|
اسرائيل تشدد قبضة الحزام على رقاب الفلسطينين والصهيو امريكي يلوح بالحرب على سوريا
امينة عودة
الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اسرائيل تشدد قبضة الحزام على رقاب الفلسطينين والصهيو امريكي يلوح بالحرب على سوريا
الصحفية امينه عودة
يبدو ان النية تتضح اكثر من ذي قبل بفرض حالة قصوى من التعتيم على الحالة الفلسطينية، والناجم عما تشهده المنطقة من تحركات برائحة الحرب والدم، فكان لمصر نصيبا في الصراع الداخلي بدعم من التحالف الخارجي المعادي لها، واليوم تدق طبول الحرب على ابواب سوريا، حيث بدأت قوى الشر تلوح بذلك من خلال نشر بوارجها، وشن هجوم دبلوماسي في محاولة لتوريط اطراف متعددة للمشاركه في العدوان المنتظر. والموضوع الفلسطيني ليس بعيدا عما تشهده المنطقة من هجوم استيطاني يهدف الى تقويض التواجد الفلسطيني والسيطرة على مساحات شاسعه من فلسطين، وبالتالي ما يحدث يسعى تماما لاعادة رسم خريطه جديده للمنطقة في اطار دعم الطموح الصهيو امريكي باقامة اسرائيل الكبرى، بدءا بفرض قبضتها على الاراضي الفلسطينية المحتلة عبر نشر المستوطنات وادارة الظهر لاي تفاهمات كان قد تم التوصل اليها الطرفين تحت "رعاية دولية" وانتهاء بحلول من المبكر تناولها اذا ما تحقق حلم الجهات التي تتطلع لتكون شرطيا للمنطقة، الى جانب ادارة الظهر لما صدر من قرارات عن الامم المتحدة تتعلق بالقضية الفلسطينية بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين. وهنا جميع المؤشرات تؤكد ان اسرائيل حتى اللحظه لم تحسم موقفها من المشاركة في الحرب المرتقبه ضد سوريا، على الرغم من استعدادتها الدؤوبه لاي مفاجأت قد تحدث، فيما ستستمر ان واحد بشن حربا متواصلة على الفلسطينيين، وبالتالي فأن جميع المؤشرات تؤكد ان اسرائيل تسعى جاهدة لرفع حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية، وفقا لما اتخذ سابقا ومؤخرا من قرارات استيطانية غير مسبوقة ذات طابع هجومي، متنطقة بخطط مدروسة يجري تطبيقها على الارض، وقد نعتبر هذا مؤشرا في مرحلة قريبه دعوة لجر الخاضعين تحت الاحتلال الى اشتباك مفتوح مع القوات الاسرائيلية بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي، نظرا للفشل الذي تواجهه المفاوضات بين الطرفين والناجم عن التعنت الاسرائيلي والدعم المتعددة من قبل حلفائها، وما يؤكد ذلك تصريحات صادرة عن قادة اسرائيليون يهاجمون التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية وفا لما صدر حديثا عن نتنياهو انه يسعى الى اوسلو 2 ومتشاره مولخو صاحب هذه النظرية والداعي الى تقويض عدد الطاقم التفاوضي. ان التهرب من تطبيق ما عليهم من التزامات يواجه بتكثيف السيطرة والاسيتطان على ارض دولة فلسطين. وما اطلاق حملات التحريض المتطرفة ضد الفلسطينيين والدعوة لتهجيرهم، لأسرلة الاراضي الفلسطينية المحتلة، لا يبشر بأي تحركات تحمل نوايا ايجابية، والاعتى من ذلك ما صرح به صرح وزير الاسكان اوري ارئيل مؤكا مرة تلو الاخرى مواصلة وزارته بناء الاف الوحدات الاستيطانية على اراضي الفلسطينيين من خلال اقامة مستوطنات جديده في القدس وكافة الاراضي المحتلة، في حين وصل مستوى تطاول وزراؤهم للانحطاط، حين عبر ما يسمى "بوزير" الاديان ايلي بن دهان، حين شن هجوما تعسفيا لا يمت بصلة لما هو اخلاقي على الشعب الفلسطيني، حين قال أن الفلسطينيين ليسوا بشرا، وشعبا لا يستحق الحياة وهم ليسوا سوى حيوانات. في حين دعا "وزير" الاقتصاد نفتالي بينيت الى عدم اسر الفلسطينيين بل قتلهم بالتالي التحريض على القتل وهذا ما تشهده الاراضي الفلسطينية واخر ما حدث في مخيم قنلديا وجنين.
وهنا علينا ان نقر ونؤكد ان سيل التصريحات الاسرائيلية المتطرفة لم ولن يتوقف للحظه، سواء بالتنصل من وجود شريك فلسطيني وهذا ما جاء على لسان وزير المالية يئير لبيد من حيث رفضه لتجميد الحرب الاستيطانية، وكانت التصريحات الأكثر حدة على لسان نفتالي بينت الذي أعلن فيها وفاة حل الدولتين بشكل صريح دون اي حرج، يعني هذا كما قال المثل تمخض الفأر بقوله يجب حل المشكلة الفلسطينية من خلال العمل على التعايش والتأقلم معها، تأتي وهذه الاقوال متناغمة مع كبار المسؤولين في الليكود الذي يرفض رفضا قاطعا اقامة دولة فلسطينية. واوضح ما اعرب عنه "داني دنون" قائلا من غير المعروف كيف ستواصل تسيفي ليفني "كذبها" على الفلسطيين؟ وما جاء مؤخرا في بيان في صادر عن اللجنة التنفيذية انما يأتي ردا على التمترس الاسرائيلي والرفض القاطع للتوصل لحل عادل يضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1067، يؤكد ذلك عندما اعلن نفتالي بينت عن وفاة حل الدولتين واخرون، وبالتالي ان مهمتم التلاعب على الوقت وذر الرماد في العيون، وكان قد اعلن بيان التنفيذية انسداد الافق على جبهة المفاوضات، محذرا بعدم القبول بأن تصبح المفاوضات ستارا سياسيا لتطبيق أوسع مشروع استيطاني يجعل تلك المفاوضات فارغة المضمون. بدوري هنا اود ان انوه ان الامور مثلما اشارت التنفيذية ان المفاوضات فارغة المضمون، وأن حكومة الاحتلال تقرر سلفا تقويض جميع الفرص أمام المفاوضات. وان خيار اسرائيل الوحيد هو التوسع والتهويد والتهرب من التوصل الى حل عادل على اساس حدود عاما1967، وهذا ليس بجديد على الموقف الاسرائيلي. الجمع الفلسطيني بمجمله يعي تماما المواقف الاسرائيلي والحرب الاسيتطانية التي تتصاعد يوما بعد يوم بحق ارض فلسطين، بالتالي نقول بما ان صلب الهدف الاسرائيلي المضي قدما في قضم وضم الاراضي الفلسطيني وتوسيع رقعة الاسيتطان بمنظور ينطبق والايدلوجيا الصهيونية الداعية لتهجير الفلسطينيين من وطنهم ارض الاباء والاجداد، والذي يترافق وفق شهوة الاشتباك مع الجانب الفلسطيني في التحريض المعلن والمبطن المتكرر ان نبحث عن وطن اخر، واما التحريض على انتفاضة ثالثة وفقا لما اعلنت عنه مصادرهم واخرها ما جاء لسان كتاب هأرتس، يأتي كذريعة لتمرير مشاريع تتعلق باعادة "ترتيب" الحال الفلسطيني على طريقتهم. ولا بد لنا ان نذكر ان المحتل الاسرائيلي لن يتنازل قيد انمله عن نظريته العنصرية نظرية اسرائيل الكبرى، الذي يمهد بتوغله العنجهي في الاسيتطان والقتل واقامة جدار الفصل العنصري وتكثيف عمليات الاعتقال واتخاذ الاف من الاسرى رهائن في سجون القمع والقهر والعار. ان من يحرض على نشوب انتفاضه ثالثه لا يتطلع لحل عادل، وهذا الامر يفترض انه قرار الفلسطيني. وهنا علينا نؤكد انه لا طلاق لمقاومة الاحتلال في صفوف الشعب الفلسطيني، حيث تبلورت اشكال نضاليه لدى الفلسطيني وتجربة غنية في مقارعتهم، من المفترض ان يقوم العالم بتوظيفها كمساقات في مراكز الدفاع الاستراتيجي والجامعات ومراكز الابحاث. وبالتالي فأن علمية مواجهة الاحتلال لم تعد فقط موقفا، انما هي جينات الفلسطينيين فليبحث العلماء في مراكزهم المتطورة عن هذا الجين الصعب اذا ما كان بالامكان وأده، الامر المستحيل، هذا الجين الذي يقلق العالم اجمع بجبورته وصموده، من الصعب اجراء اي تعديل عليه بالرغم مما يحاك من سيناريوهات اسرائيلية مدعومه امريكيا الى جانب الحركة الصهيونية العالمية، ما تشهده الاراضي الفلسطينية من ممارسات على اصعدة مختلفه بدءا من التقليدي والقتل والاعتقال والضرب والتنيكل والحجز والحواجز وقطع مستحقات الشعب الفلسطيني تعزيزا للحصار الاقتصادي لتحويل الحياة الى جحيم بما في ذلك فرض قيود مشددة على حرية الحركة عبر نشر الحواجز المأساوية التي تستهدف المس بكرامة الفلسطيني وتعزيز امتداد جدار الفصل العنصري ليتلف على اعناقنا، والقتل والابشع منهما جميعا الاسيتطان للسيطرة على فلسطين في مساع لدفعهم لهجرة وطنهم؟ وقد اكد الفلسطينيون مرارا وتكرارا ان هذا الخيار مرفوض جملة وتفصيلا، لقد اثبت الشعب الفلسطيني على مدار عقود تشبثه بأرضه عبر دفع ضربية الوطن ذو القيمه النوعيه في سبيل اقامة وطن مستقل. بالرغم من اتساع دائرة العنف ضد المقاومه الشعبيه، وتأكيدا على ذلك ما كشفت عنه مصادر عسكرية اسرائلية بأن قيادة الجيش الاسرائيلي تستعد لمواجهة اي توسع في المقاومه اللاعنيفيه. وعلى من لا يدرك ان الغليان الفلسطيني الصامت قد ينفجرفي لحظة ما، رفضا لسعي اسرائيل رسم خريطه جديدة للوطن الفلسطيني، يجري هذا في الوقت الذي يؤكد فيه صناع القرار الاسرائيلي ان ما يسمى بالهدنه لن يستمر، ولذلك هناك مراكز تقوم بمراقبة ودارسة المعطيات وكيفيه الرد على الفلسطينيين اذا ما انفجر بركانهم. ان قادة اسرائيل ورئيس وزراءهم نتنياهو، لا يرى ابعد من انفه، بسبب التطرف الذي اعماه لعدائه للفلسطنيين، من حيث التصعيد والتهديد، حين صرح مؤخرا ان الكتل الاستيطانية الكبيرة وهنا نضيف البؤر كذلك القائه في الضفة والقدس ستبقى تحت السيادة الاسرائيلية في اي اتفاق مستقبلي دائم.
بالرغم من مباركة العالم اجمع للمقاومة الشعبيه والتي تأتي كعلمية تحد له ولجيشه للحجم المتكرام من هجمات على الشعب وقيادته، وجميعنا يتذكر جيدا عندما صوتت الامم المتحدة لصالح دولة فلسطين، رغم محاولات التجنيد لدول لاحباط هذا المشروع. وما يؤكد هذا موقف نتنياهو، ما جاء على لسان حليف اسرائيل الاستراتيجي السيد اوباما " ان اسرائيل تعرف ما تريد" بمعنى اعفونا من هذه المهمه، وقد جاء هذا في مقابلة صحفيه جرت حديثا مع الصحفي غولدبرغ، هذا هو الموقف الامريكي الذي لا يراهن عليه، بالرغم من محاولة الفلسطينيين السعي للتوصل الى تفاهمات. وامام قراءة لهذا المشهد القاتم الذي يحمل في طياته الأمر من المر اثرالضغوطات التي يتعرض لها الجانب الفلسطيني وما يحدث من ممارسات على الارض، والتصدي لتحسين الشروط التفاوضية علما بأن ليفيني تتبسم لنا وتتهرب من اي التزامات. يوجب هذا علينا ضرورة اعادة النظر في الخطة التفاوضية، الى جانب ضرورة الوقف الفوري للمحاولات الاسرائيلية الهادفة الى احياء علاقات مع بعض المجالس القرويه الفلسطينية سعيا لاحياء ما يسمى بالادارة المدنية. وهنا نطرح تساؤلا امام هذه التحركات الاسرائيلية المشبوهه هل يسعي الاحتلال لتقويض السلطة فهل بدأ الاحتلال الاحلال التدريجي؟ ومن الواضح جليا القول وما يدور في الاورقة الغير معلنه ان قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية باتت مقنعة بضرورة اجراء مراجعة لاستراتيجيتها التفاوضية، وهذا ما ورد في بيان للجنة التنفيذية، ان استمرار الحال على حاله " سيدفع القيادة الفلسطينية إلى المطالبة بتدخل المؤسسات والمحاكم الدولية التي تتولى مسؤولية المعاقبة على هذه الأعمال باعتبارها جرائم حرب وأعمال عنصرية ضد الإنسانية وانتهاكا لكل القوانين والشرائع الدولية". وما اكد عليه مؤخرا مولخو المستشار السياسي لنتنياهو قائلا انه لا يرى اي ضرورة لوجود طواقم تفاوضيه كبيره، ولا يؤمن بتوقيع اتفاق دائم يتناول كافة التفاصيل انما يحبد اتفاق مبادىء كما ان اتفاق اوسلو حول القضايا الاساسيه، غير ملزم ! لذلك يتحايل مرة اخرى الى اوسلو2، وهذا وفقا لتصريحات فلسطينية لن يمر؟
#امينة_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و استشهد السلام.....احتلال إسرائيلي متجدد
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|