حرية عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 22:51
المحور:
الادب والفن
سهواً
سهواً ...
اِنفَضَّت بكارةُ عمري ..
اِنشقَّ الغُصن ..
ويبس خَصري
اِنشطَر القلبُ إلى شطْرين ..
يمينُه...
اِنفلقَ حُزناً...
ويسارهُ...
مال للمغيب قهراً
ذابتْ معهُما شمعتي..
اِنتحَرت بسْمتي ..
وغرسَت..
داخل أضلعي خنجراً...
نِصْفه حديد ...
والآخر...
لونُه من لونِ ضفائر القدر
هكذا اِنسلخ عضم وركي ...
تقيح غصن فؤادي ...
فلم يبق..
في جوفي سوى ...
ذاك الحب ..
الذي به يقتات الحجر
سهواً...
تحجَّرالدمْع ،
جلستُ القُرفصَاء..
أسْتدْرجُ ذكرياتَ الماضي ...
أبحث ...
بين الماء والماء
عن طحالبَ ...
تُخْرجُني من جِلدي
قبل أن يَتَلظى بحَرارةِ القدر..
أقلمِعُ ذاك الغصْن
قبل أن تُصيبَه نَزغَةُ السَّفر
وأسترجع..
ما تبقى من الطَّلاوة
التي كادت تخنقني
وتُوقِع بي..
في بئْر خوصَاء بَعيدَةً عن النَّظر
سهواً ...
رمَتني الأيَّام...
في مَدائنِ الحُزن
مَحَّقَتْ عَظمِي ..
فسَحَقتِ العينُ الدمُوع شَلالا وأنهاراً
أرْدفتني بِهجِيرالرُّوح ...
أصَابتْني بكُسَاح شُلَّ مَعهُ البَوْح
فعُدْت ..
أنْعِي ليلِي قبل ...
أن يَنعِيني بَردُ الصُّبح
سهواً ...
وقفْتُ عَلى جِدار القَلق
أنَاجِي يوْماً هَاجَره الشَّفَق
قاطَعَه الشَّوق وشَقَّه شِقَّين
شِقٌّ .. ذبُلت رياضُه وتصَحرت
شِقٌّ .. اِحتَرقت مُدنُه وتفَحَّمَت
لمْلمْتُ..
مَا تبقَّى..
مِن شِعري..
وحَملْتُ قَلَمي
وتوضَّأت..
مِن صَدأ الوقْت..
وصَليْت..
عَلى سَجَّادة المَطر..
قلتُ ...
لمَا لا أكْتبُ للمَاء عن مَوتي
قبل..
أن تأتيه الريح ..
وترمي به ..
في جوف الصخر؟؟
سهْواً ..
وقف السؤالُ...
بين شفتَي الزمن ..
واِبتعد الجَواب
ولم يبْق..
بينَ قراطيسِِ الصَّقيع..
سِوى أنْيابُ الكَدر
حرية عبد السلام
#حرية_عبد_السلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟