أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - فن التراجع














المزيد.....

فن التراجع


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تذكرنا تصريحات وآراء البعض حول المخاطر المحدقة بالوطن، بالتصريحات والآراء الكثيرة التي أطلقت عشية الغزو الأمريكي والغربي ليوغسلافيا، و للعراق، وليبيا... حتى إن البعض يتوقع حصول حرب عالمية...
ونظراً للمخاطر التي يحملها منهج التفكير هذا، من الضروري مناقشته، وهذه الآراء بهدوء ومسؤولية...
إذا عدنا إلى التاريخ القريب نجد أن الكثيرين كانوا قد توقعوا، إبان توجيه الضربات الجوية إلى يوغسلافيا، أن الروس لن يتخلوا عن أبناء جلدتهم من الصرب، خاصة أنهم ينحدرون من عرق واحد، وتجمعهم كنيسة واحدة، فضلاً عن المصالح التاريخية، والاقتصادية، والعسكرية المشتركة، إلا أن ردة الفعل الروسية اليتيمة تجسدت في قطع رئيس الوزراء الروسي زيارته إلى أمريكا، وعودته من منتصف الطريق بالطائرة إلى موسكو... كما أن السفارة الصينية في بلغراد دكت بالصواريخ الأمريكية ولم تحرك الصين حليفة تيتو التاريخية ساكناً... وعند غزو العراق صرح الرئيس الروسي في حينه، بأنّه ليس في صالح روسيا أن تخسر أمريكا الحرب في العراق... كما اكتفت روسيا بتوجيه الانتقادات إلى التدخل الغربي في ليبيا...
يقول البعض تغير الزمن وتغير الواقع...
أجل تغير الواقع، وأصبحت روسيا عضواً في منظمة التجارة العالمية، أي جزءاً من المنظومة الرأسمالية العالمية، تتبادل المصالح مع دولها، وازداد الروس برغماتية، بوضعهم مصالحهم في قمة الأولويات، وأصبح في إسرائيل أكثر من مليوني مهاجر من روسيا، وأصبحت إسرائيل ومصالحها في صلب السياسة الداخلية والخارجية الروسية، كما في أمريكا إن لم تكن أكثر لصاقة... ولا يعتقدن أحد أن الروس سيضحون بمصالحهم الاقتصادية مع الغرب ومع أمريكا بهذه البساطة، أو أن السياسيين الروس المهيمنين حالياً يجرؤون على إغضاب إسرائيل...
تذكرني الآراء غير الموضوعية وغير العقلانية في تقييم المخاطر المحدقة بالبلاد، بالنداءات والرسائل التي وجهت إلى القيادات العراقية، والليبية، واليوغسلافية للتعامل بجدية مع تلك المخاطر، لتجنيب بلدانها الدمار، بل إن بعض تلك الرسائل والنداءات صدرت عمن يتجاهل حالياً هذه المخاطر المشابهة، وعن رؤسائهم... فلماذا يغضون الطرف عن نداءاتهم السابقة حالياً؟!
ترى كيف كانت حال العراق، وليبيا، وحال حكامهما، وأسرهم، والموالين لهم، لو سمعت تلك النداءات؟!
يرى البعض أن تجنب المخاطر التي تدمر البلاد هو ـ استسلام!
وتحضرني في هذه المناسبة آراء لينين في عشرينيات القرن الماضي عندما كانت روسيا تعاني من ويلات الحرب الأهلية، ومن ويلات سياسة شيوعية الاقتصاد التي انتهجها الحكام البلاشفة في ذلك الحين، فما كان من لينين ـ وهو من الماركسيين القلائل الذين فهموا المنهج الديالكتيكي في التفكير ـ إلا أن أطلق شعار: "علينا تعلم فن التراجع". واستبدل سياسة شيوعية الاقتصاد بسياسة النيب (السياسة الاقتصادية الجديدة، ذات التوجه الرأسمالي)... لقد رأى لينين أن التراجع عن النهج الذي يقود إلى تدمير البلاد ليس استسلاماً؛ بل سياسة حكيمة...
كم هو ضروري ومفيد تعلم فن التراجع؛ فهذا الوقت ليس وقت العنجهية، والغطرسة، والعنتريات؛ إنّه وقت إعمال العقل لإصدار مبادرة وطنية شاملة بالتنسيق مع القوى الفاعلة والمؤثرة تقطع مع كل ما يقود إلى دمار البلاد، وتبني للمستقبل بجرأة وغيرة، وتحمل المسؤولية كاملة، لإنقاذ الوطن والشعب.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على من تتلو مزاميرك يا داود!
- الثورة إبداع
- شعوب العالم تتطلع إلى شعب مصر
- لا بد للعقل أن ينتصر!
- في أسس الحل السياسي كضرورة وطنية
- الحل السياسي ضرورة وطنية
- الحوار المتمدن نقيض الشتائم
- لماذا الإخوان المسلمون كما الشيوعيين والبعثيين لا يقبلون الن ...
- لماذا يُحرم كتابٌ ومثقفون من أبسط الحقوق؟!
- آه، عشتار، عشتار!
- التطرف يقرب
- رسالة مفتوحة: -في الصفصافة ينتصرون على المعارضين بحرمانهم من ...
- كيف يمكن تجنب التدخل الخارجي حتمياً ؟
- فلتنتصر إرادة الخير
- البنية الدستورية والحقوق والحريات في الدستور الروسي
- الشعوب ضمانة انتصار الثورة
- دولة القانون المدنية سبيل الخروج من الأزمة
- تحية إلى الفنان علي فرزات
- العَلمانية في فكر قادة الثورة السورية
- الحراك الشعبي السلمي ضرورة لإنجاز التغيير المنشود


المزيد.....




- -لماذا لا تقوم بعملك يا سيناتور؟-.. حشد أمريكي غاضب بعد ترحي ...
- مسؤولون لـCNN: خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى النصف خ ...
- موسكو: كييف تستخدم التعبئة لصالحها
- الذكرى الـ 80 لبدء معركة برلين
- الإمارات: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمث ...
- وزير الداخلية التركي يكشف عدد السوريين الذي عادوا إلى بلادهم ...
- -بوليتيكو-: تسريح موظفين في وزارة الدفاع الأمريكية بسبب إدار ...
- وزير خارجية مصر: جهودنا لم تتوقف لإنهاء الحرب -الظالمة- على ...
- قازان.. طائرة Tu-144 السوفيتية الشهيرة تتحول إلى متحف
- نجيب بوكيلة لن يستطيع -تهريب- من تم ترحيله خطاً للولايات الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - فن التراجع