أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين















المزيد.....

ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 08:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين
أباحت شرطة إسرائيل الاعتداءات الاستفزازية من قبل المستوطنين على باحات حرم الأقصى. وتتصاعد الهجمات بوتائر متسارعة، مما يكشف نوايا فرض بناء هيكل يهودي بالمنطقة ضمن مخطط تهويد مدينة القدس الشرقية. والمعروف ان الفكر الاستشراقي قد أطلق اسم جبل الهيكل على موقع الأقصى منذ عام 1838، أي قبل ستة عقود من إنشاء الحركة الصهيونية؛ وفي ذلك تعسف. فليس في القرآن ولا في التوراة بينة تدل على ان مملكة داود وسايمان قامت في الفضاء الفلسطيني، وهو ما يبرر إطلاق أسماء توراتية على مواقع في فلسطين؛ كما لم يقدم التنقيب الأثري الحديث دلالة على وجود اثر لهيكل سليمان الأول او الثاني . ومنذ العام 1867 شرع صندوق اكتشاف فلسطين، الذي أنشأته حكومة بريطانيا في التنقيب عن الهيكل المزعوم دون نتيجة إيجابية. لم يعثر على اثر يدل على تشييد الهيكل في الفضاء الفلسطيني. لكن غطرسة القوة المستمدة من نزعة الهيمنة الكونية للامبريالية الأميركية تلهم الجهود الاستيطانية والتهويدية المتواصلة لفرض مخططات " إعادة بناء " الهيكل على أراضي القدس العربية. والرد المباشر والعاجل على غطرسة القوة اعتبار باحة الأقصى والقدس العربية خطا احمر بتجاوزه تغدو المفاوضات بلا جدوى .
لا تحتفظ ارض فلسطين بسند تمليك أي بقعة منها للصهاينة، ولم يقم في فضائها هيكل سليمان الملك ولا قصوره. ففي الثلث الأخير من القرن الماضي صدمت التنقيبات التوراتية التوراتيين وهم في اوج حماسهم لإعادة تجسيد التوراة في فلسطين؛ تمردت نتائج الحفريات على نصوص التوراة. تسربت الشكوك إلى القصص التوراتية بعد ان هيمنت على جيل من المنقبين بفضل المدرسة الأميركية للآثار ورائدها وليم فوكسويل اولبرايت، المسيحي الأصولي الذي لم يكتف بتأكيد تاريخية وقائع التوراة، بل جزم بمشروعية أسلوب إبادة الجنس التي اتبعها يشوع بن نون، طبقا لتخيلات مدوني التوراة.
لم تحرق أريحا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ولا قامت الامبراطورية الممتدة بين الفرات والنيل في القرن العاشر قبل الميلاد. اكدت معطيات التنقيب الأثري ان التوراة تساعد في أفضل الحالات على تفهم حقبة القرن السادس قبل الميلاد ، وأن سفري التوراة ، القضاة وصمويل ، محض تخيلات راودت أذهان يهود المنفى ؛ اختلقت تلفيقات التوراة تاريخا لدولة إسرائيل القديمة يمتد الف عام. في العام 1988توصل الباحث الأثري ليتش إلى الاقتناع بأن التوراة " نص مقدس لا يعكس بالضرورة حقائق التاريخ ، ولا يعدو عالم قصص خيالية تثير الشكوك حول تهم صورات تقليدية لحكم داوود وسليمان ". فلا بلقى لليهود غير حق استمرار البقاء على أرض هم مقيمون عليها لفترة زمنية.
قوضت الكشوفات التاريخية معطيات جيل من المؤرخين والسياسيين تضافرت لتكريس حلم الصهاينة الموروث عن اختلاقات المستشرقين الأوروبيين. وبمقتضى الاختلاقات تشكل "إعادة بناء" الهيكل ثالث شرطين هما جلب اليهود إلى فلسطين وإنشاء الدولة، لتحقيق نبوءات وهمية وشعوذات متضمنة في لاهوت ما قبل الألفية الذي يسند هلوسات اليمين الأميركي وشعوذاته السياسية للاستحواذ على كامل فلسطين.وإلا بماذا نسمي أرض وهبها الرب؟
في عام 1992 برز عالم الآثار توماس طومسون ليحدث ضجة مدوية في كتابه " التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي من المصادر الآركيولوجية المدونة" خلص فيه إلى استنتاج جلب عليه السخط فطرد من وظيفته كأستاذ للتاريخ القديم بجامعة ماركويث بولاية ميلووكي الأميركية. قال "ان مجموع التاريخ الغربي لإسرائيل والاسرائيليين يستند الى قصص من العهد القديم تستند إلى الخيال ". وقف بجانبه خيرة الخبراء في التاريخ القديم ؛ وشهد له الدكتور جوناثان تاب ،العالم البارز في تاريخ المنطقة، إن طومسون "من ابرز علماء الآثار دقيق جدا في بحثه العلمي الكبير وشجاع في التعبير عما كان كثير منا يفكر فيه حدسا منذ زمن طويل وكانوا قد فضلوا كتمانه" . فالعلم والبحث روعا من سخط الشعوذة ؛ ورغم ذلك تكشفت حقائق بإمكانها تفجير فضيحة تقوض الرواية الصهيونية وتفضح زيف سند التمليك الصهيوني لأرض فلسطين. وللاسف الشديد تواطأ ساعد ا والفلسطينيون لستر فضيحة الصهيونية.
التكتم العربي أغرى إسرائيل بتوسيع ادعاءاتها في فلسطين والإمعان في الاستيطان والتهويد؛ انتقلت إسرائيل إلى مطلب الاستحواذ على كامل الأرض الفلسطينية وأفصحت عن أهداف الترانسفير وتهجير جميع الفلسطينيين من وطنهم. تزامن ذلك مع تفرد اميركا بالهيمنة الكونية وما تمخض عن ذلك من ظهور مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة وتذرير الدول العربية ومشروع إسرائيل دولة إقليمية. اتكأ الصهاينة ودولة إسرائيل على اندماج عضوي بين اليمين في الولايات المتحدة واليمين الإسرائيلي المهيمن . تجلى الاندماج في ضغوط اليمين لغزو العراق والضغوط الراهنة للعدوان العسكري على سوريا وإيران واحتضان الدبلوماسية الأمريكية نهج الهيمنة الكونية عن طريق المغامرات الحربية واطلاق العنان لليبرالية الاقتصادية الجديدة تتغلغل في اقتصادات البلدان الأجنبية. وكان من الطبيعي أن تغض الأنظمة العربية المتساوقة مع الليبرالية الجديدة عن الخطط التوسعية والتهويدية المنفذة في الضفة الغربية. وطوال فترة هجوم الليبرالية الجديدة مضى المشروع الصهيوني للاستحواذ على كامل الأرض الفلسطينية بدون عائق.
اما الغريب المستهجن فهو عزوف السلطة والفصائل الفلسطينية كافة عن توظيف مكتشفات المؤرخين لدى مقارعة نهج التهويد والترانسفير. ترجمت الدكتورة سحر الهنيدي كتاب وايتلام إلى العربية ونشر ضمن سلسلة عالم المعرفة عام 1999. بقيت معلومات الكتاب طي الأراشيف ولم تدخل حيز الثقافة الوطنية العربية وثقافة مناهضة الصهيونية . فالثقافة تحيل على السياسة ، والسياسة بصدد فلسطين توقفت منذ عقود عند مفهوم جامد للثقافة يراها مجموعة يقينيات ، ولا تتطور مع انفجار المعرفة بتطور العلوم والتقاني الذي يجدد باستمرار الفكر السياسي . منحت إسرائيل فرصة التعتيم على المعطيات الجديدة بصدد تاريخ فلسطين القديم وحرمت المقاومة الفلسطينية من كنز نفيس من شانه إثراء الرواية الفلسطينية وتعزيز حركة التضامن الدولية معها.
تتالت المؤلفات الطاعنة في مشروعية الحق في ارض الآباء والكاشفة لزيوف مقولات الشعب اليهودي والنفي الإجباري لليهود من فلسطين والممسكة بوقائع التآمر للإعداد لجريمة التطهير العرقي. واستنادا لهذه الحقائق أصدرْتُ كتاب "هيكل الأبارتهايد أعمدة سرابية وسقوف نووية" وقدمته لعناصر قيادية في السلطة والفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية حماس؛ وللأسف الشديد تبين لي انهم جميعا لا يقراون ومكتفون بانطباعات السماع والملاحظات السطحية..
تتكرر الهجمات العدوانية على الأقصى وتتصاعد الضغوط لفرض هيكل يهودي فوق باحات الأقصى وتتكاثف الدعاية المروجة للوهم والخرافة والأساطير؛ بينما الحقيقة تعامل كاللقيط يتهرب أصحابها من احتضانها.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء
- العالم يدرك سجل الحروب العدوانية للولايات المتحدة الأميركية
- اضطراد التوحش الامبريالي
- عدوان قادم ام تغطية على عدوان جار على قدم وساق؟
- طقوس التحولات
- الأجواء ملوثة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
- اختراق اللحم الفلسطيني
- جبهة ثقافية عربية من اجل العدالة في فلسطين
- كيف اقتحم التكفير الثقافة العربية -الإسلامية
- كيري يسوق مشروع نتنياهو للسلام الاقتصادي
- اليسار العربي وفلسطين
- للتخلف انكساراته وللتقدم انتصاراته
- تبادل الأراضي يعني شرعنةممارسات إسرائيل
- جدار من حقول ألغام
- مصائد مغفلين في ميادين النضال الفلسطيني
- لا انتفاضة ولا عسكرة بل حركة شعبية مستمرة ومتنامية
- رفض قاطع لأجندة تمكين الاحتلال والمحاور لمتسقة معها
- لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل
- في يوم الثقافة الفلسطينية
- التخلف يضاعف أعباء المرأة ويفاقم همومها


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين