أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإخوان لا يتعلمون الدرس














المزيد.....

الإخوان لا يتعلمون الدرس


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 02:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الإسلام السياسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين ذات الأكثر من ثمانين خريفاً لا يتعلم أبداً من أخطائه الماضية، ولا حتى يعرف كيف يقرأ عِبَرْ التاريخ. من منظور تاريخي، كافة جماعات وحركات وتنظيمات الإسلام السياسي، السلمية والمسلحة، كانت قد تأسست وتسعى بحماس مشهود من أجل تحقيق غاية أساسية واحدة: تحقيق التوغل والانتشار الواسع بين الناس ووسط الشعوب عبر استغلال الدين والعصبيات المذهبية أملاً في حصد تأييدها وأصواتها إذا جاء الأوان في سلة قوة سياسية إسلامية حاكمة تستطيع أن تعيد في صورة جديدة تأسيس مشروع الوحدة السياسية للأمة الإسلامية بعدما سقطت الخلافة العثمانية قبل أعوام قليلة فقط من ذلك التأسيس السياسي للدين. لكن، ربما لسوء حظ الإسلام السياسي أو غبائه السياسي، هو لا يزال حتى اليوم لا يستطيع ولو مرة واحدة أن يحصد ما قد ظل يزرعه ويرويه بالمال والعرق والدم لعقود عديدة؛ إنما في كل مرة كان هناك دائماً طرف آخر يقفز فجأة- من تحت الأرض- في آخر لحظة ليخطف منهم غنيمتهم بعد استوائها ويحصد بدلاً منهم معظم ما قد زرعوا، بل ويستفيد بالحطب حتى في إحراق هؤلاء الساسة الإسلاميين أنفسهم.

نقطة القوة الأساسية للإسلاميين عامة تكمن في امتلاكهم الشارع وعقول الدهماء والبسطاء، الذين يشكلون الأغلبية الساحقة حول العالم العربي وفي مصر تحديداً إلى اليوم. في هذه النقطة بشكل خاص يكمن بالأساس سحر وإغراء الإسلام السياسي وسر التكالب والانقضاض عليه من مراكز قوى سياسية عديدة، الذي قد تم بالفعل في الماضي من قبل الإنجليز والقصر والأحزاب المصرية سواء اليسارية أو اليمينية أو حتى الليبرالية قبل ثورة 1952. ثم على مقربة من نهاية تلك الحقبة الملكية لم يقترب الإخوان المسلمون كما كانوا يتمنون صوب غايتهم الأساسية في الوصول إلى الحكم وبدء تطبيق المشروع الإسلامي لكن، على العكس، اقتربوا بسرعة البرق من السقوط في الهاوية، الذي وقع فعلاً باغتيال مؤسسهم ومرشدهم الأول حسن البنا نفسه وحل جماعتهم نفسها. في النهاية احترقت زرعة الجماعة أمام أعينها ولم تنقذها قاعدتها الشعبية العريضة من الدهماء والبسطاء من هذا المصير المأساوي.

ثم بعد 1952، ظهرت إلى الوجود السياسي حركة الضباط الأحرار التي بحكم غربتها عن دنيا السياسة كانت في حاجة ماسة للقاعدة الشعبية الواسعة لدى الإخوان المسلمين. وبعد أن استتب الأمر لهؤلاء الضباط الصغار ونجحوا في ينشئوا بأنفسهم قنوات اتصال مباشرة مع القاعدة الشعبية المصرية العريضة عبر قوانين الإصلاح الزراعي والتعليم والتأميم والصحة والإسكان وخلافه، انتهت الحاجة السياسية من الإخوان وتم التخلص منهم بالفعل في أقرب فرصة. هكذا، للمرة الثانية يتم الاستيلاء منهم أمام أعينهم على ذات القاعدة الشعبية العريضة التي يتفاخرون دائماً بها من دون أن يستطيعوا عمل شيء؛ بل حتى قد تم في المرتين استغلال نفس هذه القاعدة الشعبية العريضة في إحكام الخناق على الإسلاميين وملاحقتهم والانقضاض عليهم. في استمرار لهذا الاستغلال المفضوح والمتكرر، بعد جمال عبد الناصر أعاد أنور السادات الاستعانة بالنفوذ الشعبي الإسلامي لتحقيق توازن مع التيارات اليسارية والشيوعية القوية والنافذة في ذلك الوقت؛ وقد تحقق له بالفعل ما أراد، لكنه في غفلة من الزمن دفع حياته ثمناً لإطلاقه العنان أكثر من اللازم لجماعات الإسلام السياسي.

ثم يجئ الوقت الحاضر، زمن الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي لعب ولا يزال يلعب هو أيضاً ضد الإخوان المسلمين نفس اللعبة القديمة ويحقق نجاحاً باهراً ربما لم يتحقق مثله في أي من الجولات السابقة. نفس القاعدة الشعبية العريضة التي دائماً ما يتفاخر بها الإخوان المسلمون خاصة وتيار الإسلام السياسي عامة، والتي أوصلتهم جميعاً إلى الحكم عقب ثورة 25 يناير، هي ذاتها التي قد استغلها السيسي أيضاً في الإطاحة بهم يوم 3 يوليو، ثم ملاحقتهم واعتقالهم وربما القضاء عليهم سياسياً بشكل نهائي في مرحلة لاحقة. كأن الساسة الإسلاميين، والإخوان المسلمين تحديداً، بارعون حقاً في الحرث والغرس والزرع لكنهم لا يقدرون على حصد محصولهم؛ وإذا ما حصدوا، لا يكادون يهنئون بالوليمة التي قد ظلوا يصبرون ويضحون لأجلها من سنين طويلة!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طريق الإصلاح الديني-3
- على طريق الإصلاح الديني-2
- على طريق الإصلاح الديني
- المقدمة إلى الإصلاح
- ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق
- خرافة الليبرالية الإسلامية والتفكير من داخل الصندوق
- ليس دفاعاً عن الإخوان
- مشكلة ضمير البرادعي
- عن فوائد الحروب
- ليبراليون في بيادة العسكر
- عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة
- 2- الإسلام السياسي يُحارب، لا يُسترضى
- مراهقة ليبرالية مصرية أم سذاجة في تحليل الحروب؟
- بعد فشل مشروع النهضة، الأخوان يطلقون مشروع الشهيد
- النسبية العلمانية والأصولية الدينية
- أنا رب الكون
- رهان أوباما الخاسر على الإخوان
- وهل الرُسُل بشر أيضاً؟
- مصر تسقط إرهاب السياسة الإسلامية
- المصريون يخرجون على الشرعية


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - الإخوان لا يتعلمون الدرس