أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ














المزيد.....

ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 02:36
المحور: الادب والفن
    



نشأتُ ، كالكثيرين غيري ، أقرأُ بشَغَفٍ ولا أحسُّ بالاتساع إلا في المقاهي .. وحدث أنهما اجتمعا لتوريطي أو بالأحرى استجابا لرغبةٍ خفيةٍ .. أو فَجَّةٍ ، لا أعلم لليوم ، كانت تتمشى في أرجائي منذ الأَزَل ..
كنتُ ألتقي بالمبدع على المقهى في أي وقتٍ وفي كل الأوقات .. ثم يتحرك من المقهى المتواري للمقهى المزركش ثم للندوة أو المعرض أو حتى للمؤتمر الذي يستغرق أياماً أو الملتقى الذي يستتبع غياباً أكبر.. سنواتٌ وأنا ألحظ حريته في الحركة وانفلاته من واجباته الاجتماعية وأسأل عن السر فيقول زوجتي الطيبة البسيطة ، قريبتي من البلد هي السِرُّ والسِرُّ هي .. وأتعجب وأقول لكنكَ عشتَ تربي عقلك ووعيك عبر السنوات والمنطقي أن تبحث عن المتوائمة معك فكرياً في المقام الأول .. يضحك ويقول تعني أن يتزوج المثقفُ مثقفةً ؟ يعني تضع ساقاً على ساقٍ في وجهكَ فتجفل عن أن تطلب منها أن تُعِدَّ لكَ كوبَ شاي ! وتبيتُ معك حتى الصباح في عراء النقاشات البيزنطية ، على المقاهي أو في تجمعات المثقفين أو في قلب المظاهرة .. وتشرب معك في البار وتتبارى معها في لون الأسنان الأسود من هول التدخين الذي لا تنقطع سحاباته أبداً أبداً ..؟ أرد عليه بأنه يقدم صورة نمطية بالإضافة لأن تجربة الثنائي الفلاني مثلاً تجربة ناجحة وخلفت أطفالاً أسوياء وأعمالاً أدبية ناضجة .. يقاطعني ويحصيهم بالاسم والتاريخ ثم يغمغم .. استثناءات .. لكن الغالبية أبعد عن ذلك بكثير .. الزوجة القادمة من البلد تصونك وتربي أطفالك وتراكَ ( حاجة كبيرة ) وبين ثنايا وتلافيف وعيها كل الأفكار الرجعية التي نحاربها طول الوقت ، عن قناعة ، لكننا ، وبما أنها مازالت موجودة ، نستفيد منها في الخَفاء ... تُصدم وتختلف وقد يسقط من نظرك جراء ازدواجيته الفَجَّة لكنك وأنت في طريق عودتك تستدعي ما قرأته في رواية تصف أحوال المثقفين .. وتقرر أن تبدأ حرباً شعواء على الكذب والنفاق وعلى المثقفين الذين يقولون مالا يفعلون .. لكنك تلمح ضعفك إزاء انسراب النموذج داخلك رويداً رويداً وترصد عدم مقاومته بل إنك في النهاية ترعاه وتسقيه ليزدهر مبرراً هذا بكونك ابن هذه الفئة وبالتالي وريثٌ شرعيٌ لكل أمراضها .. وهكذا إلى أن تقول للعائلة ابحثوا لي عن زوجة ( تَبَعنا ) ، ويا حبذا لو كانت من أقربائنا الذين في الأرياف ، ومتعلمة لكن لا تعمل ، ومقبولة الشكل وتقدس الحياة الزوجية ( يعني تقدس الزوج والتراب الذي يمشي عليه ، في الحقيقة ) .. ويحدث الأمر بعد سلسلة مصادفات عجيبة وتنازلات متوقعة مني في مدى ومساحة التدقيق الواجب في الاختيار حيث أني مستعجل وحيث أنهُ ( كله يهون ) في سبيل النعيم القادم والسعادة الآتية المتمثلة في التفرغ لكل المشاريع المؤجلة ، بدايةً من الكتابة وليس انتهاءً بلضم حبل الود مع الأصدقاء الذين باعدتنا عنهم الأيام .. وأُفَاجَأ بأن الزوجة كانت منذ اللحظة الأولى في صراعٍ محتدم بين بيئتها التي تحبها وتفهم مفاتيحها وبين واقعها الجديد فكان أي شكل للتوائم ، هو في الظاهر ومؤقت فقط .. لكنَّ داخلها جَدُّ حزين .. ثم تصحو شخصيتها العنيدة المتصلبة وتقرر مقاومة حتى حبها لي باعتباره تفريطاً في عَصبيَّتها وقَبليَّتها المتأصلة فيها من يوم أن حَطَّ الجَدُ الكبير في هذا المكان النائي والذي يحيطه الجبل من كل الجهات .. وانعكس صراعها هذا على حياتنا فانقلبتُ من شخصٍ كان يرنو للهدوء التام إلى متصارعٍ دائم وفي أكثر من ساحةٍ ومع أكثر من نَمَط إنساني : هي ووراءها بالطبع أهلها ، ثم المراقبين والمتطوعين ، وكذلك كل من تنضج كينونته برسم المسارات وتحديد مواعيد الدق على باب الأقدار للآخرين ..
وانتهى الأمر بكوارث من نوعية ضياع الأطفال ( والبهدلة وقلة القيمة ) والمرض بالطبع ..
المنطقي أن أي منصف ! سيقول إن المشكلة في العينة وليس في ، التجربة الطماعة الرائدة ، الطموح لكل صياغات الأنانية التي تستتبع الراحة والاطمئنان ، الملفوفان في التألق الأدبي الحتمي .. وأنه لا ذنب لرفاق المقهى ولوعيك المتنامي عبر الزمن .. وأن الأمر ، في سياقه النفعي المحض ، مجرد حظٍ سئ وعدم توفيق .. لكن عِظَم التأثير النفسي والألم والخسارات المعنوية المدوية ، الذين أحاطوا بالتجربة ، جعلوني أكره المقاهي وأحدد مواقعها بعدد دقات القلب الزائدة
وأنظر يميناً ويساراً ، حيث لا أعلم من أين ستأتي الضربة هذه المرة ...
وأقرأ روايات جيل الستينات وأنا أتحسس مسدسي ..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - عن الذاكرة و الصورة - قراءة في ديوان - يطل على الحواس- للش ...
- - منطاد - شعر / مؤمن سمير
- * تَلٌ من الهواءِ الأصيل *
- * حُفرَةٌ في البيتِ * شعر / مؤمن سمير
- - واخمشي بالأظافرِ ..- شعر/مؤمن سمير
- - حكايتهُ الكبرى ..- شعر/ مؤمن سمير
- - أطوي في الأدراجِ وأتمنى .... - شعر / مؤمن سمير
- - الشوارعُ المعتادة ...- شعر/ مؤمن سمير
- * اقتباساتُها
- - برداناً .. عارياً .. عامراً بالخوفِ ..- شعر / مؤمن سمير
- - أصابعُهُ تجوسُ في ظهري ..- شعر / مؤمن سمير
- - مستوفياً لكوابيسي - شعر / مؤمن سمير
- عمر شهريار يكتب عن : ما بعد جيل التسعينيات.. الموجة الثانية ...
- - صفحة من دفتر النشر الخاص في مصر - بقلم / مؤمن سمير
- - مُنْحَدرٌ ولُهَاثٌ - شعر / مؤمن سمير
- * أنا حبيبُ حبيباتِ أصدقائي * شعر / مؤمن سمير
- * نَخْبٌ لتشخيصِ المحبة * شعر / مؤمن سمير
- * أماكنُ للتخفِّي * شعر / مؤمن سمير
- * بجوار الملاحات * شعر/ مؤمن سمير
- * إذن ، هي أحاديثُ بَيتِنا الذي تحتَ الشجرةِ * شعر / مؤمن سم ...


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ظَلَمتني الرواياتُ والمقاهي ضَحِكَت عليّْ