|
المبادرة الفاضحة
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المؤكد ان امريكا كانت تحضر مع حلفائها في المنطقة منذ زمن لضرب سوريا وعلى اذكاء الفتنة الطائفية لتفكيك التحالف الشيعي وتكسير الطوق الشيعي الذي يمتد من ايران الى العراق الى سوريا الى جنوب لبنان ....وبتأيد ودعم كبير من قبل تركيا التي حشدت قواتها على الحدود السورية الشمالية .... والتي صرح اكثر من مرة رئيس وزرائها ووزير خارجيتها على ضرورة معاقبة سوريا بذريعة استخدام السلاح الكيماوي ...... ان المبادرة الروسية التي اعلن عنها الرئيس الروسي بوتين في الوقت القاتل .... اوقفت الجري واللهاث نحو الحرب ..... اذ ان هذه المبادرة توصي بتخلي النظام السوري عن السلاح الكيماوي وتسليمه الى روسيا باشراف اممي وتوقيع سوريا على معاهدة عدم انتشار السلاح الكيماوي ... ان هذه المبادرة الروسية الذكية والفاضحة والموافقة السورية السريعة عليها على لسان وزير الخارجية السوري المعلم ...التي لم تكن تتوقعها الحكومة الامريكية , احدثت زلزالا واربكت مواقف الدول القارعة لطبول الحرب .....تركيا والسعودية وقطر وفرنسا ..التي كانت تستعجل الضربة العسكرية وتمني النفس بتدمير الدولة السورية .. ذلك انهم وضعوا كل بيضهم في سلة الحرب واجروا حساباتهم على ما قدموه من تسهيلات لامريكا والتمويل السخي لاكثر من سنتين ....للفوضى والقتل في سوريا . ان هذة المبادرة عرت هذه الدول (الحليفة) واحرجتها امام شعوبها لانهم اكتشفوا متأخرين ان لامريكا حسباتها الكونية ومصالحها التي لا تتقدم عليها اي مصلحة ...وان امريكا لا يلزمها اي وعد لهذا الحليف او ذاك ..... والذين حسبوا انهم يستطيعون على ان يجدوا لهم مكانا بين الدول العظمى ....خرجوا بخفي حنين ...لا طالوا عنب الشام ولا بلح اليمن .....لقد خرجوا من اللعبة اسرع من خروج ابن اوى من جحره عندما تلدغه افعى .... حتما بعد المبادرة التي لا يستطيع اوباما ان يتجاوزها لئلا يقف بالضد من غالبية الشعب الامريكي الرافض للحرب .... كما ان الاصوات الراعية والداعمة الى توجية ضربة عسكرية لسوريا سوف لن تتوقف وسنرى صراعا بين هذين الاتجاهين في داخل امريكا والنتيجة هي التي ستحسم الصراع .... داخل امريكا ....وليس في السعودية او انقرة كما يتوهم البعض ....وفي كلا الحالتين في حالة عدم توجيه الضربة او توجيه الضربة ...سيكون الموقف الروسي هو الموقف القوي الذي وقف بشدة لايقاف نزيف الدم ....في حين سيبدو اوباما من تخلى عن مبادئه التي نادى بها ضد الحروب في افغانستان والعراق .... لن تنتهي الازمة السورية بمثل هذا السيناريو ولكنه يشكل مدخلا لمؤتمر جنيف2 .... ويفتح امام روسيا وامريكا خيا رات عديدة ويعطي لمساحة الحوار دوائر اوسع ....لكن فيما يبدو ان ارتداداتها ستضرب تركيا بالدرجة الاولى .... وسنشهد تحرك الاخوان المسلمين ضد السعودية التي ستحاول ان تعمق الاقتتال الطائفي في لبنان ...... كما ان التحرك المحموم من قبل السعودية للتدخل في الشأن السوري سيواجه من قبل ايران بتدخل اكبر واعمق بالشأن العراقي لتوسيع قنوات اتصالها مع حليفتها سوريا ....وستعمل على ضرب السعودية في خاصرتها الشرقية ..... ان دول مجلس التعاون الخليجي يبدو انه حسمت امرها بان تخوض حربا طائفية متبعة هواجس ال سعود بشأن الطوق الشيعي ..... والسعي لتحطيم الدولة السورية مهما كان الثمن ومن ثم اشعال فتنة طائفية في لبنان لضرب حزب الله وسيكون وقود هذه الحرب هم السنة اللبنانيون ... كما سيوجهون الى العراق مستغلين حليفهم التركي كل انواع المفخخات والعبوات الناسفة ..... وحتما هم في هذا الامر سيدفعون الشيعة العرب في العراق الى ايجاد من يدفع الثمن من السنة كونهم الحواضن التي تأوي الارهابين ...وهذا اقل ما يقال ..... ان النظام السعودي ينتحر ويجر معه دويلات الخليج ويضعها في مواجهة مع محيطها العربي ....ومع الشعوب العربية التواقة الى الديمقراطية والتحرر من الهيمنة الامريكية التي استمرت لعقود ...لم تنل خلالها المنطقة الا الاذلال والاذعان والتبعية وقد غابت عنها التنمية واستثمار الموارد النفطية الهائلة ..... لقد حان الوقت لمصر والعراق وسوريا ان تعمل على تصحيح مسار جامعة الدول العربية وفك اسرها من قبل قطر والسعودية او ايجاد البديل عنها للحفاظ على ما تبقى للامة من ثوابت ...وما المساعدات الخليجية لمصر الا لتحيدها وابعادها عن ادائها لموقفها القومي الرافض للهيمنة الامريكية والصهيونية .ولدفعها للوقوف على الحياد في المرحلة الراهنة من الصراع الدائر في سوريا .. ان الدعم الخليجي لمصر هو جزء من اللعبة لازاحة مصر عن ممارسة دورها في قيادة الامة العربية وابقائها تحت الحاجة الملحة للمساعدات الخليجية ........ان الصراع في الوطن العربي الان هو بين من يمثل المصالح الامريكية والصهيونية وبين من يحاول ان يتصدى لمحاولات الهيمنة الامريكية –الصهيونية و يبقي على ثوابت الامن القومي العربي وقضية فلسطين قضية العرب المركزية .وتحاول ان تعطي دول الخليج وتحديدا السعودية للصراع طابعا طائفيا لتخدع اكبر عدد من السنة ليتحقوا بمشروعها الطائفي في تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية .... وعرقية ..... ان المبادرة الفاضحة ستفضح الكثير من المستور في المجال الحيوي للتامرالذي يحيط بالمنطقة والذي يجيد العرب العوم فيه اكثر من غيرهم . والخاسر الاكبر نتيجة هذه المبادرة السعودية وتركيا ... وفرنسا ..................
حامد الزبيدي 12/9/2013
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امريكا ... والسلاح الكيمياوي
-
الخروج الأمن .....؟؟؟
-
المأزق العراقي ......؟؟؟؟
-
دولة رابعة العدوية
-
نيرون بغداد
-
طريق العودة الى بابل
-
الهلال الخصيب .... تأريخ ومستقبل
-
فيضان النيل في 30 يونيو
-
ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل
-
صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
-
الدولة الفاشلة
-
مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
-
تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
-
مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
-
معركة القصير ....؟
-
العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
-
الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
-
العرب وحالة .....كأن
-
حاكمية اللئام
-
اسلحة الدمار الشامل ....النسخة الثانية
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|