وسام الفقعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 07:40
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
في أحد تبريراتها للضربة العسكرية بحق سوريا، ذهبت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تهدف إلى حماية أمنها القومي، انطلاقاً من مصلحتها القومية. وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء، ذات الهدف كان حاضراً في حربها في كوريا وصولاً لانقسامها إلى كوريتين (جنوبية تابعة لها)، وشمالية شيوعية، وكذلك فيتنام التي شنت ضدها حرب إبادة وصولاً لارتكابها مذبحة مدينة (ماي لاي)، التي حرقتها وسكانها عن بكرة أبيها، وصولاً لأفغانستان والعراق التي قُتل فيها وحدها ما يزيد عن مليون عراقي، وملايين عدة هُجرت للخارج، والعديد من الشواهد الأخرى. السؤال الأهم الذي يُطرح ما هي تلك المصلحة القومية الأمريكية التي تجعل يدها تصل لبلاد بينها وبين حدودها بحار ومحيطات نقول بالعامية: "لها أول وليس لها آخر"؟!!.
باختصار؛ ألا يَنُم ذلك عن العقيدة السياسية الأمريكية التي تنطلق من أنها يجب أن تحكم العالم بمفردها، من خلال هيمنتها المطلقة، وأهمها منبع الثروات والموارد الطبيعية "النفط والغاز" الوطن العربي، وحماية "قاعدة جيشها الإمبريالي فيه إسرائيل".
لكن في المقابل، يا هل تُرى لماذا "النظام الرسمي العربي وتوابعه/ملحقاته في المنطقة" لا يشكل له الأمن القومي العربي، والمصلحة القومية ذلك "الهاجس/الخوف" الكبير وخاصة أن "إسرائيل": الصهيونية، والكافرة بحكم الدين، والمجرمة بشواهد الأحداث التاريخية والمعاصرة منها..."، والمتربعة وسطهم، لا تشكل ذلك الخطر الذي "استشعرته أمريكا القابعة بعيداً.. وبعيداً جداً" من العراق وسوريا وغيرها من دول العالم التي اُستُهدفت وتلك التي لا زالت على لائحة الاستهداف؟!
ذلك باختصار أيضاً، يعود إلى كون النظام الرسمي العربي وتوابعه/ملحقاته فقد إحساسه الوطني، ولم يعد "الوطن/القطر/الشعب" بالنسبة له سوى مصدر لاستمرار حكم العائلة، والثراء، والجاه، والنهب، وتحصيل الامتيازات، وصولاً لأن هانت عليه فجعلها مرتعاً مستباحاً للتبعية والهيمنة والسيطرة الخارجية، ليس هذا فحسب؛ بل قاعدة رئيسية لضرب المصلحة القومية، فمن (يفقد وطنيته تهون عليه قوميته)، هنا ليس مستغرباً أو مستهجناً ما صدر أو سيصدر لاحقاً عن جامعة لم يعد يذكرنا بصفتها سوى كلمة "عربية"... فيا جبهة الأعداء ازدتي رسوخاً في عقلي.
#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟