جابر حسين
الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 08:33
المحور:
الادب والفن
عن جسد النبي محمد :
تهتم الأسلاميات أيما اهتمام بوصف جسد محمد ، ينطلق ذلك من اعتقاد قديم راسخ في كل الديانات ومنها الإسلام ، أن النبي لابد أن يكون " رجلا " ذو كمال ، فطبيعي أن نري المادة الإسلامية تولي حرصا كثيرا علي وصف جسده ، متدرجة من الوجه وحتي سائر الجسد ، ثم تشير – بإلحاح يصل بها أحيانا حد الطرف – لون بشرته ! نقرأ أنس بن مالك الذي يقول فيه : " كان رسول الله ... رجل الشعر ، ليس بالسبط ولا الجعد القطط * ، أزهر ، ليس بالآدم ، ولا الأبيض الأمهق * ، كان ربعة من القوم ، ليس بالقصير ولا الطويل البائن ... توفي علي رأس ستين سنة ليس في رأسه ولا في لحيته عشرون شعرة بيضاء . " ...
* شعر رجل : بين الجعودة والإسترسال ، سبط : مسترسل ، نقيض الجعدة ، القطط ، القصير الجعد ، الزاهر : المشرق الصافي من الألوان ، الآدم : الأسمر ، الأمهق : الشديد البياض ...
والحال كذلك فلونه بين بين ، لا هو بالأسمر ولا الشديد البياض . وقد كان عمر الستين بمقاييس عصر محمد عمر شيخوخة متقدمة ، نري أبو هريرة يروي في الحديث فيقول : " " أعذر الله إلي امرئ أخر أجله حتي بلغه ستين سنة " ، ( صحيح البخاري ج8 ، ص456 ) . وعن فتوة جسده وفحولته ، يروي قتادة عن أنس : " حدثنا أنس بن مالك قال كان النبي ... يدور علي نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن أحدي عشرة . قال قلت لأنس أو كان يطيقه ؟ ، قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ... " ، ( صحيح البخاري ، ج1 ، ص 181/182) . وفي حديث أخرجه أبن سعد ، يشرح سبب هذه الفحولة المهولة له مع النساء ، فيقول صفوان بن سليم :
" قال رسول الله ... أتاني جبريل بقدر ، فأكلت منها ، فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع " !
( الطبقات ، ج1 ، ص 321 ) .
هذا ، قليل من كثير ، قصدنا تبيان أن المادة الإسلامية أهتمت جدا بوصف جسد النبي ، حيث أرتفت بجسده إلي مراتب المعجزة التي تغاير صفات البشر ، رغم بشرية النبي التي شدد عليها القرآن كثيرا ، واعلنها النبي نفسه في العديد من أحاديثه ، لكن ، يبدو أن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بجنسيات الجسد وصفاته ، تفارق العادي المألوف حتي لا تكون مثلها في الناس ، فتتدني في رؤي الناس مرتبة النبي و ... النبوة ! تري هل أخطأنا حين شرعنا نبجل الجسد وندعو لإنعتاقه وتحرره بالتزامن والترابط مع الدعوة للثورة وتحرير المجتمع صوب الأفضل ؟
#جابر_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟