أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عديد نصار - مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار














المزيد.....

مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 02:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



"لا صورةً لك أو ضريحٌ أو مقامْ
قل أين ألقي زهرتي الحمراءَ في هذا الزحام؟"

لم يسقطوا "فدا رِجل" فلان من الناس مهما كان موقعه،
لم يسقطوا من أجل تأبيد سيطرة نظام ما على رقاب الناس،
لم يسقطوا من أجل "إمارة" أو "ولاية" أو سلطة أو زعامة،
لم يسقطوا من أجل مطامع فردية أو طموحات هذه الجماعة أو تلك،
لم يسقطوا من أجل مكاسب في "الدنيا" أو مطامع في "الآخرة"، ولم تغرهم جنات عرضها السموات والأرض ولا الحور العين ولا أنهار اللبن والعسل...
لم يسقطوا من أجل تخليد أسمائهم في القصائد والنصوص والخطب الرنانة والمهرجانات الحمراء،
لم يسقطوا من أجل أن يخلدوا في صور أو تماثيل أو اضرحة. كثيرون منهم لم نعرفهم قبل أن يستشهدوا، وكثيرون منهم لم نعرف أسماءهم ولم نر صورهم حتى بعد أن استشهدوا،
لم يسقطوا كي أكتب فيهم هذه الكلمات،
ولكنهم استشهدوا على طريق تحرير الأرض والانسان وهم يدركون جيدا أنه لن تتحرر الأرض إلا حين يتحرر الانسان.
لقد استشهدوا وهم يرون أنهم مستمرون في ضحكات الأطفال وبسمات الأزهار وعبق الأرض، وأنهم أحياء طالما تمتعت بلادهم وشعبها بحب الحياة وطالما نبضت شرايين الأرض بالعشق وطالما رددت الحناجر والمناقير الصغيرة أغانيَ وأناشيدَ المحبة والفرح.
إنها التضحية التي لا تكون إلا بالإيثار، ولا تتجلى إلا بتقديم وتفضيل عشق الحياة على حياة الفرد نفسه.
إنهم شهداء "جمول"، جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، تلك الصفحة الأكثر إشراقا في تاريخنا المعاصر، والتي طوتها صفحة شاحبة ازدادت قتامة عندما تحولت التضحية إلى اتّجار بعد أن كانت إيثارا. فصار الاستشهاد موتا طمعا بما بعد الموت فتسيّدنا الموت!
لم تهزِم قوات الاحتلال الصهيوني إلا جيوش الأنظمة. تلك الأنظمة التي تجثم على الصدور وتتسيد بالقهر والعهر والفساد. وعندما دخلت لبنان، لم تهزِم شعبَه ولم تتمكن من إخضاع البشر ولا الحجر، رغم غزارة النيران والحقد، ورغم كثافة العنصرية وتجذرها. صحيح أنها اجتاحت العاصمة بعد حصار، ولكنها لم تستطع أن تجتاح النفوس المشبعة بروح الإباء. لذا، لم يمضِ وقت على ذلك الاجتياح حتى نادى المنادي من فوق ظهور الدبابات الأثقل: يا أهالي بيروت! لا تطلقوا النار ... نحن منسحبون!
كان هذا ردّهم على أبطال "جمول". كان هذا اندحارهم الأول، وقد كان في مواجهة ابطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. لم تكن الحرب حربا دينية مقدسة، ولم تكن المقاومة حكرا على طائفة أو ملة أو مذهب، ولم يكن الانتصار انتصارا "إلهيا" مؤزرا، ولم تهبط الملائكُ للقتال، ولا الطيور الأبابيل بحجارة من سجيل... كانت مقاومة شعب، رجالا ونساء، أبطال أحرار في وجه احتلال غاشم مقيت، ليستعيد هذا الشعب حقه في الحياة والفرح، فكان انتصارنا انتصار إرادة الحياة في وجه صلف العدوان.
اتركوا المقاومة للجماهير، للشعوبِ حرةً من كل ارتهاناتكم وتبعياتكم. اتركوا المقاومة حرةً من القيود الطائفية والمذهبية والعصبوية. اتركوها حرةً وطنيةً إنسانية خالصة من مشاريعكم التصفوية والإلحاقية والتفتيتيّة. وليغادرْ قتامُكم المرُّ ساحاتِها. خذوه مع صواريخكم، فلم نكن يوما بحاجة إليها. قاومنا بإرادتنا، بجذوة أعيننا، بأظافرنا، بجباهنا، بزنودنا العارية وقبضاتنا الطلقة، وانتصرنا.
خذوا كل ما أثقلتم به كواهل أرضنا وضمائر أهلنا من عُقدٍ ومن تاراتِ العمى التاريخي، والماوراء تاريخي، الألعنِ والأقبح، وانصرفوا.
"جمول" مدرسة علا الغبارُ مقاعدَها، ولكنها الأجملُ والأبهى وتظل الأجملَ والأبهى لأنها مدرسة التضحية الحقّة، مدرسة الإيثار لا الاتّجار. وحتى ينجليَ السواد من الآفاق المشتاقة للحرية ويتداعى الظلام قطعة إثر قطعة، ويسترد الضياءُ موقعَه في النفوس، سنمسح بالأهداب ذلك الغبار، لتعودَ مدرستنا الأثيرة لمّاعة لمّاحة في كل وجدان وبال. لتتعلمَ الأجيالُ معانيَ الإيثار والمحبة، فلن تكون للمصلحة الفردية نكهةٌ ولا مذاق إلا حينما تتأتّى من مصلحة المجتمع والوطن وتتفرّع منها.
"جمول" مدرسة، معلموها الشهداء ينتظرون التلامذة المجدّين المثابرين، كي نغنيَ معا أناشيد الحياة، وأغانيَ الحرية والعشقِ والفرح.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة اليتيمة!
- اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري – خليل كلفت: الثورة المصرية ف ...
- الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: سورية : الحل و ...
- ربيع مارون الراس الدموي
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...
- مجموعة يساري - اللقاء الحواري الأسبوعي: النشاط اليساري الميد ...
- تحديات الثورة السورية، ودور اليسار في مواجهتها والتغلب عليها
- يسار الثورة
- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفري ...
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية
- خاص مجموعة يساري: الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية – م ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عديد نصار - مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار