مديحه الملوانى
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 08:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع سقوط الإخوان في مصر ومع تقدم النظام السوري في الميدان أصبحت الولايات المتحدة عارية أمام الواقع والوقائع
وكان يستحيل على الأمريكان والغرب الاستعمارى أن يرى انتصار الثورة المصرية يتزامن بالتوقيت والوتيرة مع خروج النظام من معركة سورية "آمناً سالما" ولو إلى حين بوجود النظام أو بوجود بديله الجديد الذي لم يكن بمقدوره في ظل وجود الثورة المصرية وانتصارها إلاّ أن يكون منسجماً مع هذه الثورة وأهدافها.
ولكن في الحسابات الغربية الأميركية الإسرائيلية يستحيل تحمّل خسارة الاخوان في مصر (الحليف الاستراتيجي الجديد) وخسارة الحرب في سورية وبقاء النظام الحالي فيها طالما أن هذا النظام سيكون مجبراً على مواجهة الغرب والتصدي لها دفاعاً عن نفسه وعن بقائه على الأقل.
هنا كان لا بد (من وجهة نظر إسرائيل وأميركا والغرب) من التحرك للرد على مصر في سورية وذلك لهدف تعديل الموازين بما يسمح بإجلاس النظام على طاولة المفاوضات بشروط غربية وليس بشروط النظام الذي تقدم كثيراً في الميدان في الأشهر القليلة السابقة.
أعتقد أنه بالفعل قد استخدم الكيماوي، وربما كان هذا الاستخدام قد تم وانطلق من مناطق يسيطر عليها النظام نفسه. وربما أن أحداً ما قد تم تحريكه أو تحرك من تلقاء نفسه لإنقاذ الغرب أو إنقاذ نفسه في مرحلة لاحقة، وذلك لتوفير غطاء الرد الأميركي. المهم أن الرد الأميركي لضرب سورية ينطوي في الواقع على ردٍّ على جريمة الأميركان في مصر.
وحتى لو أن الكيماوي لم يستخدم علىالاطلاق فقد كان الغرب وإسرائيل وأميركا تحديداً بحاجة ماسة وسريعة للرد على مصر في سورية والباقي مجرّد تفاصيل وحواشى
وبالعودة إلى الصراع في سورية وعليها فقد كان موقف الأميركان والغرب أميل إلى الموقف الإسرائيلي والقاضي بإذكاء الصراع لتدمير مقومات البلد وتفتيت المجتمع وتحطيم أسس وحدته الوطنية وتأجيج الصراع فيه (أي البلد) إلى صراع طائفي ومذهبي وخارج نطاق الاهداف الوطنية بالديمقراطية والكرامة الوطنية.
هنا التقت مصالح النظام الذي رأى في عسكرة الصراع الوسيلة الوحيدة لمواجهة الثورة مع مصالح الأميركان الذين راهنوا أن تكون العسكرة الوسيلة الأنجع لتدمير البلاد والعباد ومع مصالح منظمات الإرهاب والتطرف التي وفدت إلى سورية لاستكمال مشروع تدمير التاريخ الوطني للشعوب العربية عَبر إقامة الإمارات الإسلامية على أنقاض الأوطان التي نعرفها.
وفى كل الاحوال تشير موازين القوى مع التغييرات المتواتره ان الضربه الامريكيه وان تمت ستكون محدوده وعابره من اجل تقويض النظام السورى واضعاف قدرته التفاوضيه بتقليص اوراق اللعبه التى يمتلكها بيده ، وهذا بغرض دعم تواجد تيارات الاسلام السياسي من جديد فى المشهد ...وفى كل الاحوال ارى انه قد فات الميعاد على تحقق هذا الامل الوهم ...
#مديحه_الملوانى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟