|
وجهة نظر في المشهد المصري ..
أحمد سعيد بالكاري
الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 11:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وجهة نظر في المشهد المصري .
إعلان خارطة الطريق من طرف الفريق عبد الفتاح السيسي وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا ومن بعده حازم الببلاوي رئيس للوزراء والعودة الى الحكم المدني الديمقراطي .
هذا الاعلان هو البيان رقم واحد للإنقلاب بمسمى جديد (خارطة الطريق)،من يضمن لي في المستقبل القريب العودة الى حكم مدني ديمقراطي .. و1004 من أعضاء الإخوان في يوم واحد رهن الاعتقال والرئيس المنتخب مرسي وراء القضبان وبعض من مستشاريه.. ماذا عن قيادات الإخوان .. المرشد الأسبق والحالي ونائباه الشاطر وبيومي وآخرون البلتاجي وصفوت وعمارة واللائحة تطول هؤلاء أهؤلاء إرهابيون يفجرون الكنائس ويعتدون على الجيش ويلبسون ثياب الضحية ؟؟ ما أظن ذلك والإخوان على مر تاريخهم السياسي ينبذون العنف . أسأل سؤال آخر لماذا أغلقت حوالي 12 قناة في يوم واحد ؟؟ لا إجابة منطقية للانقلابيين غير الأكاذيب ، جواب واحد وصريح للغاية غَلق القنوات والتضييق على الأخرى هدفه الأول والأخير تكميم الأفواه الرافضة لخارطة الطريق عفواً (الانقلاب).. وتخوين كل المعارضين هذا هو منطق العسكر لا يقبل الرأي المخالف . نعود إلى زمن مرسي سنة كاملة من الحكم لم يعتقل زعماء جبهة الإنقاذ ولا حتى الصحافيين الساخرين من شخص الرئيس صباح مساء ، ولم تغلق ولو قناة لم يسجن ولو صحافي متهجم عليه بالسب والشتم والقذف ا.. لم يعتقل زعماء حركة تمرد من قبل أن تجمع مليون واحد ويجهض أحلامهم الكبيرة من البداية ... كل هذا يا أسمى عبارات الديمقراطية والحرية .. القبول بالآخر والرأي المخالف ، هذه السنة الكاملة تحسب للرجل لا عليه، نزيد على ذلك بعض الأزمات المفتعلة كالبنزين والسولار سبحان الله يوم واحد بعد (الانقلاب) حلت المشاكل كأن الحكام الجدد جاؤوا ليحل مشاكل مصر في آيام معدودة . ماذا انقطاع الكهرباء المتكرر اليوم السيسي وأعوانه حلوها في أقصر الأوقات لابد في الأمر مكائب ومؤامرات كانت تحاك لنظام مرسي ، ربما تلك المشاكل كانت مفتعلة بالدرجة الأولى .
آخر الأخبار وجهت لزعيم جبهة الإنقاذ محمد البرادعي تهمة خيانة الأمانة .. أي أمانة ؟؟ ربما أمانة تلميع وجه مصر خارجيا التي لم يستطيع إقناع أي دولة أن في مصر ثورة دي جديدة وليست انقلاب .وبعد الاستقالة في مساء نهار فض الإعتصام بالقوة ، استقال الرجل إحتجاجا على الدماء التي سالت في ميداني رابعة والنهضة ، بعدها بسويعات استقبل بوابل من الشتائم في قنوات الفلول .. وعلى رأسها من قناة توفيق عكاشة مفجر ثورة الثلاثين من يونيو كما يلقب ، زد على ذلك القنوات المعروفة تلك الأبواق من دريم .. الى الحياة والنهار وغيرها . وبعده استقال الناطق الرسمي للإنقاذ السيد خالد داوود وخون هو الآخر وتم التحريض عليه وعلى حزبه .. وآخيرا نسمع خبر اتهام منسق حركة تمرد بإثارة الفوضى .. يا سلام البارحة كانوا ثوار واليوم مثيري شغب .
يقال أنه تم التحريض على العنف وتسليح أعضاء من جماعة الإخوان واستهداف مواقع للجيش؟
ما أدراك أن الاخوان يسلحون أنفسهم ويقاتلوا الجيش .. هذه أكبر كذبة هذا ما تشاهد الأعين في الشاشات ، لأن منطق القنوات هاته أن تكذب أكثر ليصدقوا واحدة ، الاخوان من زمان هؤلاء ناس ينبذون العنف ، من زمان والعمل السلمي من مبادئهم بلسان رجالات وضباط السيد مبارك أنفسهم .. ومن يستهدف الجيش معروفين والجماعات الجهادية ما أكثرها .. وشعب سناء شعب مسلح ألم تشاهدوا يوما الأفلام المصرية القديمة وتجارة السلاح ، هل نسيتم تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية عشية الإطاحة بمبارك يا لغرابة .. تبين وبالدلائل من عمل المخابرات والداخلية ..أصبحت الداخلية بلطجية وتسخرهم عملاء ، ومازال سجناء من الأمن المركزي على إثرها الى الآن .. من يسلح نفسه من الإخوان لن تقدر الداخلية على الذهاب لجلبه من بيته الى السجن بأربع عناصر أمن أو خمسة .. كن منطقيا مع نفسك ؟؟؟
من يصدق اليوم أن الإخوان هم بلطجية من المليشيات، وأنها هي التي تقصف الجيش بالأسلحة الثقيلة من معسكرات رابعة العدوية بالقاهرة ومن ميدان النهضة بالجيزة ومن المنصات العالية لمسجد القائد ابراهيم بالاسكندرية ، وزد على ذلك من التهم وأخبار أخرى سمعناها من القنوات المعروفة : أن الاخوان هم سبب سقوط الأندلس يا سلام ما أحلى الخبر على لسان قناة التحرير ، وقنوات أخرى أخبار ولا على البال ..
نعم يا أخي الإخوان في مصر أخطأوا وأخطأوا زيادة ، وهل الأخطاء تبرر الانقلاب ، الانقلاب خرب البلد زيادة وأعاد رجالات مبارك الى السلطة .. وأخرج مبارك من السجن والبقية على الجرار .. ولا تنسى أن تسمع أن غذا أو بعد غذا تهمة الانتماء الى الاخوان جريمة ..
من يصدق اليوم أن الإخوان في منطق الإعلام المصري أصبحوا إرهابيون بين ليلة وضحاها ، هل يصدق أحد من يملك قرابة الستين بالمائة من البرلمان المصري بغرفتين من أين لهؤلاء الإرهابيون أن يكتسبوا هذه الشعبية ؟ قد يجيبك متهكم على الشأن المصري .. يستغلوا الدين للوصول إلى السلطة ، ربما الجواب يحمل جانب من الصواب ، ولكني أطرح سؤالا آخر لما لا يستغلوا الآخرون الدين نفسه للوصول إلى الحكم ، أليس الدين متاح للجميع .. يا أخي كن قوميا أو ليبراليا أو يساريا أو شيوعيا حتى واستغل الدين ما من مشكلة .. أنا لست مع الإخوان ولا غيرهم . أحيطكم علما أن أحزاب أخرى متملقة اسلامية استغلت الدين ولم تصل إلى سدة الحكم .. حزن النور السلفي حزب الجماعة الإسلامية حزب الوطن وحزب العدالة والبناء .. لما هؤلاء لم يصلوا إلى السلطة رغم أنهم مدعون سعوديا ولم يفلحوا في الانتخابات التي حصدت الماكينة الاخوانية أغلب أصواتها ، أعطيكم إجابة متقين بها مليار بالمائة إخوان مصر يعملون لصالح المصري الغلبان / الضغيف / الفقير / اللي عايش على رغيف العيش ، بينما الاحزاب الاسلامية الأخرى والله أعلم تعمل لقوى أجنبية خارجية وخير مثال على هذه الفرضية أن أول من بارك الانقلاب وكان حاضرا في خطبة السيسي الشهيرة زعيم حزب النور الذي استجدت به السعودية والامارت لمباركة الانقلاب بل والوقوف جنبا غالى جنب مع جبهة الإنقاذ والتدمير وأحزاب ليبرالية أخرى أين هي تلك الخطب الشهيرة الخروج عن الحاكم حرام .. اليوم مع مرسي حلال .. ومع مبارك ثلاثين عام حرام في حرام .
الاخوان دول ناس حرمية بِتاع الأمريكان وإسرائيل ، وماذا عن تهمة التخابر مع حماس للإضرار بمصالح أمن مصر .. كل الشرف بأن يتخابر المصري والحمساوي على مصالح مصر.
يا من يفهم في السياسة .. ليس لكل فعل رد فعل في السياسة . إن أهم شيء يريدونه الانقلابيون هو أن يتحول الاخوان المسلمين الى عنفيين ليقضوا عليكم ولو دام قتالهم للجيش لعشر سنوات . والعشرية السوداء في الجزائر خير مثال .. فأين هي جبهة الانقاذ الاسلامية بعنفها بعض فصائلها اليوم فالجينرال العماري ومن بعده خالد نزار قضوا على إخوان الجزائر. واليوم السيسي وأعوانه يعيدون الكرة، إن أكبر سلاح لدى الإخوان المسلمين هو سلميتهم وابتعادهم عن العنف ولا بديل عن الحشد الشعبي السلمي فإن انحرفت مسيراتهم عن السمية ..فستنحرف سفينتهم نحو الهلاك .
من الناس من يتمنى أن يباد فكر الإخوان عن بكرة أبيه ولو فردا فردا ، فالتاريخ يعيدنا الى الوراء عندما خرج المصريون بعد تهمة محاولة الإغتيال في الخمسينيات ويقولون لـ عبد الناصر في شعارات : دبح دبح يا جمــــــال .. لا رجعية وإخـــــــــوان... ...............................................................
مرسي الرئيس .. وشرعية الرئيس مبارك الرئيس حسني مبارك أدخل السيد مرسي السجن ، وفي عهد الرئيس مرسي أُدخل السيد مبارك السجن .. وأدخل مرسي السجن مرة ثانية ، نكمل القصة وخرج الرئيس الشرعي السيد مبارك الذي يكتسب شرعيته من الجيش ولا يكتسبها مرسي ، ومن شرعية التاريخ فهو حكم ثلاثين عام مقابل سنة واحدة ونيف لمرسي ، ويكتسب الشرعية أيضا من الشعب الذي كان يصوت له غير ما مرة بالتسعين أو التسعة والتسعون بالمائة ، ومرسي لم تتجاوز نسبة التصويت له الثانية والخمسين بالمائة ،برئ السيد مبارك من بعض التهم من شرعية المحكمة ومازال السيد مرسي على ذمة التحقيق 15 يوما ثانية وثالثة ..
خلاصة القول : بعيدا عن المزايدات ينبغي أولا على أي عاقل تحليل الأحداث السياسية والرجوع إلى التاريخ القريب الحافل بالإنقلابات، وليكن الإنسان منحازا دائما لنفسه وللحق ،والحق اليوم مع المظلومين سياسيا وإعلاميا والمحاصرين اقتصاديا .. وأن يخرج (الإنسـان) بصورة واضحة المعالم ينحاز فيها لنفسه وللحق الذي يضاد الحق ولا ينسى الرجوع إلى الحكمة التاريخية مع انقلاب عساكر فنزويلا المدعومين أمريكيا على يوغو تشافيز الذي أعاده الشعب .. وانقلاب خالد نزار على إسلامي الجزائر جبهة الإنقاذ الإسلامية مع عباسي مدني فيما سبق ، وقبلهما في تركيا في الثمانينيات عندما انقلب الجيش على اسلامي تركيا بقيادة نجم الدين أربكان ،وانقلاب ضياء الحق في باكستان على الرئيس ذو الفقار علي بوتو في نهاية السبعنيات ،وقبله بسنوات سيطر العسكر على نيجيريا المسلمة ودموها تدميرا في حرب أهلية طاحنة، واليوم جاء دور العساكر ليعود بمصر الى القبضة الحديدة وغدا والمستقبل سيجلب لكم أمثلة عديدة أفلا تتفكرون ؟؟ أسأل نفسي وأقول هل قدر لهذه الأمم أن تهدأ وتستقر إلا في قبضة الإستبداد والطغيان ؟ حقيقة الأمور في مصر اليوم ستكشفها في المستقبل القريب ، ولكن اعلم أن التاريخ ينصف أحيانا ويخدل في أحايين كثيرة عبرة لأولي الألباب .. وللقصة بقية ... يتبع
#أحمد_سعيد_بالكاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصراع السياسي العربي .. بين الأمس واليوم
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|