عواء البنادق
للبنادق قلب تسوره الضغينة
للبنادق مكر العوانس ,
حين يصبغن بياض الفجر ,
في ضفائرهن بدم الذبيحة .
للبنادق آلهة تبيح قيامتها
قلب ...مكر ... آلهة ... وصناديق مشفرة ,
بأصابع موت تخطئ في عد الغزوات
فتهيل تراب الليل على قائمة الأسماء
كي توقن خساراتها .
هناك حيث أرض أوقدتها البنادق
هناك حيث أرض أفترشت أحزانها أبخرة الطلقات ,وهي
تصطاد طرائدها في فذلكة المراسيم
حيث أرض بلون فجيعتنا
خراب ينكفئ بهزالة التعاويذ
مدن تبيح خصائصها للغزاة
تجهش أرحامها قوافل
تنوء بحداء تشربته الفجائع
قوافل محشورة في رهط انكساراتها .
بشراهة الموت تتقافز البيانات , وهي مصاغة
بحكمة الثعالب .
تتقافز فوق معنى أن تقود الطفولة نحو رهافة ألعدم .
هكذا أصطفت حكمة تهندسها البساطيل ,
وقمصان حرب مكسوة بالنياشين , وشوارب كثة .
حكمة الحرس الوطني ( الوطن هنا مجاز شائع في
هرطقة القتلة , القادة ,الهتافون , وندماء الرئيس ) .
لأي حكمة سنوقد هذيان الحرب
نصفان حكمة الله فينا ,يد تأخذ بسجية الدم لتمسح
هذا الغياب عن كاهل سكينتنا .
ويد بحجم السكينة ,بحجم قصاصة روح تناقلتها البيانات .
أيها الزمن المثقل بالرحيل , كيف أمكن هذا الغياب أن
يحشد حضوره في ثنايا الأهازيج ؟
أن يحيل غناء النخيل مراثي لعمر بغضاضة الأنين .
أيها الرثاء الرث ... دونك مناحاتنا .
1996
كتمان
أكتمك سرا تترقبه المسامع بذهالة بلهاء .
أكتمك سرا أفشاه الجميع
دون خوض في خصوصية المعنى ,
دون خوض في صلافة هذا المنمنم على هيئة موت,
يطيح بأسمائنا .
تتوالى المواسم ,
هائمة تتعكز على فرط إسرافها ,
تجتر صحوتك ... شغف أحلامك ...
وما ليس مقروءا مما توجست
لكنك لم تعد تكتب ماتهجيته البارحة, سنينك ,
طقوسك , وأحلامك الشاحبه .
لكنك لم تعد تكثف صمتك .
هل أعتدت أن تستوطن الغياب ,
أن تلغز المحكي بهذابة شرسه ؟
أريدك سكينة لا تبالغ بصمتها ,
ملائكة لا تتملق للرب ,
صحوة تعرف أن تخوض خديعتها ,
غيبة لاتلوي خديعة المكان ,
تمسك بأعنة
ممالك مأهولة بأبخرة هامدة ,
تبحث عمن يوقد بهجة السواد .
1999