التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 01:29
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الحراك الشعبي العراقي بين الحتمية والإرادوية المهزومة حتماً
إن القلق العراقي من الحراك الشعبي الذي انطلق مجدداً في 31 آب 2013 يتوزع على ثلاثة قوى رئيسية, الأولى هي قوى المحاصصة الطائفية الأثنية الحاكمة, التي ترى فيه خطراً حقيقياً على سلطتها , فيما إذا انتقل هذا الحراك من حالة تبني المطاليب الفرعية كمطلب الى المطالب الرئيسية كمطلب على سبيل المثال لا الحصر . أما القوى الثانية ممثلة ببقايا الاحتلال الامريكي التي بدأت تستشعر الخطر الحقيقي على نفوذها ودورها في العراق بعد ثورة 30 يونيو المصرية التي اطاحت بسلطة الأخوان المسلمين صنيعتها, ومن ثم امكانية تكرار المشهد في العراق بإسقاط قوى الاسلام السياسي الحاكمة فيه, وعليه أخذت تعمل على فسح الطريق للخط الاحتياطي الثاني من اتباعها في العراق, والذين يطلق عليهم تسمية القوى الليبرالية, ممهدة لذلك بالكشف عن محاولة انقلابية مزعزمة < اقتحام المنطقة الخظراء وسط اطلاق صواريخ عليها والتوجه مباشرة لاغتيال المسؤولين وفي مقدتهم نوري المالكي واحتلال مبنى شبكة الاعلام العراقية> لابلاغ ايران رسالة مفادها بأن اليد الطولى في العراق هي الامريكية في نهاية المطاف وما ايران سوى لاعب ثانوي, لعل القوى الثالثة متمثلة بالقوى الوطنية العراقية وضمنها المنظمات المدنية المشاركة في الحراك الشعبي, المتخوفة هي الاخرى, بحجة مفادها ان انتقال هذا الحراك الى مرحلته العليا ,أي, الثورة الشعبية, سيصتدم بأستحالة اجتياز المرحلة الأصعب ,الا وهي الانتصار دون تعريض الدولة العراقية الى التفكك ، نتيجة انعدام الامكانية الذاتية والموضوعية للحفاظ على الدولة, خصوصاً, بسبب طبيعة تركيبة القوات المسلحة العراقية التي اسست إثر حل الجيش العراقي الوطني على اساس العقود المليشياوية الفردية والحزبية.يأتي هذا القلق العام وسط وضع أمني في غاية التدهور, وتداعيات الأزمة السورية وتفاعلا تها الاقليمية والدولية, مما انعكس على منسقيات الحراك ذاتها, حيث يسود نشاطها الحذر الشديد من ظهور اي شعار مفاجئ وسط الجماهير الغاضبة, ومن ثم يصبح من المستحيل السيطرة على طبيعة الحراك المطلبية المحدودة, ولعل تجربة الصدام الذي جرى في مدينة الناصرية بين المتظاهرين والاحهزة الامنية رغم حصول التظاهرة على اجازة رسمية, قد قدم نموذجاً على هذا التخوف, إذ رفعت الجماهير شعارات تصف السلطة بالحرامية وتحولت في العديد من شعارتها بعيداً عن الشعار الرئيسي المرفوع في عموم التظاهرات, الا وهو <الغاء تقاعد البرلمان> .أما الأمر الذي يغيب عن تفكير القوى الثلاث هذه ولاسباب متفاوتة, هو أن الأنتفاضة الشعبية متفجرة حتماً....ولا يمكن لأياً منها, هزيمتها , أو تقنينها بسقف مطلب محدود, أو مصادرتها على يد قوى ليبرالية
صباح الموسوي
منسق التيار اليساري الوطني العراقي وعضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك....
التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب الاعلامي
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟