أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عصر ... بلا بيت














المزيد.....


عصر ... بلا بيت


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عصر ... بلا بيت
كتب مروان صباح / تنحصر جلسات المثقفين بين تناول الأفكار التى قُرأت لكتب غير عربية ، عموماً ، وقليلاً ما أُنتج محلياً وهي متشابهة تماماً عند هواة المطالعة ، لكن ما يُحّكمنا الوقوف عنده رغم تجاهلنا له لعقود طويلة ، الترجمة التى تُجسرّ للأمة المعرفة لدى الآخرين وتتيح لها الإطلالة نحو ثقافات مختلفة وطريقة التفكير وكيفية التعامل مع القضايا والمسائل المتعددة ، بعيدة عن تلك المرئية ، إن كانت تلك التى تُوفر الحلول أو تستكمل الرؤى وغيرها من اجتماعيات تتيح استقراء السلوكيات والأنماط ، حيث تقوم الترجمة بشكل تدريجي بإثراء الوعي وتحفيز العقل كي يتفاعل ويتطور نحو المجالات الابداعية ، لكن في الواقع اقتصرت الترجمات العربية ما بين أشخاص ودور نشر متواضعة الامكانيات وذات رؤية فردية مهما على قامة معرفتها بالأخر تبقى حبيسة أبصار ذات الاتجاه الواحد لا تمتلك رؤى متنوعة متينة تنطلق من احتياجات المجتمع وما ينقصه ، على الرغم من أنها تقود دور مساهم في ارتقاء الوعي الذي يضطرها في كثير من الأوقات اللجوء إلى ترجمات قيمتها منزوعة من الدسم الفكري بل هي أشبه بمحاولات زرع فاشلة تتحول إلى عبء مع مرور الزمن لكي تستمر ، ورغم الحداثة التى تتمتع بها المطبوعات من تطور التكنولوجي في الطباعة والنشر ، إلا أن العصر العباسي والفاطمي استطاعا أن يؤسسا بيت ودار الحكمة في بغداد والقاهرة ، حيث ضمت دار الحكمة في مصر أكثر من مليون وستمائة الف مجلد بالإضافة إلى 18 الف مخطوطة في الفلسفة وكان الدخول مجاناً كما حرصت الدولة على تأثيثها بما يليق بمكانتها ، ووضعت أكِفاء يرعوها ، قادرين على مواصلة الارتقاء بمخزونها اللامنتهي ، حيث تجاوزت خزائنها الأربعين خزانة تتسع الواحدة منها لنحو ثمانية عشر الف كتاب وكانت رفوفها مفتوحة والكتب في متناول من يرغب ويسعى للمعرفة .
القصد من تغيب الأمة لمثل هذا المشروع والانكفاء الدولة داخل جدران مؤسساتها ، بالطبع ، كان لا بد أن يؤدي الحال إلى تعطيل جميع المبادرات التى تساعد في استنهاض الوعي واغتناء الفكر تماماً كما حصل للعباسيين عندما تعرضت خلافتهم في وقت كان الهوان سائداً والشخصنة متحكمة بمقدرات الدولة ، حيث تمكن المغول غزوهم وتدمير أهم تجمع للكتاب على مدار القرون لما تراكم بين رفوفها من المعرفة الكونية ، طبعاً ، بشغف همة الناظرين بعقول كاتبيها على اختلاف جغرافيتهم وألوانهم وأعراقهم ، لكن الغزو حوّل بيت الحكمة ببغداد من شموع مضيئة إلى نار مشتعلة لدرجة تَغيّر لون مياه دجلة إلى سوداء بكثافة الحبر الذي أنسال بكميات هائلة ، وعامت الكلمات على سطح النهر تاركةً الزمن يعيد جمعها من جديد ، كالكلمات المتقاطعة ، إلا أن عصرنا لم يحتاج في الحقيقة إلى غزاة بقدر ما تعهد المتحكمين بمصائر الاجيال ومستقبلهِم بتشييد جدران متعددة بين أبناء الأمة والمعرفة المتوارية في ثنايا الافكار وذلك بسبب أنها زاغت الابصار وعطبت وحرّمة من التدرب على المدى الأطول لما هو امامها وحولها ، فقد صُنعَّ بصمت ، الكثير من الإبداعات الفكرية التى ابتعدت كلياً عن ثرثرة السياحية والتسويقية ويعود ذلك الحرمان في المقام الأول إلى ممارسة القهر وغياب الديمقراطية وعدم اعتراف بمبادئ المساواة وإنكار الكفاءة وتقديم الولاء بالإضافة للسير بين الأمم دون مشروع نهضوي ، مما جعل التحرك في هذا الطريق غاية من الصعوبة بل مشقة ، فالترجمة بحاجة إلى مؤسسات قوية لديها اعتراف ودعم الدولة ، يجتمع حولها وداخلها عقول تمتلك رصيد لغوي مصحوب بفكر انتقائي للأفكار التى تعج في الأسواق ، القادرة على التمييز بين فكرة وأخرى وإعطاءها الأولوية في الترجمة ثم النشر ، فليس من المعقول أن لا يتمتع المترجم أولاً بعمق ومهارة لغة الأم ومن ثم يليها لغة الغير وثالثاً القدرة على قراءة الفكر وإمكانية نقده حتى لا يتحول إلى نقل ثقيل ، لأن الفارق عميق بين العلم ونقل العلم .
نحن بحاجة إلى مشروع يتجاوز المشروعين العباسي والفاطمي بإنشاء مكتبات تختص بالترجمات المبنية على النقد وأفضلية الانتقاء وتصيب الإنسان أين تواجد على الجغرافيا العربية ، وقبل كل شيء لا بد للشجاعة أن تتقدم لإعادة النظر بالمناهج الدراسية وبمن يقوم بإقرارها ومن اُلّقيت على عاتقه تطبيقها ، كي يستعيد العربي لغته المخطوفة والركيكة في أحسن حال ، لما آلت إليه الأغلبية من حبو مزمن أدت إلى اصابات بالعرج في اللسان كأن مستخدمها يحمل عكاز وينتظر الصدفة ، ما تقذفه .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبراطورية الغائبة بالتسمية ... الحاضرة بالأفعال
- هجرة الفراشات والدرويشيات
- سوء الفهم
- ثورة ناقصة
- المراوحة الثقيلة بين القومية العربية الاسلامية والقومية المص ...
- عقوق الأبناء بحق ياسر عرفات
- أرض الحجارة والرمال
- القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة
- جرثومة عصية على المعالجة
- أهي ثورة تقرير مصير أمّ تحريك تسويات
- ارهاق مجتمعي يؤدي إلى انتحار وطني
- بآي بآي يا عرب
- استغاثة تائهة في الصحراء
- عقرها حزب الله
- رحمك الله يا أبي
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة
- مهنة المعارضة


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - عصر ... بلا بيت