|
الكائن الإخواني - الجزء الثاني
محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)
الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 17:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
2
فما هو موقف الليبراليين والعلمانيين والتقدميين واليساريين والمثقفين المصريين من جماعة الإخوان؟ جاء في بيان الحزب الشيوعي المصري (16 غشت 2013) ما يلي: "إن شعبنا يخوض معركة فاصلة مع القوى الفاشية الإرهابية العميلة للإمبريالية وهذا يستلزم اصطفافا وتوحدا بين كل القوى الوطنية الشريفة... كما أن المواقف المساندة والداعمة لهذه الجماعات الإرهابية تدل على علاقة العمالة التي تربط هذه الجماعة (الإخوان) بالإمبريالية العالمية. كما تبرهن على الدور الخياني الذي قامت به هذه الجماعة أثناء سيطرتها على حكم مصر خلال العام الماضي في خدمة مخططات القوى الإمبريالية وكان مقدرا لها استكماله حتى النهاية لولا ثورة الشعب المصري العظيم". ونقرأ في جريدة الأهالي لسان حال حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي (بتاريخ 20 غشت 2013) والتي ترأس تحريرها الكاتبة فريدة النقاش ما يلي: "انتهج الإخوان المسلمون خلال احتجاجاتهم أدوات التظاهرات والمسيرات وقطع الطرق ومحاولات الاعتصام، لكن كل تلك المظاهر الاحتجاجية قد انتهت بمظاهر للعنف الممارس منها وعليها...". ونظمت القوى الاشتراكية ندوة حول الأسس القانونية والسياسية لاعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية. وانبرى المثقفون والفنانون لمحاربة إرهاب الإخوان. فأصر الناقد والخبير اللغوي بمجمع اللغة العربية عبد المنعم تليمة (المزداد سنة 1937) على "أن الحكم للشعب". وأكد الشاعر عبد المعطي حجازي (المزداد سنة 1935) على دور الثقافة في "كف شر الإخوان"، وتصدى "للوعي المزيف الذي أشاعه الإخوان خلال العقود الأربعة الماضية في غياب يكاد يكون تاما للثقافة الديمقراطية والمدنية...". وانتقد مؤسسات الثقافة التي فشلت لأنها "اهتمت بالاحتفالات والاستعراضات دون أن تواجه الأكاذيب والخرافات التي أشاعها الإخوان وجماعات الإسلام السياسي واستخدموا في ذلك دور العبادة وتحولت صفحات الصحف إلى مباريات لمن يتحدثون عن الإعجاز العلمي للقرآن وتطبيق الشريعة". وطالب بتحرير القانون من قوانين الحسبة (وقانون الحسبة هو لجوء أي مواطن للقضاء حين يعتقد أن هناك وضعا مخالفا للشريعة الإسلامية للفصل فيه وفق الشريعة، ولقد تم استعمال قانون الحسبة للتفريق بين الباحث نصر حامد أبو زيد وزوجته بتهمة حكمه على القرآن الكريم بأنه منتج تاريخي) وتحرير الدستور من النص على الشريعة. أما كاتب السيناريو الشهير وحيد حامد (المزداد سنة 1944) والذي كتب سيناريوهات لأفلام عادل إمام الشهيرة (عمارة يعقوبيان، طيور الظلام، الراقصة والسياسي، الإرهاب والكباب...) فلقد صرح بوضوح أنه "لا مصالحة مع الإرهاب" وأن "شرعية الإخوان انتهت بخروج الشعب المصري عليهم". وأضاف قائلا: "أرادوا أخونة التعليم والحكم المحلي وكأن مصر هي الجماعة. من ينكر الثورة المصرية عنده رمد في عينيه. فهذه إرادة الشعب. العنف كان متوقعا. فجماعة الإخوان سعت إلى الدم من البداية". (جريدة الأهالي، 20 غشت 2013). كما وجه نايف حواتمة (الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المزداد سنة 1935) رسالة لقادة دول أمريكا الجنوبية بطلب من الدكتور رفعت السعيد حول حقيقة الأوضاع في مصر جاء فيها: "نؤكد لكم أن ما جرى وما يجري في مصر هو مسار طبيعي وانتقالي نحو هوية مصر، الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية، دولة القانون والمساواة والمواطنة والعدالة الاجتماعية لجميع المصريين... وعلى الضد من الحكم الديني الفاشي الذي أراده مرسي وحزب الإخوان المسلمين، والذي جسد بالممارسة شخصية الرئيس للحركة الإخوانية اليمينية فقط، وليس لمصر كلها، إن من حيث الدولة الدينية من لون واحد، أو الإقصاء للقوى الثورية الوطنية والديمقراطية اليسارية والتقدمية عبر محاولات أخونة الدولة وأسلمة المجتمع والتنكيل بقوى المعارضة الثورية الوطنية واليسارية والطوائف الدينية الأخرى، ناهيكم عن الموقف المتخلف والرجعي من المرأة..." (جريدة الأهالي، 21 غشت 2013). كما عبر الأزهر والأوقاف عن الاستنكار الشديد لتحويل المساجد إلى مقرات حزبية للإخوان. وقدم مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية تقريرا عن أحداث العنف والقتل والتعذيب التي ارتكبها الإخوان المسلمون وأنصارهم (ففي الفترة من 29 يونيو إلى 02 غشت رصد المركز 82 حالة قتل، 44 حالة تعذيب جسدي، 22 واقعة تعذيب أفضت للقتل)... كيف يمكن فهم المواقف المتذبذبة وغير المنسجمة لبعض الكتاب المغاربة المحسوبين على التيار الديمقراطي والعلماني؟ وهل من المستساغ أن يزايدوا في "قيم الوطنية" على المثقفين والفنانين المصريين وعلى الأقباط والأزهر بل وعلى أكثر من 30 مليونا مصريا طالبوا بالتحرر من الحكم الديني الاستبدادي؟
#محمد_الهلالي (هاشتاغ)
Mohamed_El_Hilali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكائن الإخواني الجزء الأول
-
الكائن الإخواني
-
إصلاح التعليم أو الجحيم (المؤسسة التعليمية خط أحمر)
-
نشيد المناضلين
-
الشيخ إمام: إمام المثقفين
-
سميح القاسم أسرار الشاعر وأشعاره
-
المفهوم الفلسفي
-
النظرية العلمية
-
من الربيع العربي إلى الثورة
-
الحُبُّ عِبَادَهْ
-
يَا أَنْتِ
-
قالت انتظر
-
في البدء كانت النساء
-
صرخة عشاق
-
هَكَذا أَنْتِ الآنَ
-
أنا وأنتِ
-
فرح عاشقين
-
أعنف اللذات
-
حين أحبك
-
يوم بدون ضجر
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|