عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 18:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا علم لمن لم يدقق في هوية العراق الان على ارض الواقع من حيث استقلاليته او تبعيته، بعد المراحل الصاخبة التي مر بها و لم يكن احد متضررا من المتدخلين في شؤونه الا شعبه المظلوم .
سقط النظام السابق بعملية غير طبيعية و لم تجر بايدي عراقية خالصة، بل نفذتها المصالح العالمية لتحقيق الاهداف و تنفيذ الاجندات الخاصة بهم . لم يسيطر على سدة الحكم الا من اخذ موقفا من النظام السابق لسبب خاص او نتيجة ضرب مصلحة شخصية او فكر او عقيدة معينة و ليس جراء الظلم الذي الحق بالشعب خلال حكم الدكتاتورية.
لم يتغير الواقع المعاش من قبل الشعب ، لا بل تراجع العراق في العديد من الجوانب بعد فشل السلطة و خابت توقعات المهتمين بسرعة فائقة، و ساد في الحكم من غلب المنافس في الصراعات السياسية القحة و ليس من اخلص للشعب او ضحى اكثر.
كل تلك التغييرات السطحية لم تؤثر على حياة الناس بل تداخلت الطبقات و تغيرت احوال اسر و مجموعات بشكل عشوائي نتيجة استاثارهم بالجكم و السلطة او جانب منها. لم يعد هنالك تمييز بين الطبقات الاجتماعية علميا، بحيث الفقر استشرى بين من لم يكن يتوقع ان يصل لتلك الدرجة و استثرى الاخرين و انتقل الى موقع و مستوى معيشة لم يحلم بها يوما .
تعمق الافكار و التوجهات الروحية لمصالح حياتية و التزم الناس بالعقائد الضيقة الافق و التوجهات الخيالية او من ماوراء الطبيعة، بعيدا عن التعمق و التوسع في الغور او العمل و الجهد لتجسيد مفهوم الناسانية قبل اي شيء اخر، كما هو المفروض في هذا العصر، فتغيرت مع هذا الواقع اخلاقيات و سلوكيات المجتمع و الفرد و لم يعد الثوابت المفيدة لحياة الناس موجودة الان . كل تلك التخبطات ادت الى التراجع الى نقطة الصفر و المربع الاول مما يتطلب بذل جهود هائلة لبدء عملية التغيير الطبيعي المطلوب في حياة العراقيين .
من هنا يمكننا ان نتاكد بان الشعب وصل الى حضيض و يُحكم بسلطة من فعل الصدفة او انبثقت نتيجة عوامل لم تكن من فعل التاريخ و اصالة الشعب العراقي . و به يمكن ان نقيم حال الشعب اعتمادا على الواقع المنظور بدراسة التغييرات السلبية الحاصلة و العمل على ايقاف ما يحدث من اجل امكانية البدء في التغيير الايجابي المراد . و السلطة الموجودة و المكونات و التركيبات السياسية الاجتماعية المسيطرة ليس لديها النية في التغيير، بل جاءت كمنتقم لما حدث من قبل و ليس للاصلاح و التدبير و السير نحو الطريق و الافق الصحيح .
و عليه لابد من عملية جراحية قيصرية كبيرة من كافة جوانب حياة المجتمع و السلطة كي توضع الحال على سكتها الصحيحة المرادة و الطبيعية و الخاصة بخصائص و مميزات الشعب العراقي المميز .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟