أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتظر العمري - هزالة الدول العربية














المزيد.....


هزالة الدول العربية


منتظر العمري

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة السورية الدائرة منذ سنتين ونصف وما صاحبها من تفاعلات دولية وإقليمية أظهرت للمراقب عدت مؤشرات ، من أهم هذه المؤشرات التي ظهرت ولا تقبل الشك هو ضعف الكتلة العربية ، وهذا الضعف الذي يدب بالكتلة العربية وصل إلى نقطة الذروة مع بداية القرن 21 وتكللت في الأزمة السورية .. وبين فترة وأخرى يظهر الضعف واضحاً بمجرد ظهور أزمة ويتطلب من الأنظمة العربية ان تحدد موقفها منها .. تظم الكتلة العربية 22 دولة أثبتت ضعفها وهزالة موقفها في عدة مناسبات ، منها الأوضاع التي تمر بها فلسطين ، حيث ان كل يوم يتعرض الشعب الفلسطيني الى بطش الآلة الصهيونية على مرأى ومسمع الأشقاء ، وكذلك في حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان ، والضربات الصاروخية لأهداف في دول عربية متعددة كما حدث في اليمن والسودان .
ونحن اليوم إمام أزمة خطرة من المتوقع ان تنتقل نيرانها الى اغلب الدول العربية ، وعلى اقل التقديرات ستمتد نيران الأزمة الى دول المحيط السوري وخاصة العراق ولبنان ، لكن رغم كل هذا الخطر المتوقع والنار الملتهب سعيرها لم تجد موقف عربي حقيقي ايجابي يؤدي إلى الخروج بالمنطقة إلى بر الأمان .
وما يؤكد الضعف العربي هو دخول الأقطاب العالمية في الأزمة السورية ومحاولة توجيهها بالوجهة المناسبة التي تحقق من خلالها أهدافها ، وتحصل على مكتسبات متعددة مع غياب للموقف العربي الذي من المفترض ان يكون له السبق في ذلك .
لو رجعنا إلى مواقف اللاعب الأمريكي نجدهُ هو المهيمن بل صاحب الكلمة الأولى والطولا على حساب غياب عربي شبه تام ، وخاصة الوعد والوعيد الذي يصدر من قبل الرئيس الأمريكي باراك اوباما واحتمال توجيه ضربة محدودة لنظام الأسد ، وهذا الأمر لم تتجرأ على إصداره أي دولة عربية مع إطلاق اليد للخارج أن يفعل ما يريد .. وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي أن " الوقت حان لرد فعل حاسم من الولايات المتحدة على وحشية الحكومة السورية " ووضح اوباما في مقابلة مع " سي أن أن " الأمريكية .. أن " الولايات المتحدة تظل عنصراً لا غنى عنه بالنسبة لما يحدث بالشرق الأوسط " هذا الكلام يوضح لنا الدور الكبير التي تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة على حساب الأنظمة العربية محاولة تغيب الدور العربي بشتى الطرق ، وإبراز قوتها التي تقدر من خلالها معاقبة الأنظمة ومكافئتها ، بل في الحقيقة ابعد من ذلك اقدر إن أطلق عليها أنها " مؤدت الأنظمة وخالقتها " في الشرق الأوسط ، وكل هذا يأتي جراء الضعف العربي الذي يعبر عنه دافيد بن غوريون ) 1886 – 1974 ) أول رئيس وزراء إسرائيلي ، حيث يقول مخاطباً اليهود " لا تعتقدوا إن ما حققناه كان بقوتنا بل بضعف الأخر " ويقصد بالأخر هنا العرب .
وجراء هذا الضعف الذي دب في الجسد العربي المقطع المرقع ، وجدت أمريكا نفسها ودول كبرى ومتوسطة اخرى ، هي الإمرة الناهية والمديرة لأزمات الشرق الأوسط في اي اتجاه يحقق مصالحها ، مما أدى إلى غياب عربي شبه تام عما يحدث في سوريا واكتفاء البعض بالتصريحات والمؤتمرات ، بل البعض صار أداة تُستخدم من قبل الولايات المتحدة يتحرك وفق الخطوط التي ترسمها إدارة الرئيس اوباما ، وكان من الممكن ان تستخدم الدول العربية قدراتها تحت خيمة الجامعة العربية لتوصل الى وضع حل لأي أزمة تعصف بالمنطقة ، بدل فسح المجال إمام الغير ليتصرف فيما يحدث ، ونحن كلنا نعلم وعلى مر التاريخ ان الولايات المتحدة تنظر إلى الأزمات وتقوم بوضع الحلول لها وفق ما يناسب تحقيق مصالحها ، مصلحتها التي تقتضي إدخال المنطقة في صراع ونزاع دائم على أن لا يكون هناك انتصار لطرف على طرف بل يكون هناك إضعاف وتدمير وقتل لكلا الطرفين وهذا ما يحصل في النموذج السوري تحاول دائما تحقق تكافئ بالقدرات بين الطرفين حتى تُطيل امد الصراع وبمرور الوقت يتبين لها من هو الطرف الأقرب إلى مصالحها لتقف معه .
أن هزالة الكتلة العربية وضعفها هو بسبب عدم امتلاكها إرادة التصرف والتعاطي بحرية مع الملفات العربية بعيداً عن الأملائات الاسرأمريكية .
رغم ان الدول العربية تملك الكثير من أوراق الضغط وعناصر القوة التي تقدر من خلالها ان تحقق ما تصبوا اليه . لكن ذلك يتطلب الخروج من حالة العقم الدائمة التي تعيشها الدول العربية باعادة تفعيل منظومة التعاون العربية واستثمار عناصر القوة التي تمتلكها .



#منتظر_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراً بيروت .. فلم نعد نقرأ !!
- قادة العراق وتحديات المستقبل
- الطالب الجامعي بين المؤسسة الدينية والتعليمية
- من الشهداء نحن أم هم ؟؟
- المواطن العراقي هو الضحية دائما !!
- الجامعة ودورها في الحياة الثقافية
- توفير وطن في الوطن
- هذا لي وذاك أيضا ً
- حملة انا عراقي والسلام هويتي ... تكسر أفق التوقع
- الأقسام الداخلية ... أخناق و حرمان
- ماذا لنا إن ورث الأبناء ؟؟
- لماذا روسيا .. يا رئيس الوزراء ؟؟
- بعد الاسد .. الكل فليعد العدة


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتظر العمري - هزالة الدول العربية