وسام غملوش
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 13:00
المحور:
الادب والفن
تجملي فما زال هناك وقت للغزل
مازال هناك وقت للعبث
وقت للدجل
وقت للجدل
فقد ولد محمد وبجانبه هُبل
غُزيت القدس وتحررت مرات عدة
ومازال الاقصى وكنيسة القيامة
ولم تتوقف الصلاة
دمر الهيكل وما زالت شعائره تُتلا
تشوه الجمال ملايين المرات
وما زال يولد
فمهما تكدس الغبار
..دائما يأتي الهواء
سُجنت النسوة واعتُقل الشباب
ولم تقف الولادة
يفيض النهر كثيرا
يدمر السد احيانا
وسمك زهري اللون
مازال يجد مكانا للبيض
دائما هناك وقت للحياة
رغم ان هناك اوقات كثيرة للموت
دائما هناك وقت حتى في قلب العاصفة
..للاستمتاع
بصفعات الريح
بجلدها
بغزارة امطارها
فاحيانا تكون الطهارة بجلد الذات
وما غضب التدمير الا برعم للولادة
دائما هناك وقت لقبلة صغيرة
للمسة توقف الزمن
لنظرة في حمرة الخجل
من انثى تجعل من الشهادة
..مديحا للبطل
دائما هناك وقت لكلمة اخيرة
فما مات انسان الا وقال كلمته الاخيرة
فشرع السماء يترك وقت لكل صغيرة
وكما هناك في الحرب وقت للصلاة
هناك وقت للقتل
وقت لسرد تفاهة
ودمعة لكتابة مأساة
ووقت لانجاب طفل تحت ازيز الرصاص
وصوت المدافع
هناك وقت بين اللحظة واللحظة
يُختصر به عمراً باكمله
فلطالما يقف قدرك على مغامرة صغيرة
تنتهك بها قانون السماء
او يُنتهك بها قدرك الارضي
دائما هناك وقت لاجعل من فتاة عبارة
حسناء لحلم ينشطر في اللحظة
..بمقدار مئة عام
ورغم كل الكفر والالحاد هناك وقت للاختلاء
..بإله لم اعرفه
وشيطان لم انظره
وتخيلٍ لملاك يقال انه جليسي
ورغم كل طبول الحرب التي تُقرع
والجحافل التي تُحشد
هناك وقت لمرور سرب من الحمام
فبين الطلقة والطلقة
مغامرة لعاشق في فن النجاة
ورغم ارتكاب كل الحماقات المدمرة
هناك حماقة تعيد البناء
فنظامنا الوجودي
.. لا يخلو من عبثية حيرت كل العقلاء
لذلك وجود قليل من الوقت
ولو لارتكاب حماقة جميلة
هو ما يجعل من الحياة
وردة حية
في مزهرية حجرية
فدائما هناك وقت لنفعل ما نشاء
فالوقت لنا
نحن رهينته
لكنه حصاننا
نمتطيه ليعبر بنا
وفي الترحال نقطف ولو قليلا مما نشاء..
#وسام_غملوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟