أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - خط أوباما الأحمر.. وما تحته














المزيد.....


خط أوباما الأحمر.. وما تحته


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خط أوباما الأحمر.. وما تحته
جعفر المظفر
ظلت إدارة أوباما مرتبكة ومترددة عن إتخاذ قرار واضح ضد النظام السوري. كان تراجعها الأول حينما وعدت بتزويد قوى المعارضة بالسلاح ثم تخلت عن وعدها بحجة الخوف من وصوله إلى ايدي الإرهابيين والحركات الإسلامية المتطرفة.. الوضع السوري على الأرض يدعم كثيرا هذه الحجة. لقد اعاد الكثيرون حساباتهم السياسية على قاعدة الإلتزام بتفضيل السيء على الأسوأ. وربما وجدت إدارة الرئيس أوباما أن التهديد بالتدخل سيكون له ما يفسره في حالة إذا ما إستعمل النظام السوري الأسلحة الكيمياوية في حربه ضد معارضيه, لكن آخرين إعتقدوا أن أوباما كان يراهن بقوة على أن الأسد ليس مشوشا إلى حد إستعمال هذا السلاح المحرّم, وإن هذا الأخير سيساعده بالتالي على أن لا يتخذ قرارا بالتدخل, بينما ظن آخرون أن رسالة أوباما التحذيرية إلى الأسد, التي رهنت التدخل الأمريكي بإستعمال الكيمياوي, بدت في الباطن وكأنها رسالة ود, وإن بدت في الظاهر كرسالة ضد, لأنها في الواقع أجازت له القتل في المساحة ما تحت الخط الأحمر, وهي مساحة تكفي الأسد ليستعمل طيرانه ومدفعيته وصواريخه ضد خصوم يقاتلون أغلب الوقت بالسلاح الأبيض.
في الفترة الأخيرة إستطاع بشار أن يحقق واحدة من أهم نجاحاته حينما جعل العالم يخاف من أن تكون القاعدة وجبهة النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية بديلا محتملا للنظام. وكان منظر الملتحين من أصحاب الرايات السوداء والجباه المختومة كافيا لأن يجبر الجميع على مراجعة حساباتهم وفق معادلة السيء و الأسوأ بدلا من معادلة الجيد و السيء. وساهمت قناة الجزيرة وغيرها من القنوات المشجعة للتطرف الإسلامي التكفيري على تقديم ثورة السوريين الحقيقة ضد الدكتاتورية والقمع السادي بإطار صورة سيئة ومخيفة لما يمكن أن تكون عليه حال سوريا بعد إنهيار النظام حينما راحت تظهر فرق التكفيريين وكأن لا فصائل غيرها على الأرض.
هذا النجاح السياسي الإستراتيجي النوعي الذي حققه النظام كان ساهم من ناحيته بوضع المبادرة مرة أخرى بيد بشار الذي صار من حقه أن يحسب أن إمتناع الغرب عن تسليح المعارضة يأتي وكأنه إعلان سياسي عن موقف بات أقرب لأن يكون حياديا بينه وبين خصومه المتشددين.
ولم يكن هذا الموقف جديدا أو غريبا على عالم السياسة والحروب والثورات المشحون بقراءت ما بين السطور ومساحات اللاخيار وخانق الخيار ما بين السيء والأسوء. ففي عام 1991 حينما عبر عراقيون عن تمردهم ضد نظام صدام بعد الهزبمة الكارثية المرة في الكويت, فإن أمريكا التي دعت على لسان رئيسها إلى ذلك التمرد لم تمتنع بعد ذلك عن مد يد العون للمتمردين فحسب, بل أنها على العكس من ذلك سمحت لصدام بإستعمال طائراته السمتية للقضاء عليهم بعد أن تبين لها أن إيران قد دخلت بقوة على خط الإنتفاضة التي سرعان ما إرتفعت فيها الهتافات الطائفية بدلا من الهتافات الوطنية. يومها قيل أن الملك السعودي فهد بن عبد العزيز الذي كان يتطلع بدوره إلى نهاية سريعة لنظام صدام هو الذي رفع سماعة الهاتف لكي يقول لبوش الأب ان يوم القيامة الشيعي قادم في الخليج, وإن على أمريكا أن تؤجل مشروع الإطاحة بصدام إلى وقت يمكن فيه توفير ضمانات تحُول دون يوم القيامة ذاك.
وأخال أن بشار الأسد لم يقرأ كتاب التاريخ لغرض التسلية وإنما هو وضع يده على واحدة من أهم مفاصله حينما أجبر كثيرين على رفع سماعة التلفون لتحذير أوباما هذه المرة أن يوم القيامة الوهابي التكفيري الإرهابي قادم, بما يهدد, ليس سوريا لوحدها, وإنما منطقة واسعة ستشمل العراق ولبنان والأردن ممتدة بإتجاه بلدان أخرى, متمنين عليه أن يعيد حساباته على الساحة السورية وفق المعطيات التي رسمتها ظروف مشابهة ليوم القيامة الشيعي الذي كان حذر منه الملك السعودي فهد.
إن المعطيات الأخيرة التي جرت على الساحة السورية قبل قصة الكيمياوي قد لا تشير إلى تفوق عسكري كبير لقوات الأسد, أو تراجع على نفس المستوى لخصومه, لكنها بكل تأكيد أشارت إلى أن هذا الأخير كان نجح بتحقيق إنتصارات سياسية وإعلامية خطيرة من شأنها أن تساعده بعد ذلك على إنهاء الحرب لصالحه.
والآن, وفي ظل مشهد دولي يتصدره التحذير الأمريكي حول الخط الأحمر الذي أعطى بشار حرية التصرف بما تحته, أليس من الحق الإعتقاد أن بشار, وفي محاولته الحفاظ على نصره السياسي, سيكون آخر المستفيدين من إستعمال السلاح الكيمياوي لأن ذلك كان من شأنه أن يفقده حق العمل في المنطقة الخضراء التي تحت ذلك الخط مباشرة, وهي منطقة بدى بشار فيها وكأنه يمتلك كثيرا من الأسلحة التي تجعله أقرب إلى النصر من خصومه.
ليس بالضرورة أن نحب بشار لكي نعتقد أنه لم يفعلها, فهذا إحتمال تشجع عليه حسابات العقل والسياسة وليس حسابات القلب والعاطفة, وهي ذات الحسابات التي تجعلنا نشك ببعض خصومه من واقع إعتقادهم أن الإنتصار على بشار ربما بات مرهونا بالتحرش بخط أوباما الأحمر.
لقد سحب التدخل الخارجي الإقليمي والدولي إنتفاضة السوريين ضد دكتاتورية الأسد من مساحة الثورة وأدخلها في مساحة الحرب. وفي المساحة الأخيرة فإن كثيرا من الإنحيازات غالبا ما تحددها السياسة أكثر مما تحددها العقائد والمبادئ. أما في السياسة فدائما ما توضع الأخلاق في خدمة المصالح, وليس العكس أبدا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى.. حول رفع صور الخميني وخامئني في الشوارع العراقية
- الطائفية والإرهاب .. جريمة الخط السريع
- قراءة في الموقف السعودي الداعم للثورة المصرية
- المسطرة والفرجال.. وقضايا الديمقراطية
- دروس من مصر.. صراع الهويات وصراع البرامج
- الديمقراطية .. فاتنة أم فتنة
- أخوان مصر.. نجاح في الفشل
- عوامل ساعدت الأخوان على الفوز في إنتخابات الرئاسة المصرية
- كيف صارت الخيانة مجرد إختلاف في وجهات النظر
- وما زال الحديث عن المؤامرة الخارجية مستمرا
- المطبخ لا الطباخ يا دولة الرئيس
- عن مصر والعراق .. وعن شعب بدون شعب
- صندوق الإنتخابات وقرآن معاوية ..
- موالاة مرسي.. خوف من الفتنة أم حرص على الشرعية
- المصريون وصندوق الإنتخابات.. خرجوا له أم خرجوا عليه ؟!.
- حزب الله والموقف من الثورة السورية.. بين الصحيح السياسي والخ ...
- الساحة السورية ..صدام الأخلاق والسياسة
- هل ستأكل جنسيتك الثانية من عراقيتك
- أردوغان .. بين أسلمة العلمنة وعلمنة الإسلام
- الأزمة التركية .. أزمة إسلام سياسي


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - خط أوباما الأحمر.. وما تحته