء الماضي، عن انتشار واسع للتعذيب والاغتصاب، وعن ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، غير أن أخطر التطورات الميدانية في الصراع المسلح الجاري هو استخدام السلاح الكيماوي في 21 أغسطس الفائت في الغوطة الشرقية لدمشق، والذي ذهب ضحيته حوالي 1400 شخص من بينهم مئات النساء والأطفال. إزاء تلك الجريمة المروعة ضد الإنسانية جاء تحرك النظام العربي الرسمي والقوى الإقليمية والدولية المتصارعة ومن منطلقات ومصالح متباينة. وعلى مدى أسبوع حبس العالم أنفاسه في انتظار العد العكسي لتنفيذ التهديد الذي أطلقته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيون، وبخاصة فرنسا وبريطانيا، بتوجيه ضربة موجعة للنظام السوري من أجل إضعاف قدراته على استخدام هذا السلاح المحظور دوليا، ولإضفاء مصداقية على ذلك التهديد جرى استنفار الأساطيل والقواعد العسكرية الأمريكية و الأوربية في البحر المتوسط والخليج العربي وتركيا وغيرها. الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يتهم من قبل معارضيه في داخل الولايات المتحدة وخارجها بالتردد والضعف، قد سبق له أن صرح مرارا بأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا يمثل خطا أحمر، ولإثبات صدقيته تصدر المناديين بضرورة ضرب ومعاقبة النظام السوري. في المقابل كان رد النظام السوري وحلفاؤه، وبخاصة روسيا وإيران، هو تحميل المعارضة المسلحة مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي من أجل استدراج القوى الغربية للتدخل ضد النظام، خصوصا في ظل تغيير موازن القوى لصالحه بعد نجاحاته العسكرية ضد معاقل المعارضة في العديد من المناطق. من جهته، حذر بشار الأسد في مقابلة مع قناة أمريكية بأن الهجوم الأمريكي/ الغربي سيؤدي إلى توسيع نطاق الحرب والمواجهة لتشمل المنطقة برمتها، كما أن إضعاف النظام السوري سيؤدي إلى سيطرة القاعدة والقوى الجهادية المتطرفة على سوريا وتحويلها إلى مركز انطلاق للعمليات الإرهابية التي ستطال المنطقة والغرب والعالم. ومع أن روسيا نفت مشاركتها في حروب الآخرين (إشارة إلى سوريا)، إلا أنها عبرت عن رفضها الشديد لقرار الهجوم واعتبرته يفتقد للشرعية الدولية، ومشترطة لتنفيذه ضرورة فحص نتائج لجنة المراقبين الدوليين وتحديد الجهة المتورطة، والحصول على تفويض من مجلس الأمن. وحذر بوتين في صفحة الرأي بصحيفة النيويورك تايمز من أن أي ضربة عسكرية أمريكية ضد سوريا ستسفر عن موجة جديدة من الإرهاب وستفقد نظام القانون الدولي توازنه. غير أن خيار ضرب سوريا واجه عقبات ونكسات جدية، من بينها رفض غالبية الرأي العام الأمريكي والأوربي لقرار الهجوم، إلى جانب تصويت مجلس العموم البريطاني ضد قرار المشاركة في الضربة، وهو ما أفقد الولايات المتحدة مشاركة حليفها القديم القوي والموثوق، إلى جانب تردد فرنسا. حتى الآن ليس معروفا ما جرى بحثه وراء الكواليس بين الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الروسي بوتين إزاء الموضوع السوري في اجتماعهما الثنائي على هامش اجتماع قمة العشرين في بترو غراد في الأسبوع الماضي، غير أنه علينا التوقف أمام مسألتين قد تجعلان موضوع الضربة الأمريكية ملغيا أو مؤجلا، وهما: أولا قرار أوباما إحالة موضوع الضربة لمناقشته والتصويت عليه في مجلسي الشيوخ والنواب (مع وجود شكوك في نيل الموافقة) رغم امتلاكه كامل الصلاحيات في شن الهجوم، وهذا ما يعني إعطاء الجهود السياسية مزيدا من الوقت. النظام السوري ــ بدوره ــ الذي اختبر مدى جدية وتصميم أوباما في تنفيذ تهديده بتوجيه الضربة العسكرية سارع إلى القبول بالمبادرة الروسية لوضع ترسانته الكيميائية تحت الرقابة الدولية، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى طلب تأجيل تصويت الكونغرس على ضرب سوريا، مبررا ذلك برغبته في منح فرصة للمساعي الدبلوماسية الرامية إلى نزع أسلحة دمشق الكيماوية. غير أن الأيام القليلة القادمة تظل حبلى بالمفاجآت



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا إلى أين ؟
- تساؤلات حول مستقبل الفكر القومي
- الثقافة العربية في عالم متغير
- الصهيونية هي العنصرية بامتياز
- شاكر الشيخ .. الغائب الحاضر
- إلى أين تسير تونس؟
- روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة
- سوريا بين خياري التقسيم والفيدراليّة
- القطبية .. ومنهج العنف التكفيري
- جولة كيري .. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا
- الإخوان إلى أين ؟
- الإسلام السياسي .. ومنهج العنف: الإخوان انموذجا
- لماذا لن يتكرر النموذج الجزائري في مصر!
- فوزية العيوني و وجيهة الحويدر .. وسامان على صدر الوطن
- مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي
- الحياة البيئية المهددة في غرب الخليج
- مغزى ما يحدث في تركيا
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - أوباما ومأزق الخط الأحمر