دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 23:49
المحور:
الادب والفن
في عام 13 للميلاد،
وفي معبد جوبيتر بدمشق،
كان فتىً بمقتل العمر يذرف الدموع وهو يشكو للآلهة الظلمَ المُحاق بالأهالي من لدن الحاكم:
" كل يوم لا أفارق السوق، متسقطاً أخبار الثوار الذين تحدوا هذا الطاغية الغاشم "، ردد أكثر من مرة.
بعدما أنهى الشاب شكواه،
التفت لكي يخرج من قاعة الصلوات وإذا به وجهاً لوجه مع الإله مارس!
قال له هذا:
" لقد تأثرتُ بما قلته، وسأكون من الغد مع الثوار.. "
استبدّ الفرحُ بالفتى، فيما واصل الآخر القول:
" ولكن لي شرطاً واحداً؛ وهوَ أن تمتنع عن اضاعة الوقت في السوق، وأن تفعل شيئاً نافعاً لثورة بني قومك "
خرّ الشاب ساجداً، ليعبّر عن امتنانه وقبوله للشرط.
حينما رفع رأسه مجدداً، رأى أن الإله قد اختفى.
في صبيحة اليوم التالي،
أفاق الفتى على حركة أمه. قالت له بنبرة حماسية:
" يقال أن الثوار يتقدمون من أبواب المدينة، وأن جيش الحاكم يفرّ من أمامهم ".
فما كان من الابن سوى الهروع إلى السوق، لكي يستفهم عن جليّة الأمر
" إنني متأكّد بأن الإله مارس هو من يحارب اليوم مع الثائرين! "، أسرّ الفتى لنفسه مسروراً.
سويعة أخرى، على الأثر، وحضر رجلٌ مسنٌ معروفٌ بالحكمة وسداد الرأي، فأخبر الخلق بصوت مرتجف " إن الأخبار عن تقدّم الثوار غير صحيحة، والجيش ما فتأ في مواقعه المعتادة ".
ما أن سمع الفتى هذا الكلام حتى تذكّر فجأةً وصيّة إله الحرب، فاندفع يجهش بالبكاء.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟