ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 02:36
المحور:
الادب والفن
أنت الآن بعيدة
بعيدة
وراء غمام أبيض
أشعر أنا بنبضات قلبك
كما لو هي دقات طبول
هاربة مع الريح
عبر ليل ظلمته كثيفة
أمواج رياح أزهار وجبال
وفي قلب الليل أراك مع أحلام
غامضة
بألوان قوس قزح .
في النهار أحسك في بريق الماء
وسناء المطر
إحتراقي إضاءة ليومياتي
وقد دمرني التفكير في الردى والعتمة
والطيف الأخير .
أحيانا أخرى أراك عروسا ممتدة في أغصان الخريف
تغتسلين بدموع مطر الشتاء
وعلى كتف النهار تمضين
وقيلولتك هادئة حتى أقاليم المساء .
تعودت أن أراك دوما أمامي
تحرثين الماء بجيادي التي كانت بالأمس
جامحة
وقد هدأ روعها الآن .
حزني صامد وعميق
كما قد ترينه أنت عندما تقفين أمام مرآتك
الخاصة
فترى على جبينك خطوط أطلال
وبقايا أطلال .
أنا أقف الآن أتحدى الفراغ المروع لروحي
بقي مني ومنك
يلعق بقايا من عسل الخيال والصمت
فاضت عني وعنك
لما كنا نتبادل أنفاسنا ذات يوم
ونحن داخل جنينة القمر .
أفضل أن أبكي في الظلام وبين أشواك الصحر
من ثمة أنسى نفسي بين شفتيك .
لقد تركت أنا كل كنوزي داخل قلبك
وتركت أنت لي الزهور بين يدي
أشتم رائحتها الزكية
وكلما حاولت المنية الإقتراب مني أو
خطفي من راحة يديك
تكلمني تلك الزهور عنك فكأنها فجري .
غرستك أحلامي في الغسق
وامتزجت الذ كريات بالأمسيات الغائبة عني
وبيني وبينك يذوب الماضي في الحاضر وفي ما هو آت
ورسمت لك في الغياب والبعد
أسرابا من العصافير يقودها هزار حائر
يشرح على الضوء زمن الحكاية المقدسة
وأنت بعيدة بعيدة قرب النهر
تتعرين لي شامخة كتمثال من الياسمين
فأشربك في كأسي
كما لو أنني صحراء أشرب بحرا من الشوق
وأبكي مع الألحان
التي تأتيني بطيفك
من كل الإتجاهات .
أبارك نفسي حينما أجدك هناك وبعيدة
على صدري تنامين وتصغين لإيقاع قلبي
كسفر بلا عودة وعلى أريكة بحرية
أنت بعيدة قرب النار التي تدفئني
تلسعني
فترميني إليك
بعيدا عنك
كما لو أنني في المهجر
وأنت الوطن الذي أحيا لأجله .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟