جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 17:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اصبح العراق بعد الاحتلال الامريكي حاضنة للعمل المخابراتي الدولي بعدما فتحت حدوده على مصراعيها لتندس مجاميع وشركات واشخاص عبر توصيفات وعناوين عدة ، لااحد يسأل من دخل عن صفته ووجهته والدولة التي ينتمي اليها لان حدود العراق اصبحت ( سفرتحه ) يدخل اليها كل من هب ودب ..
دخل مخابراتيون بصفة اعلاميين او رجال اعمال وتجار وسماسرة وشركات مقاولات وصيرفة وتجارة عامة وتغلغلوا في جسد الدولة العراقيه وعايشوا السكان المحليين بل يتقنون اللهجة المحلية بحيث لايختلف اثنان على انهم من اهل البلد ..واستأجروا شققا سكنية واشتروا بيوتا وعمارات واسسوا لشركات ومكاتب تحت مسميات عدة مستغلين حالة الفوضى التي يعيشها العراق بعد الاحتلال الانكلوامريكي ..
لم نسمع يوما من اجهزتنا الامنية القاء القبض على شبكة مخابراتيه او جواسيس ، رغم ان الدول المستقرة دائما ماتتابع تلك الشبكات لانها تشكل خطرا على امنها فلمجرد تصوير مؤسسات حساسة او التخابر مع جهة اجنبية يتم القاء القبض على افراد تلك الشبكات ..
التواجد المخابراتي الدولي وبهذا الكم الهائل يجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الدولية ، فلم تبق دولة لاتوجد لديها شبكة مخابراتيه في العراق ، الامريكية والبريطانية والتركية والقطرية والسعودية والايرانية والمصرية والاردنية والروسية والفرنسية والالمانية ووووو .. كم هائل من المؤسسات المخابراتية العملاقة ذات العمل النوعي والمهني تغلغل الى العراق واسس او بالاحرى وطن نفسه ولايمكن كشفها بسهولة ولمئات السنين ..
بلدان عدة شهدت تغييرات سياسية بعد الثورات العربية التي اطاحت بالدكتاتوريات لكنها لم تشهد حالة فوضى كالتي شهدها العراق لان مؤسسات هذه الدول بقت على حالها ولذلك كان الاختراق قليل جدا بالنسبة الى العراق الذي حل جيشه وجهازه المخابراتي ، وهذا الفراغ الامني سهل من الاختراقات المخابراتية للداخل العراقي بل الى مؤسسات مهمة ولذلك نرى ان اغلب العمليات الارهابية تكشف عن ضلوع ضباط ومنتسبين في قوى الامن الداخلي ..
العراق يعيش حالة غير طبيعية ، تصفيات جسديه يومية واغتيالات وتفجيرات ، والمشكلة ان اصابع الاتهام توجه الى القاعدة والبعثيين متناسين هذا الكم الهائل من اجهزة المخابرات التي تعبث بامن البلد وتدمر اقتصاده وتزهق ارواح ابنائه ..
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟