عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماتت وهي تنتظر عودة ابنها المفقود في حرب تشاد
عبد السلام الزغيبي
خالتي رجعة شحات الزغيبي، الطيبة الحنونة، من الامهات الصابرات .. فقدت ابنها البكر في حرب ظالمة فرضها القذافي على الشعب الليبي. رغم مرور كل هذه السنوات لم تفقد الأمل في بقاء الابن الذي جنده نظام القذافي للقتال في تشاد، على قيد الحياة وعودته سالما كيف لا وقد ظل حيا يرزق دائما عندها، بالرغم من كل ما تقوله المستندات الرسمية ودوائر الدولة .
عاشت خالتي، سنوات اختلط فيها الحزن والألم مع الرجاء والأمل، وكانت عندما تأتي سيرة المفقود الغائب، تنهمرالدموع من عينيها دون انقطاع ، في انتظار أي خبر أو رسالة.
كانت خالتي رحمها الله، تلح على رؤيته قبل موتها، لكنها ودعت الدنيا دون أن يتحقق حلمها في رؤية ابنها.
ذهب سليمان أمحمد بوزعكوك إلى الحرب في تشاد قسرا، وهو في العشرين من عمره، وكان يعمل موظفا في مؤسسة الكهرباء ، وبعد معركة (فادا)، عام 1987 انقطعت أخباره، وبدأت بعد ذلك فصول البحث عن مصيره.
بذل والده واشقاؤه جهودا مضنية طيلة السنوات الماضية، للتحقق من مصير شقيقهم دون جدوى، وفقدوا الأمل في بقائه حيا.
قصة خالتي رجعة، هي قصة آلاف الامهات الصابرات اللائي انتظرن وينتظرن معرفة مصير أبنائهن، بعد ان دخلت القوات الليبية إلى عمق الأراضي التشادية، وتركت مصير الآلاف من الجنود والضباط تحت رمال الصحراء.
قصة شباب زج بهم في اتون الحرب ، لم يعترف القذافي بأنه أرسل الليبيين عنوة لخوضها ، ألم يقل ذات يوم إن ليبيا ليس لها أسرى ولا شهداء هناك!!
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟