|
الحركة الشيوعية حيّـةٌ في أفغانستان- حزب اليسار الراديكالي الأفغاني
سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 12:27
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ثقــافةُ التحريــر
الحركة الشيوعية حيّـةٌ في أفغانستان- حزب اليسار الراديكالي الأفغاني ترجمة وإعداد: ســعدي يوســف
" لمناسبة الأول من أيار 2005 ، أصدر حزب اليسار الراديكالي الأفغاني بياناً في إحياء ذكرى شهداء الطبقة العاملة العالمية ، لكن البيان يقدم أيضاً صورةً عمّـا يجري في أفغانستان ، وتحليلاً للواقع الاجتماعي/ السياسي هناك . وبالنظر للكابوس الواحد الجاثم على أفغانستان والعراق ، رأيتُ تقديم هذه المادة إلى القاريء " . س.ي
لمناسبة الأول من أيار يوم العمال العالمي بعد خشوعنا لدم عمال شيكاغو الغالي ، نودّ أن نحتفل بأول أيار ، لا بإطلاق الشعارات العاطفية ، وإنما في الإشارة إلى خمس نقاط هامّـة ، بُـغْـيةَ توعية العمال الأفغانيين ، في هذا الظرف الذي تدنّت فيه الثقافة السياسية الطبقية ليس فقط للعمال ، وإنما لمعظم المثقفين اليساريين أيضاً الذين ينتابهم الغموضُ إزاء مهمات الطبقة العاملة ، والأدب الماركسي ، وتضامن العمال الأممي ، ونظرية الاشتراكية العلمية ، إلخ … 1- مهمّـات البروليتاريا قبل أن نشرح المهمات التاريخية والثورية للطبقة العاملة ، تنبغي الإشارةُ إلى الآتي : ترى أعدادٌ من مثقفي اليسار أنه لا توجد أصلاً طبقةٌ عاملةٌ في أفغانستان ، لأن المعامل والمصانع قد دُمِّــرتْ . لهذا السبب ، ينتفي مبررُ الحديث عن ثورة اشتراكية عمّـالية . وينبغي تأجيل هذه المهمات إلى المستقبل . لكن رأي هؤلاء المثقفين لا ينطلق من تحليلٍ ماركسيّ . إنه ينطلق من مفهومٍ غير ماركسيّ حول العلائق الحقيقية بين رأس المال والعمل المأجور . فهناك ، أوّلاً ، عددٌ معيّنٌ من المعامل والمصانع لم يدمَّـرْ ، حيث يشتغل العمال بصورة فعّالة أو غير فعّالةٍ . ثانياً نرى أن فكرة هذه المجموعة من مثقفي اليسار عن العلاقة بين رأس المال والعمل المأجور هي مبتذلةٌ وتقليدية لدى المثقفين اليساريين في أفغانستان . وبمقتضاها ليس العمال سوى أناسٍ يبيعون قوّة عملهم إلى المعامل . طبيعيٌّ أن العلاقة بين العمل ورأس المال في الميدان الصناعي تمثل علائقَ حديثة ومنهجية ، حيث بيعُ قوة العمل وتراكمُ رأس المال جسيمانِ ، وحيث يضطلع العمالُ بضبطٍ معيّنٍ . لكن علينا تأكيد أن العلاقة بين العمل ورأس المال في المعامل والمصانع ليست العلاقة الوحيدة في الرأسمالية ، فهذه العلائق يمكن أن تؤسَّس في المزارع والمؤسسات الإنشائية والتحميل والنقل ومدّ الطرق والأسواق والمراكز التعليمية وأفران القرميد وأماكن العمل الأخرى . لذا ففي أفغانستان نرى أن العمال المؤقتين والدائميين موجودون بالفعل ، بل لقد تضاعفَ عددهم ، مراراً ، مقارنةً بحرب السنوات الخمس والعشرين . لهذا عجزَ هؤلاء المثقفون ، بسبب ضعفهم النظري ، ونواقص بحثهم ، عن فهم الحقائق السابقة . لقد اكتسحت الرأسمالية كل العوائق التي استندت إلى اقتصادٍ محليّ منهار . لذا لم يعد النظام الإقطاعي يكتب تاريخ بلادنا وقَـدرَها . العلاقة بين العمل ورأس المال هي التي تصنع تاريخ أفغانستان . الطبقة العاملة ليست فقط كتلةً هائلةً تحت اضطهاد الرأسمالية يكلِّـفُها المثقفون بمهمّـات وأحاسيسَ إنسانية لتنجذب إلى الثورة . الطبقة العاملة المضطهدة – الأرقّاء والفلاحون وعمّال الصناعات الخفيفة الأولى ، هي كتلةٌ ثوريةٌ هائلةٌ حديثةٌ ، إن اشتدَّ وعـيُـها ، ونُظِّمت باعتبارها طبقةً لِذاتِــها ، ولسوف تحطم السلطة السياسية للرأسمالية ، وتزيل علائق العمل ورأس المال ، وتُنهي المِلْكيةَ الخاصة ، مسببةً انهيار وتداعي كل العلائق اللاإنسانية الناشئة عن الأنظمة الاجتماعية الطبقية . هذه هي بالتأكيد مهمة الشيوعيين والاشتراكيين الثوريين ، أن يحاولوا توعية وتنظيم الطبقة العاملة ، لبلوغ الثورة ، وخلْقِ مجتمعٍ إنسانيّ بجسم هذه الطبقة ، لا بهم ، ولا بأي طبقةٍ أخرى . نحن ، في أفغانستان ، نفهم أن المثقفين اليساريين الحاملين وباءَ الانحراف الماضي يسقطون فـي عادات المعتقدات البورجوازية ، مثل القومية والشعبوية وإنشاء الجبهات وأفانين الديمقراطية … لهذا السبب يرون الكلام عن ثورةٍ تعتمدُ نظريةَ الاشتراكية العلمية ، بديلاً غريباً ومستحيلاً . 2- الأدبيات الماركسية يرى عددٌ غير قليلٍ من المثقفين اليساريين في أفغانستان أنه ينبغي في النضال ضد الطبقات الحاكمة ، ألاّ تستخدَم المفاهيمُ والأدبياتُ الماركسية ، مثل : الشيوعية ، الاشتراكية ، الطبقة ، رأس المال ، فائض القيمة ، بيع قوة العمل ، إلغاء الطبقات ، وهدم الدوَل . وكذلك ينبغي ألا تُذكَـرَ أسماء ماركس ، إنجلز ، لينين ، في ما يُكتَبُ أو يُلقى . وحجّـتُهم هي أن أفغانستان مجتمعٌ متخلفٌ وتقليديٌّ ، هُزِمت فيه أحزاب مثل خَلْق- بارشام ( حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ) ، و شــولا ( المنظمات الماويّــة ) بسبب السياسات الراديكالية المتطرفة التي أدّت إلى انهيارها . من هنا تأتي الحاجةُ إلى خلق أدبياتٍ غير ماركسية . مع حرب السنوات الخمس والعشرين ، التقى المثقفون اليساريون والمثقفون المتدينون المهووسون ، نتيجةَ الانحراف والنظريةِ / الممارسةِ الرجعية ، وعن طريقَينِ متناقضَينِ ، في نقطة واحدةٍ ، هي الهزيمة . الفئة الأولى ردّت الهزيمة إلى الممارسة اليسارية المتطرفة ، والفئة الثانية ردّتْــها إلى الأداء الديني المجنون . وهكذا ، قررت الفئة الأولى أن تكون انتهازيةً نظرياً وعملياً أكثرَ من السابق ، لكي تمسح عن وجهها وصمةَ اليسار . وعلى النقيض من ذلك تحاول الفئة الثانية نظرياً وعملياً أن تستبدل بجهلها وفاشيّتها الدينية ، " التحديثَ " والديمقراطية . اليسار المنحرف لا يفهم أن الأدبيات الماركسية ليست إبداعَ فيلسوفٍ أو نتاجَ خالقِ كلماتٍ . هذه الأدبيات تعكس علاقة العمل ورأس المال ، والممارسة الموضوعية لنضال الطبقة العاملة الواعية ضد الرأسمالية المتعفنة . ولهذا لا يمكن تحدِّي الرأسمالية ، بأدبيات أخرى ، مثل المفاهيم البورجوازية الدينية ، والأفغانية محبة الديمقراطية ، آيَرانْ ومولاي . نعم ، بمقدور البحّــاثةِ أن يصنعوا نظرياتٍ من صمتهم واستيائهم وخوفهم واعتناقهم المعتقدات الخرافية ، وأن يختبئوا وراء هذه النظريات ، وينتحروا . لكن نظرية الاشتراكية العلمية تريد ، وبإصرارٍ ، ثوريينَ ، مسلّـحينَ بأدبياتٍ طبقيةٍ واضحةٍ ، كي تتحقق أهدافُنا .
3- تضامنُ العمّـال الأممي
العمل الدؤوب في سبيل الأممية البروليتارية مهمةٌ تسبق أياً من المهمات الوطنيةَ الأخرى . و علينا ألاّ ننساها أو نرتابَ فيها . لكن علينا أيضاً القولَ إن الجهد العمالي على نطاق الوطن هو الجهد نفسه المتحقق على نطاق الكوكب . لكنْ ، لماذا يكلِّف الشيوعيون أنفسَـهم هذه المهماتِ العظيمة ؟ الجواب بسيطٌ : العالَـمُ مقسَّـمٌ بين مجموعاتٍ رأسمالية ، ومعنى هذا أن رجال بلاط العالَم ينتسبون إلى الرأسماليين لا إلى العمال . ولهذا ، يتعيّــن عليهم جميعاً ، أن يؤدّوا واجباتِهم بصورة طبيعية ، المتابعة ، والسيـطرة ، والتحقُّق ، وتوسيع النظام الرأسمالي ، والدفاع عنه ، كبلدٍ مُـعَــوْلَــمٍ . وهكذا تكون مهمة الشيوعيين أن يتخذوا الإجراءاتِ وينشطوا أيضاً . وإلاّ فإن البديل سيكون للستراتيجيا البورجوازية قصيرةِ النفَسِ ، مثل القومانية والشعبوية المبتذلة ، التي ليس لها إلا خدمة الرأسمالية المحلية وبقايا الإقطاع .
4 – النظرية الاشتراكيـــة في أفغانستان ، حيث الأمّــةُ تغرق قي الخرافة اجتماعياً وسياسياً ، تلحُّ الحاجةُ لأن يأخذ المثقفون اليساريون مكانهم في فضاء الأمّــة . لكن اليسار البورجوازي يريد إخفاءَ بؤسِ الوعي السائد ، لا الشيوعيين . إن التخلف النظري لليسار الأفغاني كان واضحاً منذ البداية – وهذا أمرٌ طبيعيّ - لكن بعد خمسٍ وعشرين سنةً من الحرب ( بين الأميركيين والسوفييت ) ، واعتناق يساريينَ الإسلاميةَ ، تحوّلَ البؤسُ النظري وعبادة الخرافة إلى مباديء ساميةٍ يحظى حمـلَـتُها بالتشريف ، باعتبارهم " قوماً عمليين " . وعلى النقيض من ذلك ، اعتُبِـرَ من فهموا النظريةَ وأنفقوا ما أنفقوا من وقتٍ في دراستها ، " ديدانَ كتبٍ " . وتأسيساً على هذا الانحراف ، لم يأخذ قادة اليسار لهذه البلاد ، الاشتراكيةَ ، باعتبارها علميةً ، وتركوا أنفسَهم وأعضاءَ هم ، ينخرطون في تبني معتقدات القرون الوسطى والنظريات البورجوازية . من هنا ، آخذين بنظر الاعتبار ، الحالةَ المؤلمة المشار إليها ، نعتبر من مهمّتنا ، ومهمة اليساريين الآخرين ، والشباب بخاصّـةٍ ، دراسة الكتب الكلاسيكية والمجـدَّدة للاشتراكية العلمية ، والاقتصاد السياسي ، والفلسفة ، والأدب والفن الثوريَينِ ، علينا إعادة تثقيف أنفسنا ، بوعيٍ ومعرفةٍ . وإلاّ ، وكما يقول ماو ، لا حقَّ لأحدٍ في الحديث عن الماركسية وإفلاســها .
5- مســتقبلُ العالَــم الشيوعية تراجعت ، لأسبابٍ تاريخيةٍ معيّــنةٍ ، لكن طبول الرأسماليين تدقُّ معلنةً هزيمتَـها النهائية ، لكن ينبغي القول إن التناقض بين العمل ورأس المال ، لايزال ، التناقضَ الأساسَ في العالَم ، والقضيةَ الموجِّهة لتاريخ الأرض . الرأسمالية بكل تطوُّرِها وتقدُّمها في العلم والتكنولوجيا غير قادرةٍ على أن تقدمَ شيئاً غير الدفاع عن وجودها المتعفن واضطهادها البلايين من بني الإنسان ، والبؤس ، والبطالة ، والتفاوت ، والعنصرية ، والعنف ، والحرب ، والهجرة ، والتهديد النووي ، وتلويث البيئة … في هذه الأيام ، لا يجد الملايين من البشر ، في حياتهم ، إلا أن يبيعوا قوّةَ عملهم . ملايينُ البشر يعانون من انعدام المأوى ، والرعاية الصحية ، ومن الأميّـة ، وقلة الملبس والمشرب والمأكل ، والأمان ، والعمل . انتشار وتهريب المخدرات ، والأيدز ، والبغاء ، وتهريب النساء والفتيات والأطفال ، الإرهاب ، والرقابة ، والحرب الدموية في العراق وأفغانستان وفلسطين … كل هذه من صُنع النظام الرأسماليّ . إن طبيعة نظرية تطور رأس المال والسوق الحرة ليس لها سوى تطوير الاضطهاد، والجريمة ، والنهب الرأسمالي ، في كل أرضٍ مهما بَـعُـدَتْ . هكذا تقف الشيوعيةُ ، البديلَ الأقوى ، والأشدَّ مضاءً ، ومنطقيةً إزاءَ الرأسمالية . عاشت راية تضامن العمال العالمي !
حزب اليسار الراديكالي الأفغاني أول أيّـار 2005
ــــــــــــــــــــ * المصدر :> * تمّت الترجمة بتاريخ 17/5/2005 ، في لندن
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألْـبَـيـر مامي وثقافة التحــرير
-
فرانز فانون وثقافة التحرير
-
معروف الرّصافــيّ
-
الساعاتُ الأخيرة : روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت
-
ذِكرياتٌ من هناك
-
ســعدي يوسـف ينالُ الجائزة الإيطالية الكــبرى لــمؤلِّفٍ أجـ
...
-
الإصـــغــاءُ
-
قِــرْبَــةُ الفُســاءِ رئيسُ جمهوريةِ المنطقةِ الخضراءِ !
-
في صباحٍ غائــمٍ
-
من أينَ تؤكَـلُ الكتِف ؟
-
مائدةٌ للطيرِ والسنجاب
-
ولــماذا لا أكتبُ عن كارل ماركس؟
-
كتابُ الغصــون
-
رحــيـلُ العاشــق
-
إيْـسْـتْــبُــوْرْنْ في الشتاء
-
جلال الطالباني إلى المحكمة الجنـائية الدولية في لاهاي
-
التصويتُ وعواقـبُــهُ
-
البريــدُ الـلـيـلــيّ
-
كــلامٌ فــارغٌ
-
وَشْـــمُ الذئبِ
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|