قناع الحب

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 03:30
المحور: الادب والفن
    

الإهداء ..
لقصصك القصيرة

تاريخ بشري يـُعلن أن الحب وحده لا يكفي
إعصار لحظي لا يكفي
نسمة بحر تأتيك وترحل .. لن تكفي
ومؤشر سرعة دقات القلب وتلعثم لسانك
لا يكفي
وفصل ربيع كــ bookmark موضوع في كتاب حياتك
لا يكفي

موهوم من يتخيل أن جوع كيانه يشبع فقط بمحبوبه
وأن عطش الروح يمكن أن يرويه حبيب ما
وأن مارثون الحياة عكازه فقط خطابات الهوى
موهوم من يتخيل

كم لحظة حرجة تحتاج لطوق صديق
كم تجربة برد قارص لا يحتويها غير حضن أمومي
كم عكاز لديك وقت عجز قدرتك يحمل جرح همك الثقيل
كم وحشة وحدة لا تسمع فيها غير صدى بوحك
تحتاج فيها لإصغاء مجاني لا يشتهيك
جزيرة يستوطن فيها الحب وحده لن تكفيك
منافي الورد ليست وطن بديل
وعناقيد العنب لم تسكر ولن تشفي جرح العليل
لا يوجد حب بديل لعمق أصيل

كم إيمان انتصب القامة وهو أناني بمفرده ؟!
كم إيمان خلاصه الفردي النرجسي أشبعه ؟!
كم إيمان اعتزل الفقراء والحزنى والمضطهدين والمساكين فأصبح قديسا ؟!
كل إيمان يحتاج لإيمان آخر ليحدد وجه صاحبه .. قلب صاحبه .. روح صاحبه
فإيمان دون تجسد في أرض المتألمين إيمان ميت

إيمان لا يحدث فرق في الواقع إيمان ميت
إيمان لا يشعر أن مساحة الخير في العالم مسئوليته إيمان ميت
إيمان منتصر في الغرف المغلقة وفي الفضاء الخارجي فقط إيمان ميت
كم يحتاج الإيمان لإيمان آخر يشابهه .. ليشجعه .. ليعضده ..
لينحته .. ليطوره .. لينقده .. ليمتحنه .. ليلهمه
الحب وحده لا يكفي

حبك جزء بسيط في لوحة كيانك غير المرقعة
لون مهم في قوس قزح كيانك
ليس منفي خارج تفاصيل يومك الوجودي جداً
ليس معلقاً في الفضاء خارج مدارات الجاذبية الحياتية
ليس موقف محايد في مواقفك الحادة جداً
الحب ليس غرفة إنعاشك المعقمة
ليس يوتوبيا لحلم مدينتك النرجسية الفاضلة
الحب وحده لا يكفي

كم حوار لطرشان بين أحباء
كم حبيب أعمى يقود أعمى ويقعان الاثنان في حفرة
الحب ليس نقطة تماس
وليس نعجة دولي المحبوبة المستنسخة
وليس علاقة مذكر بمؤنث .. مبتدأ بخبر
فاعل ومفعول به
الحب وحده لا يكفي

ولتعلموا أن الأمومة حب مجاني
والأبوة حب مجاني
الصداقة حب مجاني
وما تسمونه حب هو الوحيد الحب المشروط
وأقول لكم السر
أن سر الحياة يكمن في كل ما هو مجاني
الحب وحده لا يكفي

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات