أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - أسمع كلامك يعجبني















المزيد.....

أسمع كلامك يعجبني


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏الجمعة‏، 30‏ آب‏، 2013
أسمع كلامك يعجبني ..
د. محمد أحمد الزعبي
في الأمثال الشعبية الدارجة " الكلام مافي عليه جمرك " ، أي أن من يشاء يستطيع أن يقول مايشاء مجاناً بل وأن يتراجع غداً عما "غرّد " به هذا اليوم ، وأيضاً مجاناً ، طالما أن الأمرلايعدوأن يكون مجرد كلام ، والكلام ليس عليه جمرك ، كما يقول المثل الشعبي .
خطرت لي هذه الفكرة ، وأنا استمع اليوم ، عبر إحدى الفضائيات ، إلى أن مجلس العموم البريطاني قد رفض مشاركة إنكلترا في التحالف الدولي لـ " فرك إذن " بشار الأسد ، بسبب استخدامه يوم 21 آب الجاري الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد المدنيين من سكان الغوطتين الشرقية والغربية المحيطتين بالعاصمة السورية دمشق ، حيث ترتب على استخدام هذا السلاح الكيماوي أكثر من 1400 شهيد ، معظمهم من الأطفال ، إضافة إلى آلاف المصابين ، الذين غصت بهم المستشفيات الميدانية ( محدودة الأجهزة الطبية ، والأطباء ، والأدوية ) ومستشفيات منظمة " أطباء بلا حدود " الأمر الذي أدى إلى وفاة بضع مئات منهم ، حسب ماأعلنت عنه رسمياً تلك المنظمة العالمية ، ذات الصبغة الحيادية سياسياً ، والإنسانية أخلاقياً .

لايساورني الشك ، في أن جميع القادة الكبار في الدول المعنية بـ " فركة إذن بشار الأسد " بسبب تجاوزه الخط الأحمرالمحرم دولياً ، يعرفون جيداً الموقف الحقيقي لمؤسساتهم التشريعية من مسألة توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد في سورية ، ويعرفون جيداً أيضاً أنهم لايستطيعون تجاوزإرادة مؤسساتهم المنتخبة ديموقراطياً ، وبالتالي شعوبهم ، ويعرفون جيداً أيضاً وأيضاً أن شعوبهم لايمكن أن تقبل منهم لادور المتفرج الصامت ولا دور كلامهم المجاني ، الذي لايتعدى سياسة " الضحك على الذقون " وإعطاء بشار الأسد فرصة الفتك بمزيد من الأطفال ، ومن النساء والشيوخ في سورية ، سواء ذبحا بالسكاكين ، أو قنصاً بالرصاص الحي ، أوحرقاً بالنابالم ،أو قتلاً بالقنابل العنقودية والبراميل ، أوخنقاً بغاز السيرين .
إن ماينبغي قوله لهؤلاء القادة العالميين الكبار، وعلى رأسهم حكومة " وعد بلفور " العتيدة ، والتي أمطرت المعارضة السورية طوال أكثر من سنتين بالوعود المجانية ( حتى لانقول الكاذبة ) ، التي لم تكن لتزيد واقع الحال ، عن كونها " شيك بلا رصيد " : ومتى كانت الشعوب ياسادة ( وبالتالي الهيئات المنتخبة ديموقراطياً ) ، مع قتل الأطفال الصغار النائمين في أحضان أمهاتهم ، بغاز السيرين المحرم دولياً ؟! . ويبدو أن الإستشهاد ببيت أبي العلاء المعري ( هذا كلام له خبيء معناه ليس لنا عقول ) يصبح ضرورياً هنا ، بالرغم من الفارق بين خبيء أبي العلاء ، وخبيء كامرون وهيغ ! .
إن أحداً لم يعد يجهل الدور المشبوه والمدان وغير الأخلاقي والمدفوع الأجر، الذي تمارسه العديد من وسائل الإعلام العالمية والشرق أوسطية ، في تشكيل الوعي الذرائعي الزائف للرأي العام العالمي ( المجتمع الدولي ) ، وفي زرعها في عقول البعض ،أن طفل اليوم هو إرهابي الغد ، وبالتالي فإن قتله اليوم ، هوأقل تكلفة من انتظاره حتى يكبر غداً !. نعم نحن نعرف ذلك ، ولكن المطلوب أن يعرف الآخرون أننا نعرف .

ومن جهة أخرى ، فإن أصحاب السيادة من الدول " المتطورة " يعرفون جيداً ، أن الدول " المتخلفة / النامية " لاتصنع حتى سكين المطبخ ، و إنها إنما تستورد كافة أنواع الأسلحة ، بما في ذلك السلاح الكيماوي ، من ترسانة صناعاتهم العسكرية ، وبالتالي فإن مسؤولية قتل أطفال العالم عامة ، وأطفال سورية خاصة ، بهذا السلاح أو ذاك ، إنما تقع بداية عليهم ، ومن ثمّ على الأنظمة المستبدة والفاسدة ، التي تشتري هذه الأسلحة الفتاكة منهم ، ومن ثم تستعمله لقمع معارضيها الداخليين ، دون تفرقة بين أعزل أومسلح ، صغير أوكبير ، رجل او امرأة .
إن الأثمان البخسة لسلع مثل ( النفط ، الغاز ، القطن ، الكاكاو ، القهوة ، المطاط ، الخ ) ، إنما تعطيها دولكم وشركاتكم عابرة القارات ، وعابرة القيم والأخلاق ، لدولنا النامية باليمين ، ثم تستردها بالشمال ، وذلك بتزيدها لهذه الدول بالبضائع والسلع المصنعة الباهضة الثمن ، والتي من بينها ، بل وعلى رأسها الأسلحة بمختلف أشكالها وصورها ، ومنها السلاح الكيماوي الذي قتل به " زبونكم " المستبد والفاسد ، بشار الأسد أطفال الغوطتين فجر يوم الأربعاء 21.08.2013 .
إن ملحمة أطفال الغوطتين إنما تقع مسؤوليتها الأخلاقية ، من وجهة نظرنا ، على كافة الأطراف الداخلة في صنع وفي بيع وفي شراء وفي استخدام هذا السلاح الكيماوي المحرم دولياً ، وأيضاً على من شجع أو سكت على هذا الاستخدام ، ولكن ــ وبطبيعة الحال ــ بنسب مئوية متفاوتة ، بحيث تتركز المسؤولية الكبرى والأساسية هنا ، على من استخدم هذا السلاح ، ألا وهو بشارحافظ الأسد ، الذي يمكن للمرء أن يطلق عليه بكل راحة ضمير إسم : " المجرم ، قاتل الأطفال ".
إن إدانة بشار الأسد ، في استخدامه للغازات السامة في الغوطتين ، هي إدانة أخلاقية مزدوجة، من جهة لأنه
استخدمها من حيث المبدأ ضد معارضيه ، ومن جهة أخرى لأن هؤلاء المعارضين هم أبناء الشعب السوري الذي ينتمي إليه !!.

أما سدنة الديموقراطية في العالم ، فيبدو أنهم فيما يخص نظام بشار الأسد كانوا ( وربما مايزالون ) يبحثون عن أية ذريعة تبرر لهم سياسة " النأي بالنفس !!" ، أو سياسة ( بطيخ يكسر بعضه / عرب يقتلون عربا ) وذلك على عكس موقفهم في االعراق الشقيق عام 2003، حين اكتفوا يومها بتصديق كذبة صريحة ، من أحد عملائهم ، للمشاركة الفعّالة في غزو ذلك البلد " النفطي " ، وإسقاط نظامه ، الذي لم يكونوا راضين عنه ، لأسباب كثيرة ومختلفة ومعروفة . إننا بالتأكيد لانريد لبلدنا ( سورية ) مصيراً مؤلماً ومؤسفاً كمصيرإخوتنا في العراق الشقيق ، ولكن مانريده لبلدنا ــ وبالتأكيد المزدوج ــ هو " الحرية والكرامة " .
إن المعارضة السورية وجيشها الحر ، لايريدون منكم ، ياسادة " المصنع والمدفع" سوى موقف جاد و حقيقي يضع حدّاً لجنون عائلة الأسد ، الذي دمر سورية ، بشراً وشجراً وحجراً ، وقضى على الزرع والضرع ، والذي ابتدأ عام 1980 ( مذبحة سجن تدمر ) وانتهى ( هذا إذا انتهى ) في 21 آب 2013 باستخدام أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً في غوطتي دمشق ، مروراً بمجزرة مدينة حماة 1982 ، وبمجازر كافة المدن والقرى السورية ، منذ 18 آذار 2011 ، وحتى هذه اللحظة ( 3.9.2013 ) ، والتي بات عدد ضحاياها يحسب بمئات الألوف ، وليس بعشراتها . كل هذا وأنتم تبيعون الشعب السوري ( منذئذٍ ) كلاماً لايسمن ولا يغني ، كلاماً مجانياً ، ظاهره الرحمة وباطنه العذاب ، وينطبق عليه المثل الشعبي المعروف عندنا ( وربما عندكم أيضاً ) " الحكي مافي عليه جمرك !! " .

فياأيتها الدول المتطورة تكنولوجياً ، إن بشار يقتلنا ، بخطوطكم الحمر ، وبتهديداتكم ذات الوجهين ، وبأسلحتكم الفتاكة ،وبمراقبيكم ومندوبيكم الأمميين . إن مانريده منكم ، أيها السادة ، هو فقط أن تكفوا عنا شر هذه الخطوط الحمر ، وهذه التهديدات ذات الوجهين ، وهؤلاء المندوبين والمراقبين ، وهذه الأسلحة الفتاكة ، التي تتساقط على بيوتنا وأطفالنا صباح مساء ، من الجو والبر والبحر، ونحن ( المعارضة السورية والجيش السوري الحر) نتكفل بما سيبقى من " خارطة الطريق " التي نعرفها وتعرفونها ، ألا وهو إسقاط ديكتاتورية عائلة الأسد ، ورميها في مزبلة التاريخ ، وذلك تنفيذاً لمطلب شباب ثورة آذار 2011 " الشعب يريد إسقاط النظام ".
ـــــ انتهى ـــــ




#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق أم الربيعين
- الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها
- خواطر حول الربيع العربي ( 4 )
- خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة
- خواطر حول الثورة السورية (2) / G8
- خواطر قابلة للنقاش حول الثورة السورية
- ماوراء جنيف وما وراء الوراء
- ثورة آذار 2011 ومؤتمر جنيف2
- علم الإجتماع في الوطن العربي
- خواطر حول الإخوان المسلمين والثورة السورية
- عامان والثورة مستمرة
- في سورية : انتفاضة أم ثورة ؟
- ثورات الربيع العربي بين الرأي والرأي الآخر
- بشار الأسد وحكاية العصابات المسلحة
- نداء أخوي ثان
- المعارضة السورية في ميزان النقد ، مساهمة في التحليل والحل
- الدفاع عن الرسول : نعم ولكن!
- النظام السوري إلى أين؟
- حزب البعث وسرطان الطائفية
- التغير الإجتماعي بين الإصلاح والثورة الحالة السورية نموذجاً


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - أسمع كلامك يعجبني